عُـمـارة الـصـــايــغ

الفصل التاسع | فـتـرةٌ عَـوِيـصَـة |

فتح باب شقته فورزسَماع ذلك الصراخ الأنثوي الصاخب وبحوزته عصا غليظة والظلام يَغمر العقار كُليًا شدة الحرارة تَجعل الغضب يتضاعف بِداخله و صَعد للطابق الذي يَصدح منه الضوضاء صارخًا :

_" كله إلا خــــالتو سُعــــاد "

صُراخه الحاد الممزوج بالصراخ الانثوي أفزع العقار بأكمله فأثناء صعوده للطابق المُراد خَرج نِصف السُكان بإضاءه هواتفهم الخافتة بِرُعب فَكان المَظهر يُطابق أفلام الرُعب الأجنبية والبَعض يتساءل هَل سَيمُر ذلك المَشهد التمثيلي أم سنتعايش بالحقيقة الصادمة ، وبَين ذلك الهرج لا زالت نسرين تجلس بإستفزازٍ مُردده :

_" منور يا عريس أقسم بالله العمارة نورت بيك "

أجابها طارق وعينيه تلتهمها بِغيظٍ :

_" لا يا أختي ترحيبك الزيادة ده هو اللي منور "

أجتمع الاهلين بِقلقٍ مِن انقطاع الكهرباء المفاجئ بينما حافظ يُردد بتأسف :

_" أنا مُتأسف جدًا واللهِ دي اول مره تحصل عندنا في العمارة "

أجابه والد طارق _صفوت_ بِبشاشة :

_" مفيش حاجة يا حافظ احنا أهل و بعدين واضح القبول مِن عروستنا الحلوة ولا ايــه يا نسرين...؟ "

أبتسمت نسرين بتكليف بعدما نظرت لها والدتها بتحذير من خلال ضوء هواتفهم وأجابته بمُلاينة :

_" طبعًا يا عمو أحنا بقينا واحد خلاص "

ثُم رمت لِطارق بِنظرة متوعدة وكأن عيناها تقول " أنتظر فحسب فحديثنا لم ينتهي يا عَريس الغَفلة " فقط نظرةً منها تحمل مُرادفًا كبيرًا ولكن بداخله تراقصت نبضات قلبه لموافقتها الغير مُباشرة وبالرغم بِعلمه لمسايرة والده لكن ملأ قلبه بالسرور فمن الظاهِر بأنها راقت له وأثارت فضول عَقله...!

أما بالطابق الذي فوقهم نشب عِراك صغير بَين أسامة و السارق كما قيل مِن سُعاد ولَكِن في الواقـــع

_" يا جدع سيبني انا مش حـرامي أنا أبن أختـ

اشتد قبضه على ياقة قميصه صائحًا بقوة :

_" أول دروس التعرف على رحامي اعترافه بأنه مش حرامي "

تخطت سعاد الفتىٰ تقف بجانب أسامة وهمست له ببلاهة :

_" ده طلع ابن أختي كريمة يا أسامة مش حرامي...! "

رَمش بأهدابه ببلاهة مُماثلة ثُم همس :

_" طب في موقف زي ده بنعمل ايه...؟! "

_" أطفي الكشافات وطير "

نفى برأسه وهو يحك ذقنه بِخُبثٍ انبثق من قوله :

_" عندي فكرة انما ايه تقلب الترابيزة على حد تاني "