السَّلامُ عليكَ يا صاحبي
تسألني: كيف أَصِلُ إلى الله؟
فأقولُ لكَ: لقد تأملتُ في سِيَر الذين وصلوا،
فوجدتُ أنهم ما وصلوا إليه إلا بالتسليم له!
عندما أمرَ اللهُ نوحاً عليه السَّلام بأن يصنعَ السَّفينة
باشرَ على الفورِ دون أن يسأله: وماذا تفعلُ سفينة في وسط الصحراء يا رب؟!
وعندما أمرَ اللهُ إبراهيم عليه السَّلام أن يذبح ابنه
باشرَ على الفور دون أن يسأله: ما الحكمة في أن يذبح الأبُ ابنه؟!
وعندما أمرَ الله أم موسى أن تُلقيه في النهر باشرتْ على الفور دون أن تسأله: ألا يوجد طريقة أخرى أقل خطورة ؟!
وعندما تركَ إبراهيمُ عليه السَّلام هاجر وابنها في صحراء قاحلة وليس معهما إلا جراب تمرٍ وقربة ماء.
لم تسأله إلا سؤالاً واحداً: آلله أمركَ؟
فلما قال لها: نعم.
قالتْ: اِذهبْ فلن يُضيِّعنا الله!
ثم دار الزمان، وجعل الله للسفينة طوفاناً، وللطفل الذبيح كبشاً للفداء فقد كان القصد ذبح التعلق لا ذبح الغلام، وجعل النهر ساعي بريد أوصل لفرعون الرضيع الذي على يديه هلكته، وجعل تلك البقعة المقفرة من الصحراء مكة قِبلة المؤمنين إلى قيام السَّاعة!!
يا صاحبي إذا أردتَ الوصول أَطِعْ
دون الدخول في التفاصيل..
*سلِّمْ لله بما يريدُ يعطيك ما تريد.*
قد تقع في المعصية وهذا وارد
لكن إيّاك واستحلالها
ثم إيّاك وألفتها
وإيّاك والمجاهرة بها
وإيّاك و إشاعتها
ثم إيّاك وعدم التوبة منها
سواء تكررت أو انقطعت
ولو أذنبت ألف مرة
فتب إلى الله مخلصاً في كل مرة
واندم على ما اقترفت
وأقلع واعزم على ترك المعصية بلا عودة
فإن مُتَّ، مُتَّ على توبة.
لا تمل من التوبة حتى وإن تكرر الذنب.
ألا تغسل ثوبك كلما اتسخ؟
عليك أن تستغفر الله من كل ذنب.
ليست العبرة بكثرة العبادة
بل بكونها صادقة مخلصة لوجه الله تعالى.
لا ينبغي أن تُبقي شفتيك مطبقتين،
حركهما تتحرك معك أقلام الكرام الكاتبين.
حركهما بالتهليل والتسبيح والتكبير والتحميد.
اغتنم كل دقيقة فباب التوبة مفتوح
