الجزء العاشِر | كلُ مَمنوعٍ مَرغُوب

8.6K 403 304
                                    



ركضت بأسرع ما يمكن، ومن وقت لآخر كانت تدير رأسها وتنظر إلى الوراء، ترى إذا كانوا يتبعونها، وكانت ثيابها وشعرها مبللاً تماماً من المطر الذي يهطل عليها، وصوت الرعد يفزعها من وقت لآخر

سيحل الليل على المكان وهي لا تزال في الخارج، عقلها كان يردد جملة واحدة "هل سيقتلونها مثل بيفان؟ " ترسل هذه الفكرة قشعريرة في جميع أنحاء جسدها مع برودة الطقس

خروجها من المخزن الذي كان تحت المنزل والقدوم إليهم دون الذهاب للإبلاغ كان خطأ فادحا، لكن ماذا تفعل وهي لا تعلم بقدومهم وأيضا الخوف كان يسيطر عليها وتوقف عقلها فجأة بسبب ذلك المنظر المرعب وقبيح ، أنهم لا يملكون إحساس ولا قلب حقاً ، فكيف يفعلون ذلك؟ كيف يقتلون روحاً دون تردد؟

توقفت عن الركض ووضعت يديها على ركبتيها تستند عليهما، تلهث بتعب وتحاول التقاط أنفاسها المفقودة، وشعرها المبلل بعضه ملتصق على جانب بوجهها

: هل ضللتِ طريقكِ ؟

شهقت بخوف واتسعت عيناها عندما سمعت صوت رجل، ارتجفت أطرافها ورفعت نفسها ببطء لتنظر إليه،، كان نفس الرجل الذي كان ينظر إليها عندما كانا في المنزل.... كان واقفاً أمامها وعلى مسافة جيدة منها، وضع يديه داخل جيوب سترته الطويلة ونظر إليها بهدوء

ارتعشت شفتاها من البرد، وتجمعت عيناها بالدموع، ففرجت شفتيها، تريد أن تنطق بتلك الجملة التي رتبتها في ذهنها

: أرجوكَ لا تقتلني، أقسم أنني لن أخبر أحداً بما رأيت

رأت ابتسامة ساخرة تظهر على وجهه بمجرد أن نطقت بهذه الجملة، ثم أخرج يديه من جيوبه واقترب منها بخطوات بطيئة، وهي كانت تتراجع مع كل خطوة يخطوها نحوها، لينَبس

: جملة مُكررة

: ماذا تريد مني أن أفعل حتى تصدقني ولا تقتلني؟

صرخت وهي لا تزال تتراجع إلى الوراء ، شهقت واقعة على الأرض بمجرد أن رأته يخرج مسدساً من خلف خصره، وعندما وصل إليها، وضع فاه سلاحه على جبهتها، استعداداً لإطلاق النار عليها

أمسكت باليد التي كانت تحمل السلاح عليها، وهي لا تعرف من أين أتت هذه الجرأة، لكنها فعلت، ثم عدلت جلستها بحيث وقفت على ركبتيها ، وأضافت وقد اختلطت دموعها بقطرات المطر

: أمي مريضة وأنا الفتاة الوحيدة لديها، أعمل بأكثر من طريقة لتوفير المال للعملية، لذا من فضلكَ اتركني الآن واقتلني عندما تنتهي عملية والدتي

Evil Riseحيث تعيش القصص. اكتشف الآن