الفصل الخامس والعشرون "أصبحت زوجته"

483 28 10
                                    


أعمل ضلوعي شجر
علشان ترد اللي غاب
وترد قلبي شباب.

-فؤاد حداد

متنسوش تصلوا على النبي ﷺ فهو في روضته حيّ يسمع كل مَن يُصلي عليه

_____________________

_ ماما مصطفى! المستشفى كلمتني وقالت لي نورا محجوزة هناك وطلبانا!

ما إن تفوهت رحمة بتلك الكلمات حتى علت الدهشة معالم الجميع، ابتعد مصطفى عن والدته وقال باستنكار واضح وعلامات التعجب والغضب تعلو وجهه :

_ نورا! وعايزانا احنا؟! من امتا الحُب اللي مقطع بعضه والعشم ده كله يعني!

كانت رحمة تهز رأسها بعدم معرفة وعيناها شاردة بصدمة لما سمعته، نحت فاتن ولدها جانباً وقالت بهدوء وتعجب :

_ أنا مش فاهمة منك حاجة! يعني حد كلمك وقالك انها في المستشفى ونروح لها ولا هي اللي كلمتك من هناك؟!

نظرت لها رحمة وقد بدأت تسترجع ما قيل لها وأخذت تسرده لأمها قائلةً :

_ أنا لقيت رقم نورا بيرن عليا الأول، بصراحة أنا مكنتش عايزة أرد لاني زعلانة بس قولت يمكن فيه حاجة فرديت، لقيت صوتها منهار وبتعيط ومفهمتش منها حاجة، بعدها فيه ممرضة كلمتني هي وقالت لي ان ياريت تيجوا لها بسرعة لأن هي حصلها اعتداء بالضرب وفيه واحدة كانت معاها اتخانقت وكانت عايزة تاخدها من المستشفى بس الأمن طلعها بره وهي دلوقت طالبانا!

صدح صوت مصطفى الغاضب وقال وقد علىٰ صوته قليلاً لانفعاله :

_ واحنا مالنا احنا بيهم، هم يدوسوا علينا يظلمونا ولما يحتاجونا نقولهم يا مراحب!

ثم تقدم من رحمة خطوة إثر انفعاله وقال بقهر :

_ جايين دلوقت يستنجدوا بينا! جايين بعد ما اتذلينا واتكسر بنفسي الأرض وأنا مش بإيدي حاجة اعملها عشان ادافع عنك ولا عن شقا ابويا اللي لهفته ظُلم! ولولا شقة جدي ومعاشه مكناش لقينا حتى مكان يلمنا!

كانت الدموع تلمع بعينيه وهو يتذكر ما مرت به أسرته من عناء بسببها هي.. عمته! ظلمت وجارت في حقٍ من حقوق العباد، نست عقاب الله في قوله : "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا"

تقدمت منه فاتن تحتضنه من كتفه وقد نزلت دموعه لوعةً فتألم قلبها عليه كثيراً ولكن ضميرها لا يستطيع ان يجعلها تغفل عن من استجار بها فقالت بصوت متحشرج :

_ بس احنا مش زيهم يا بني، احنا مش ظالمين ولا وحشين اننا نسيب عرضنا وشرفنا مرمية كدة حتى لو عملوا ايه، بنت عمتك اللي من دمك بتستنجد بينا يا بني متخليش غضبك يعميك عن اللي ربيتك عليه يا مصطفى طول عمرك راجل ضهر وسند لينا متآسيش قلبك يا حبيبي!

 آنـَسْتُ أَيَّامَـكَ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن