الجزء التاسِع | حوضٌ يملَؤهُ الوَرد

10.3K 425 264
                                    

بعد مرور يومين ~ باريس | التاسعة صباحاً

: بعد أيام قليلة سنذهب إلى المستشفى لتشريح الجثث

ردف لويس ببرود بعد إغلاق الكتاب معلنا انتهاء المحاضرة، ليتلقى ردا مصدوما من أحد الطلاب

: هل الأمر بهذه السرعة يا دكتور؟

: أين السرعة؟ أنت لست في المرحلة الأولى فلا تشتكي وكن مستعدا، وأي شخص لا يستطيع القيام بذلك يمكنه ببساطة ترك الكلية والذهاب للعمل في مقهى

وبعد أن قال ذلك بنبرة حادة، خيَّم الصمت في القاعة، نظر لويس إليهم ورأى التردد على وجوههم ومع ذلك لم يقولوا شيئاً، بل هزوا رؤوسهم بالإيجاب له، كان يعلم أن الأمر صعب عليهم، خاصة أنهم أشخاص عاديون، لكنه في كل مرة إذا كان سيؤجل الموضوع لمجرد ترددهم لإنهم خائفون مِنْ أنْ يفعلوا ذلك سيظلون مترددين طوال حياتهم

أومأ لويس برأسه، ثم أخذ الدفتر وتحرك بنية مغادرة القاعة، لكن قبل ذلك ردف

: نيكول، اتبعيني إلى مكتبي

رفعت نيكول رأسها عندما سمعت إسمها ونظرت إلى بعض الطلاب الذين نظروا إليها بريبة، سحقاً هل يجب على لويس أن يقول هذا أمامهم؟ كيف قال ذلك؟ اتبعني إلى مكتبي نيكول.... حقا من جملته يتضح أن لديهما علاقة مع بعضهما البعض، وحتى لو لم تكن تشك من قبل، فسوف تشك الآن... هزت رأسها ثم أخذت هاتفها وخرجت من القاعة

طرقت باب المكتب لتسمع صوته يخاطبها للدخول، فتحت الباب ثم دخلت وأغلقته خلفها، توجهت إليه وهي تنظر له ،كان يجلس على الكرسي بجوار مكتبه

: تفضلي بالجلوس

نَبس وهو يشير إلى الكرسي الذي أمامه، نظرت إليه لحظة حتى أومأت برأسها، ثم اتجهت إلى الكرسي وجلست عليه ، رأت ملامحه مليئة ببعض التوتر بشأن ما سيقوله، ورغم ذلك لم تقل شيئاً، بل ظلت تنظر إليه منتظرة أن يقول لها ما يُريد قوله ، سمعته يحمحم ثم ردف بجملته

: هناك حفلة وأنا مدعو إليها، ولكن هذه الحفلة تشمل الثنائيات وأنا رجُل أعزب وسيكون من المحرج أن أذهب دون أن يرافقني أحد، ولا أعرف امرأة غيركِ ، لذا...يمكن هل ترافقيني إلى الحفلة؟

Evil Riseحيث تعيش القصص. اكتشف الآن