هي مُجرَّدُ طالبةٍ بلطخَاتٍ من المَاضِي تظهَرُ عَلى رُوحهَا، تَرسمُ بالمشرطِ خُيوطا من الدّمِ القرمزي على رسغها لأنَّها تكرهُ الحياةِ التي هي في خضَمِّ عيشهَا و لتحجبَ الأصواتَ عن فكرها أما هُو فيكونُ أُستاذا الجَميعُ يتَّهِمهُ بالعبثِ و البُرودِ كأ...
كنت أعلم بأن مشاعره نحوي تبددت خلال عامين قضاهما خارج البلد لكنني رغبت بالتأكد كي لا أستمر في رسم أحلام تافهة برفقته في مخيلتي و أمتلك أملا زائفا بأنه سيواعدني لاحقا.
دنوت نحوه ألتصق به تقريبا رغم أن جسدينا لم يتلامسا سوى يداي التي تحكمان الشد على كتفيه.
ناظرته ببهوت و إرتباك فبادلني النظرات يعمق تواصل أعيننا.
ظننت في بادئ الأمر أنه بادلني بشوق لكني تأكدت أنها ردة فعل فقط لأني كنت أجس نبضات قلبه بيدي المتركزة على صدره،نبضاته التي لم تضطرب.
شعرت بالخيبة و إندثرت أحلامي.
عندها فقط إنسابت جملتي ببرود ألملم ما تبقى لي من شجاعة بعد مناورتي تلك و العرض الذي قدمته له على مرأى الجميع.
"يبدو أنك في الأخير نجحت في نسيان حبك لي."
ما الذي تقولينه فينا؟ أنا أحبك و لا نية لي في نسيانكِ.
حاول إيجاد عذر لي بينما يسحبني نحوه لكنني أبعدت يديه التي تحاوط يدي بقوة أختتم حوارنا.
نبضاتك و عيناك الساكنة صارحتني بأنها لم تعد تسعد لقربي، أما كلماتك فكلها كذب و أوهام أو ربما لم تدرك بعد أن حبك لي قد تلاشى، ذلك راجع لك لكني لن أسايرك في مسرحيتك بعد أن تأكدت.
كان الجميع متفاجئا لأني لم أتأثر رغم الإنكسار بداخلي و إبتسمت لهم أطلب منهم إكمال اللعبة مخففة الأجواء المشحونة بعد ما قمت به بجرأة و كذا كلماتي الجارحة التي رميتها على جيمين.
سأكون أنا من تدير القارورة هذه المرة بما أن جميعكم إمتنع عن المبادرة.
قلت أزيف حماسي بينما أدير القارورة ببعض من الغضب الذي لا يزال يتقد في جوفي.
