الفصل الرابع والعشرون " يخاف أن يظلمها"

395 27 5
                                    

‏حُبُّ النبيِّ على الأنامِ فريضةٌ
لا تنسَ ذكر الهاشمي الأكرمِ

إنَّ الصَّلاةَ على النبيِّ وسيلةٌ
فيها النجاةُ لكلِّ عبدٍ مُسلمِ

صلُّوا على القمرِ المُنيرِ فإنّهُ
نُورٌ تبدَّى في الغمامِ المُظلمِ

- ابن الجوزي.

________________

أما اليوم؛ فقد وجدت بجانبي القلب الذي يخفق لأجلي، والعين التي تدمع عليَّ، والنفس التي تحبني لا لشيء سواي، فقليل لها مني أن أمنحها حياتي، فكيف أبخل عليها بقلبي؟!

- المنفلوطي| النظرات

_________________


بعدما أزاح منذر العُصبة عن عينيها، أخذت رحمة ترفرف بأهدابها عدة مرات حتى تعتاد الإضاءة، وما إن فتحت عينيها حتي توسعت حدقتيها بصدمة لما تراه أمامها اغلقت أجفانها مرة أخرى فقد شعرت أن عقلها خُيل لها مَن أمامها من شدة اشتياقها، وما إن فتحتهم مرة أخرى حتي رأته يقف أمامها مباشرة وعلي وجهه نفس ابتسامته العذبة لمع الدمع بعينيها ومدت يدها المرتعشة بعدم تصديق تتلمس وجهه وما إن شعرت بملمس جلده حتي أدركت أنه هنا، نزلت دموعها واندفعت لاحضانه بكل قوتها تردد باشتياق أضناها :

_ مـصطفى!

رفعها مصطفى بدوره حتى أصبحت لا تلامس الأرض أسفلها وقبل رأسها قُبلة أودعت حُبه لتلك القابعة بأحضانه قائلاً بحُب أخوي :

_ قلب وروح مصطفى وحشتيني يا رحمة اوي... اوي

كانت رحمة تشدد من مسكتها لقميصه من الخلف تشتم عبيره تشعر بقلبها يزداد نبضاته حتي ظنت أنه سيتوقف بأي لحظة، لا تصدق أنه هنا بجانبها بعد غياب طال لأكثر من عام يضمها بحُب كما كان يفعل تستشعر وجوده الذي لطالما أعطاها الأمان، أخيها هُنا بقُربها وهذا يكفيها!

كان الجميع من حولها متأثراً بتلك المشاعر التي تنُم عن حُب خالص، أنزل مصطفى رحمة وابتعد عنها قليلاً ولكنه لم يفلتها من أحضانه وأخذ يمسح دمعاتها التي تساقطت فرحاً لرؤيته وقال بصوت مرحٍ حتي يخفف من المشاعر التي تعصف بكليهما :

_ خلاص بقا كفاية عياط يعني اسيبك بتعيطي وارجع الاقيكي بتعيطي، ارحمي عيونك الحلوين دول!

قال آخر كلماته وهو يقرصها بخفة من وجنتها بعد أن مسح دمعاتها فابتسمت رحمة بخفة وهنا تقدم منذر من خلفهم يقول بابتسامة جميلة ترتسم علي محياه :

_ ايه رأيك في المفاجأة بقا!

استدارت له رحمة بأعين تلتمع ببريق الحُب زاد من جمال عينيها ولخصت بنظرتها له كل معاني العشق والامتنان لذاك الرجل، انتبهت علي صوت أخيها وهو يقول ضامماً إياها لصدره :

 آنـَسْتُ أَيَّامَـكَ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن