الجزء الثاني عشر | الرَصاصةُ الثَانِية

9.5K 543 1.1K
                                    


------
الساعة العاشرة صباحاً

رفع رأسه عن الكتاب وسيجارته عالقة بين شفتيه، ينظر إليها من خلال نظارته الطبية بعد أن لاحظ إيندينا التي كانت نائمة على السرير، تحرك رأسها في الاتجاهين وتتقلص ملامحها وكأنها تحلم في كابوس، فأخرج السيجارة من شفتيه وأطفأها في منفضة السجائر وأزال نظاراته يضعها على الكتاب

ثم وقف من مكانه يسير بقدميه إليها بخطوات متوازنة بعد أن كان جالسا على الاريكة ، حين لاحظ شفتيها تتحرك وكأنها تقول شيئا لكنه لم يسمعها لأنها كانت تهمس به

أرادت لكمه كرد فعل، عندما استيقظت ووجدت وجهه قريباً من وجهها، يمرر نظراته على ملامحها للحظات دون أن يفعل شيئاً، واضعاً يديه خلف ظهره ،، لكنه حرك يده يمسك يدها قبل أن تضربه

أبعدت يده عنها فرآها تمسك بفمها ثم تركض إلى الحمام تريد أن تتقيأ بسبب المشروب، فتوجه نحو الكرسي يجلس عليه الذي كان أمام زجاجة الشرفة في السفينة، واضعاً إحدى قدميه فوق الأخرى ومتكئاً على الكرسي بمرفقيه

وبعد فترة، خرجت إيندينا من الحمام، تمرر أطراف أصابعها في شعرها من الجانب الأيسر ترجعه إلى الخلف،، ثم توجهت إلى باب الغرفة تريد الخروج من غرفته دون أن تقول شيئا، لكن صوته البارد المتسائل استوقفها، وكلامه جعل حلمها يخيم على ذهنها

: ماذا رأيتِ في حلمكِ ؟ لدرجة أنه يجعلكِ تتعرقين هكذا ؟ لمَ كنتِ تهمسين بكلمة قناع؟

: هل أعتبر هذا تحقيقا معي ؟

ردت بهدوء وهي لا تزال تعطيه ظهرها، الصمت... هذا ما تلقته منه، وكأنه لا يريد أن يقول ما يدور في ذهنه، وبالفعل لم ينطق، وكأن ما سيقوله لا يليق بشخصيته وبأفعاله

مما جعلها تتحرك، راغبة في المغادرة بعد أن تأكدت من صمته، لكنها توقفت عندما رأت شيئاً يلمع داخل رف زجاجي، وعندما تعرفت عليه ارتسمت إبتسامة على شفتيها واتجهت نحوه، هل احتفظ به منذ ذلك اليوم؟ نعم لقد فعل ذلك!

جاءها صوته الهادئ عندما رآها تلمس الحافة الحادة لعود شعرها

: خدش منه يؤدي إلى التهلكة

رفعت حاجبيها بتعجب، هل كان يعلم أنها وضعت السم فيه؟ يبدوا الأمر كذلك حقاً،، يمكن لخدش أن يوقف جميع أعضائك في فترة زمنية قصيرة جداً

Evil Riseحيث تعيش القصص. اكتشف الآن