الجزء الخامِس | شَيطان لامِع

14.3K 538 154
                                    


تنظر داخل عينيه التي تشعر بهما تخترق حتى روحها رغم خضارها الذي يُزين بؤبؤها إلا أنها مليئة بالبرود والغموض بشكل عميق ، تُريد أن تقرأ ما بداخلهم لكنها تغرق بشيء مُظلم لا مخرج منه وكأنها علقت داخل ثقب أسود هالك يسحبها إلى الهاوية في كل مرة تتعمق بهم

وما يجعلها تدخل في دوامة من التفكير العميق هو عدم معرفتها ما يدور في ذهنه أو معرفة ماذا سيفعل أو فهم شخصيته وما هذا الرجُل الذي عليه ، الجميع يعرف كما تعلم هي بأنه وحش ، خُلق وحش وليست الحياة من فعلت به هذا

لأننا نعلم أن الإنسان الذي يصبح عنيفاً أو هادئا
بعد أن كان لطيفاً ومرحاً سيكون بسبب سوء المعاملة أو البيئة التي يعيش فيها ولكن هذا الوحش الذي يقف أمامها ، لا بل مُلتسق بها ، خُلق هكذا ، ولد هكذا ، مسيطر وبارد المشاعر لا يعرف معنى الغوص في مشاعر الحب أو المشاعر الدافئة ، الذي مبرمج عليه هو حماية الأشخاص الذين ينتمون إليه ومتملك ناحيتهم

ولكن في ذات الوقت يستطيع التخلي عنك بسهولة وكأنك لست في حياتهُ ، يترك يده من يدك ويتجاوزك دون حتى أن يلتفت إلى الوراء ، التملك والتخلي كلمتان لا تأتيان في قاموس واحد ، لكنه كسر ذلك بتفرده عن الجميع .. يتناقض بشكل فريد

شعر بها تضغط على بطنه بسلاحها مستعدة لإطلاق النار وعينيها تنظر له بحقد كبير ، أمسك جانب سلاحها وابعده عنه بسرعة البرق ، مما جعل عينيها تتسعان وهي تنظر إلى الثقب الموجود في جدار الحمام أثر الرصاصة التي أرادتها في بطنه

نظرت إليه مرة أُخرى والغضب اجتاحها وهي تسمعه أردف ببرود بعد أن رجع بخطوة إلى الوراء يخرج سيجارة له

: هل تعتقدين بأن إطلاق النار عليّ أمر سهل ؟

أنهى جملته وهو يرفع أحد حاجبيه منتظراً إجابتها.. فوضع اللفافة بين شفتيه وأشعله ثم استنشق دخانها... عقدت حاجبيها بغضب،  وشعرت بحرارة جسدها ترتفع ، وأجابت بصوت عالٍ قليلاً

:هل تلعب معي الآن؟ وأيضاً لمَ التناقض؟ أنتَ من قال لي

رأته يستنشق الدخان من سيجارته، ثم يزفره ببطء مميت ، كما لو كان يمتلك كُل الوقت... لعدة دقائق ظل صامتا، يعزف على أوتارها، وكأنه يتعمد ذلك ، لتتجه عيناه نحوها... ليردف أخيرا بنبرة جامدة

: لقد أخبرتكِ بذلك ، ولكنني لم أقل لكِ أن الرصاصة الأولى ستكون اليوم وأن الأمر سيكون بهذه السهولة

Evil Riseحيث تعيش القصص. اكتشف الآن