الفصل الثاني عشر " قراءة فاتحة"

361 26 4
                                    

بحب أفكر كتير في إيه هو ممكن يكون التعريف الأمثل لمعنى الحب ومبلاقيش أجمل وأعذب من اللي قالته الشاعرة ألفا هولدن لحبيبها:

" أُريد أن أشعر بحرية مشاركة الأجزاء الأقل جمالًا مني .. معكَ "

_____________________

بعد أن ألقت رحمة حديثها علي أمها حتي شعرت بألم ساحق في قلبها وغصة تخنقها ولكنها ملكت ذاتها بكل قوة تمتلكها، كانت والدتها تتابعها بأعين ثاقبة ترى تقلب حالتها بين الفينة والأخرى برغم محاولتها إظهار عكس ذلك، أمسكت فاتن يد ابنتها وهي تمسد عليها بهدوء وتقول بحنو :

_ ليه يا رحمة مش موافقة مش انتي بتحبيه؟!

قالت رحمة بابتسامة منكسرة :

- عشان مينفعش يا ماما، هو بني آدم كويس وجدع وأهم من دول سوي نفسيًا، بس أنا..

سكتت تضغط علي قلبها وتكمل بألم :

_ أنا منفعوش، هو ميستاهلش انه ياخد واحدة زيي ، أنا بحبه والله يا ماما وعايزاه يكون فرحان مع اللي يختارها واحدة تشرفه قدام الناس واحدة زيه، بـ.. بس أنا قلبي موجوع. اوي !

احتضنتها أمها ما إن رأت تألم ابنتها، واخذت تهدئها إلى ان استكانت في أحضانها فقالت بصوت هامس :

_ وانتي تشرفي اي حد يا قلب أمك، مفيش زيك يا رحمة مش عشانك بنتي، لا والله.. بس عشان عارفة قد ايه قلبك ده ملوش زي في جماله

قبلت رحمة أمها من وجنتها وقالت بصوت مبحوح :

_ انا بحبك اوي يا ماما

ردت عليها فاتن بمرح حتي تخرجها مما هي فيه :

_ لا ياختي خلاص راحت عليا وبقي فيه ناس تانية خدت مكاني فيه!

ابتسمت رحمة بخجل وقالت بهدوء :

_ محدش يقدر ياخد مكانك أبداً

ثم سكتت لبُرهة وتابعت بنبرة حزينة :

_ واهي الحكاية خلصت من أولها خلاص

شعرت رحمة بتلك الغصة تعاودها، فاستأذنت حتي تدلف لغرفتها تواري حُزنها بحجة خلودها للنوم ، ابتسمت لها والدتها بحُب، وما إن اغلقت الباب حتى مُحيت بسمتها وحلّ الحزن علي عينيها ثم تباينت تعابير وجهها للغموض

____________________

عند منذر كان قد توقف بالسيارة أسفل منزله وما إن كادت مريم تنزل منها حتى اوقفها منذر بدوره يقول بتوتر :

_ استني يا مريم عايز اقولك على حاجه

التفتت مريم له وهي تزوي ما بين حاجبيها بتعجب فأكمل وهو يتنحنح يجلي حلقه قائلاً :

 آنـَسْتُ أَيَّامَـكَ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن