الفصل الرابع |الـقَـرار بَـيّـنْ يَـديـكِ فَـقَـطْ|

646 62 7
                                    

تسارعت أنفاسه برعشة تجري بأنحاء جسده بخوفٍ علىٰ اخيه الصغير وهو يَضمن شقيقته الصُغرىٰ إن أصابه مكروه ستفارق ولادته الحياة ويتليها هو ايضًا يبكي قلبه المًا عليه ،كان يجلس وبجانبه شقيقته وولادته مُنتظرين خروج الطبيب علىٰ عجلة حتىٰ يَسكُن قلبهم خوفًا عليه فور خروج الطبيب نهض من جلسته مسرعًا يَرمي تلًا من الأسئلة وهو يقول برهبة :
_"ايه اخبار عمرو..؟؟"
_"هو كويس صح"
_"بالله عليك طمن قلبنا عليه "
ربت الطبيب علىٰ كتفه وهو يقول بهدوء حتىٰ يُهدئ من خوفه :
_"هو الحمد لله بخير بس الضرب كان شديد على ايده فاضطررنا نجبسها وطبعًا هيشرفنا يومين كده عشان الجروح اللي في جسمه ربنا يطمنكم عليه عن اذنكم "
مسح «يحيى» على وجهه يَشكر ربه بإرجاع شقيقه إليه من جديد ، ثم بعد القليل من الوقت تم نقل «عمرو» إلىٰ غُرفة عادية يُمكن من خلالها الاطمئنان عليه وقت ما يشاؤون جلست والدته على مقعد خشبي و على سريره يُحيط به «يحيى» و «مريم» عبث «يحيى» على خصلات شعر اخيه بحنانٍ وهو يهمس له :
_"كده تقلقنا عليك يا بطل مش عيب كده توقف قلبي عليك "
تلملم في نومته بإنزعاج لضوء الغرفة الحاد علىٰ عينيه فور فتحها وتحركت جفونُه حتىٰ يعتاد على الضوء يُحدق في اللا شىء ثم همس بنبرةٍ مُتعبة :
_"مايه عايز أشرب"
التقطت «مريم» همساته وهبت واقفه تَحمل له زجاجة مياه حتىٰ يروي بها ظمآنه أرتشف منها القليل ثم أراح عنقه مُجددًا تقدمت منه «اعتماد» تقول بنبرةٍ باكية :
_"يا قلب أمك يا حبيبي طمني عليك عملوا فيك ايـــه "
ضمها «يحيى» ثم قبل رأسها ليبُث بقلبها الطمأنينة وهو يقول لها :
_"خلاص يا ماما بقىٰ الواد كويس قدامك اهو "
نفضت قلوبهم أثر اقتحام خالته الغرفة وهي تقول بقلقٍ علىٰ ابن شقيقها :
_"يا حبيب خالتك مين اللي عمل فيك كده وانا قرقشهولك "
اقتربت منه تضمه بقوة والقلق يَنهش بقلبها تأوَّه بألم من شده قبض يديها على جرحه أبعدتها «مريم» عنه خاشيه أن يَحدث له شىء وهي تقول :
_"براحه يا خالتو جسمه بيوجعه "
اومأت لها بإدراك وجلست بجانبه تُطعمه بعاطفة شديدة إنه بالفعل يأخذ مِن قلبها مكانةٍ خاصة وبشده ، أما عن يحيى فخرج يجلس بحيرةٍ من أمره علىٰ من قام بذلك وعقله أيضًا مُنشغل لِما فعله بها حسنًا يبدو مُخطئ لكن لا فائدة تتعجرف دائمًا...!
____________________________________
_"أنا ويحيى لازم نسيب بعض "
نَبست بهذا بنبرةٍ مُرتعشة أثر اعتصار قلبها لتلك العِبارات بينما يُحدق بها «معتز» بعدم تصديق لما قالته رد عليها مُستنكرًا :
_"انتِ بتهزري يا خلود...؟!!!"
حركت كتفيها بإجابة :
_"هو في هزار في حاجة زي كده أنا قُلت لازم انا ويحيى ننفصل سهله..!"
أعدل نظارته بإنفعال وقال هائجًا :
_"لا مش سهله يا خلود وانتِ عارفة كده كويس مفيش حاجة اسمها كده وانتِ عارفة قرار يحيى في حاجة زي كده"
أسرع بإكمال حديثه حتىٰ لا تُقاطعه :
_"ده مش قرارك لوحدك لازم تكوني فاهمه كويس إن دي علاقة عبارة عن طرفين بيقرروا سوا مش مجرد رد فعل حصل منه يبقىٰ كده باي باي والسلام "
صمت حتىٰ بقايه هدوئه لعدة ثواني يُفرك رأسه بإنكار لما يَحدث الأن فقال وهو يَزفر بتأني :
_"طب ديواقتي هوضحلك حالة يحيى بمنتهىٰ الهدوء لان بُنائًا على كده هقدر حجم الكسر اللي هتسببيه "
ثم أكمل بتريُثٍ :
_"يحيى قبل ما يعرفك كان مكسور اوي بسبب وفاه والده وأنه حُكِم عليه يشيل بيت ومسؤولية يحيى كان متعلق بعاصم جدًا من كتر تعلقه به طلع نسخه منه جيه مرض والده حطمه نفسيًا إلىٰ أن جيه يوم وفاته اليوم ده اللي هد يحيى بجد وبقى زي الوردة الدبلانه جالي يومها مدمر وعياط هستيري فضل يحكي يحكي لغايه ما اتهد تعب كتير عشان يوصل لمنصبه ده حقق حلم ابوه وسط ظروف بيته بعدها بتلت سنين بظبط أتعرف عليكِ لما كبرتي مش انتِ بنت صاحبة امه بردو ، المهم ساعتها جالي واعترفلي أنه بيحبك ولقيت فيه يحيى جديد عايزة يعيش ويبتدي حياة جديدة وبعد كل المُعناه دي عايزة تنهي كل ده وتكسريه أكتر عشان مجرد موقف حصل ورغم أنك عارفة حاله عايزة تسبيه بردو..؟! "
أحاطت بها دموعها وهي تمسح وجنتيها بتاثرٍ ثم قالت بصوتٍ مُتحشرج أثر بُكائها :
_"مقصدش كل ده يا معتز بس يحيى صعب اوي عصبي وكل شوية بحاله وشغله مأثر عليه وأنا إنسانة وليا طاقة بردو انا اتعرضت للضغط كتير من بابا وماما وغير كده
قاطعها بهدوء :
_"عايز افهمك حاجة بسيطة الارتباط مش معناه كلمتين حلوين وقلوب طالعه ليكِ صبح وليل الارتباط خطوة هتبني على أساسها مع الشخص اللي هيكمل معاكِ باقيه عمرك ، الارتباط محتاج مسؤولية ووعي كافي للي يوصلك لنقطه التفاهم اللي تقدروا أنتم الاتنين تعدو بيها أصعب الظروف وأسوأ المواقف من غير ما تخسروا بعض واحد يأثر التاني يشيله ويتفهم يا خلود ،انا مش بقلل من ضغطك بس لازم تقدري الظروف اللي عدىٰ بيها يحيى وكسره قلبه واجب عليكِ كـشريكة عمره تداوي الكسر ده لكن عملتِ ايه دوستي على جرحه اكتر وصغرتي مِن وجعه انتِ عندك اللي يحتويكي وتبيني قدامه ضعفك لكن هو مش قدامه غيرك أنتِ...! "
نظر لها بإستفهام تجاهل بُكائها ثم أكمل :
_"أنتِ قدامك حاجتين يا هتريحي دماغك وكل حاجة المفروض توجهيها يا إما تتكلمي مع يحيى وتصريحه بكل حاجة وتشوفوا حل سوا لمشكلة كل واحد فيكم لأن قرارك ده هيترتب عليه حاجات كتيرة اوي بالنسبة ليحيى"
أجابته بحيرة :
_"كلمته يا معتز وهو قال حاضر ومعرفش ايه وطنشني على الأخر أنا تعبت من كده وكل مره انا اللي أكلمه عن مُشكلة لـ
_"إديكِ قولتيها بنفسك انتِ اللي كل مره تبتدي بالمشكلة والخناق فكرك يحيى مش واخد باله لا ده فاهمك كويس اوي بس هو مضغوط من والدته وكان بيحل مشكلة في مره سألتيه مالك مش بترد عليا بكل هدوء انتِ مندفعه اوي يا خلود ودي اسوأ حاجة تحصل بين اتنين زيادة المشاكل بس خليكِ عارفة يحيى لو اتكسر انسي انه يرجع زي الاول يحيى اتحسن بوجودك وبعد كل اللي عمله ليكِ قادر يدوس على نفسه عشان يسعدك اكتر "
اومأت له وهي ترىٰ هاتفها لإرسال نوح لها بأن شقيق يحيى بالمشفىٰ أثناء صدمتها أكمل معتز وهو ينهض :
_"تقدري تمشي عشان المغرب أذنت خلاص وتبقي تبلغيني بقرارك عشان لازم اكون جمبك يحيى "
فور خروجه احتوت وجهها بنحيب وقع عقلها بدائرة مغلقة والان زاد الأمر تعقدًا والان يُعلن عقلها المباراة ما بين القلب والعقل..!
____________________________________
علىٰ مائدة الإفطار يجلس «علي» بفتورٍ ويتناول فطوره بتجاهل وبجانبهم أطفالهم يشرعون علىٰ تناول طعامهم حمحمت «فاطمة» بتردد نظر لها بتعجب لعدم تناولها شيئًا مِن طبقها فقال لها بتعجب :
_"مش بتاكلي يا فاطمة ليه الاذان أذن خلاص في ايه...؟!"
عقبت علىٰ قوله بإِنْتِفَاض :
_"كُنت عايزة اتكلم معاك شوية يا علي "
ارتشف من كوبه قائلٍ بتبرد :
_"خير يا فاطمة "
_"هو انا يعني كنت عايزة أنزل اشتري قماش جديد عشان اللي قطعته بسبسة وكده لان ورايا شغل كتير "
رد عليها بنفي :
_"لا مش وقته دلوقتي يا حبيبتي "
اصطدم حاجباها بدهشة لقوله ثم صاحت به بنبرةٍ مُرتعده :
_"مش وقته ليه بظبط يعني أنا عندي شغل زي زيك بظبط لازم يخلص"
_"مش أنتِ سألتيني ومستنيه رد بـ اه او لا وانا قُلت لا "
دَلكت جبينها بآلمٍ يكسو رأسها وقالت بإرهاق :
_"علي ارحمني شوية أنا بقىٰ عندي نوبات بسبب الضغط اللي عامله عليا "
ثم تابعت والدموع تملأ عدساتها :
_"ولادك تعبوا ونفسيتهم وحشه من تجاهلك لينا أنا خلاص تعبت مش قادرة استحمل كده..!"
أجابها بنبرة ساخطة :
_"فاطمة انا عليا ضغط شغل طبيعي كفاية مشاكل السكان والقرف و قلة القيمة اللي انا عايش فيها قدري شوية وحسي مش مجرد كام موقف تعملي الفيلم ده كله يا شيخه مش طافح اللقمة حتىٰ "
أخذ سترته ولملم هاتفه ومفاتيحه صافعًا باب شقته وهي يتمتم بعباراتٍ غير مفهومة تاركًا إياها تبكي بألم يأكل فؤادها بدمٍ بارد و تطعم أطفالها حتىٰ لا يحزنوا أكثر مِن والدهم صاحب القلب المتعجرف..!
____________________________________
كان يجلس بالخارج يُريح أعصابه مِن تلك الحادثة التي تنغز بقلبه بيخوف علىٰ أن يحدث لأخيه مكروه أنه يضع نفسه والدًا له حسنًا أنه ليس صغيرًا بذلك القدر لكنه صغيرًا لي علىٰ الأقل أخذت أفكاره تتلاعب علىٰ ما ستفعله دائمًا الأمور تتعقد بينهم لكن تتصلح بسهولة قاطع دوامته ربته تلك المُشاكسه عليه وهي تقول :
_"ايه اللي واخد عقلك ايها المقدم "
أبتسم عليها دومًا تُناديه برتبته رد عليها بنبرةٍ مهمومه :
_"نعم يا اخرة صبري عايزه ايه مني ايه "
قدمته له شطيرة وهي تقول بشفقه من حاله :
_"المغرب أذنت من بدري خد أفطر بقىٰ أنت مأكلتش حاجة وبعدين شكلك مضايق احكيلي وأنت بتاكل "
اومأ لها وأخذ يَسرد عليها ما حدث بينه وبين خلود بجميع التفاصيل انهىٰ تلك الضوضاء التي تشتعل بداخله وصمت منتظرًا ردها وبالفعل عقبت على حديثه قائلة :
_"للحق يعني البت خلود اوفر اوي المفروض كانت سمعتك قبل ما تتخانق معاك وبعدين ماهي عارفة انك كل شوية بتتخانق مع ماما "
_"لا مش دايمًا بحكيلها عنكم لأنها بتضايق وتقول مهتم بيكم ومعرفش ايه وانا مش ناقص"
نَبست له وهي تقول بمرح :
_"لتكون فكراك بتغير عليا ولا حاجة يا يحيوح "
هز رأسه بدون فائدة ثم قال :
_"طب والله يا حنين تلاقيها فاكره كده "
_"طب والله كويس وانا اللي فاكره انك قاعد لوحدك لقيت اللي يونسك "
نَبست بها «خلود» رافعه احدىٰ حاجبيها بغيظٍ لما تفعله تِلك المتداخلة زفرت «حنين» مِن قولها ثم همست ليحيى :
_"أنا رايحه لعمرو بقىٰ عشان ياكل بردو أبقىٰ قولي عملت ايه معاها مع نفسك يا بطل "
نهضت وهي تبتسم لها ببرود تسير ناحية الغرفة حركت «خلود» رأسها له وهي تقول بإنزعاج :
_" كُنتم بتتكلموا في ايه انتَ وهي...؟"
أخذ يُتمتم بداخله بعباراتٍ تُهدئ من ضيقة اتجاها ثم أبتسم لها بحب وقال :
_"أبدًا كانت بتصالحني عشان اتخانقنا الصبح مش أكتر "
اومأت له بعدم رضا ثم أسترسلت بحديثها مُسرعة :
_"يعني انتَ اتخانقت معايا الصبح عشانها وبعدين استنىٰ هنا من امتىٰ وانتم قريبين من بعض كده عشان تتخانقوا و تتصالحوا...؟!"
_"خلود حبيبتي كلامك ده مش وقته خالص المفروض تقدري حتىٰ إن أخويا لسه طالع من حادثه وأنا معرفش مين كمان "
_"دلوقتي أنا اللي بقيت اقول كلام مش في محله ومين اللي كان بيطلش معايا في الكلام الصبح..!"
رد عليها وهو يَكبت بداخله غضبه الذي يتدفق به :
_"خلود أنتِ ليه مش مقدره اللي أنا في يعني انتِ جيالي في المستشفى عشان تتخانقي معايا ولا جايه تطمني على عمرو بالظبط "
سحبت حقيبتها بإنفعال وهي تُردف :
_"ولا حاجة يا يحيى ربنا يقوم أخوك بالسلامه سلام "
نظر في طيفها بخيبة لما هي اقترفته لتوتر العلاقة بينهم بهذا الشكل يبدو بإنها ليست كما يَظن تِلك ليست غيرة ذلك تَملك...!
____________________________________
_"اه الواحد ما صدق يفطر بقىٰ أنا كنت مشتاق جدًا للفراخ "
نَبس بها «فادي» وهو يَجلس في إحدىٰ المقاهي المشهورة عقبت «ساندرا» علىٰ قوله مؤكدة :
_"اوي بجد حسيت كده اني شبعت"
ثم وقع بصرها حول الكورنيش ورأت الفتيات تلتف بحذاء التزحلق و التمعت مقلتيها بحماسٍ وقالت :
_"فادي أشرب قهوتك وتعالىٰ ورايا بسرعه "
لم تنتظر إجابته وانطلقت خارج المقهىٰ بإندفاع حتىٰ تأخذ دورًا للعب كطفلة صغيرة تترقب فوزها بالحلوة التي كانت تسعىٰ إليها طويلةً حرك رأسه بلا فائده ستظل طائشة تركُض حول مُتعتها دَفع الفاتورة ثم خرج إليها ووجدها ترتدي ذلك الحذاء ذو العجلات أبتسمت له ونَبست له بمحماس :
_"ألبس انت كمان اخدت دور ليك و وريني شطارتك "
أومأ لها ببسمه وذهب حتىٰ يرتدي مِثلها ، ركض سويًا على طول الكورنيش وهي تضحك بسعادة ثم قالت له بتساؤل
_"فادي أنا حابه أعمل ندوة بس معنديش الاستعدادات تعرف تجيلي مكان مناسب..؟ "
أجابها ممسكًا بيدها بحب :
_"كل اللي عايزاه أوامر وأنا ليا صديق ليا بيحضر ندوات وكل اللي حابه تتناقشي فيه مع الشباب هتقوليه عشان عارفك بتحبي جو المحاضرات ده شاوري بس وأنا عليا أنفذ ...! "
ابتسمت له مغلقة عينيها بحبٍ تستنشق نسمات الهواء الطيبة التي تَزرع بقلبها املٍ بتلك الحياة...
____________________________________
بعد منتصف الليل...
تقع لَجنة شُرطيَّة بالطريق وقائدها عزيزنا «يحيى» يَقف يَتحقق مِن تلك العربة التي أثارت الشك بقلبه وجعلته يتفصحها بقوه وقف امام نافذه السائق يرىٰ بطاقة هويته وهو يُردف بصرامه :
_"قولتلي بقىٰ أنك سواق "
ثم أكمل مَحدقًا به بفِطْنَة :
_"بس الوش ده وش رد سجون يا عسل ، رُخص عربيتك ياض"
لَم يَمر ثواني على إكمال عبارته ووجد سيارتان تجتاز السياج الحديدي بقوة وألقوا مَصرع نصف الضباط وبجانب سيارة الشرطة أرتمىٰ عليها «يحيى» مِثل جثة هامدة مُصابة بطلقات تَعلم ما أملىٰ عليها صاحبها جيدًا....!

يُتَبَع....
للأسف كل ما الامتحانات هتقرب كل ما البارت يتأخر فاضل شهر علىٰ الامتحانات فـغصب عني لكن في الاجازة هعوض كل الفصول اللي اتأخرت🤍

عُـمـارة الـصـــايــغحيث تعيش القصص. اكتشف الآن