أحيانًا يمكرُ الإنسانُ على الله في عدم فعله لبعض الطاعات، كمثلا عدم الاستعداد والأخذ بالأسباب لعمل هذه الطاعة..
قال سبحانه في سورة التوبة: {ولو أرادوا الخُروجَ لأعَدُّوا لهُ عُدَّة}يحكي الله عن جماعة من الناس، لم يخرجوا للجهاد والسبب أنه لم يعد أحدهم عُدته، ويستعد لهذا الأمر..
قِس هذا الأمر على الكثير من العبادات التي تفوتك!
لو أردتَ أن تقوم لصلاة الفجر لأعدت العُدة له = النوم مُبكرًا وضبط المنبه، وإبلاغ أهل بيتك أو صديق لك ليوقظك💪💪لو أردتَ أن تستمر في برنامج شرعي لَأعدت العُدة له = ستضع خطة له، وتُحدد وقتًا للمذاكرة، وتبحث عن صُحبة تُعينك في هذا الأمر، وتُذاكر أول بأول حتى لا تتحجج بامتحانات الكُلية أو غيرها من الأمور.
لو أردتَ حِفظ القرآن لأعدت العُدة = لبحثت عن شيخ تحفظ معه، ولخصصت وقتًا مُقدسًا للحفظ، وبحثت عن صُحبة تعينك، ولتضرعت لله أن يُعينك ويجعل القرآن ربيع قلبك.
لو أردتَ الابتعاد عن ذنوب الخلوات لأعدت العُدة = لابتعدت عن مُقدماتها، كغض البصر من أول وهلة.
لو أردت لأعدت، لو أردت لفعلت..!
ولكن!
{وَلو أرادوا الخروجَ لأعَدُّوا لَهُ عُدة ولكن.......!
وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبطَهُم وقيلَ اقعُدُوا معَ الْقَاعدينَ..! }
فالحذَر الحذَر أن يكره الله عبادتك لمجُرَّد أنَّك لم تستعد لها، ولم يرَ مِنك الصدق في الطلب، والعناء في المجاهدة، والبكاء والتضرع عندما تفوتك هذه العبادة، فالنتيجة قد تكون الخذلان وعدم التوفيق لهذه العبادة.
عندما يفوتك ورد القرآن، أو صلاة الفجر، أو القيام أو أو؛ فعاتِب نفسَك، ودَعك من البرود الذي يَعتريك إذا فاتتك طاعة، وقُل لها: كَرهَ اللهُ انبعاثنا فثبطنا! وقعدنا مع القاعدين، قعدنا مع المخذولين الذين لم يُوفقوا للطاعة! نعم هذه هي الحقيقة.
وإياك أن ينتهي الأمر على اللوم وجلد الذات فقط، بل قُم وأفِق واستغفِر، واعزم على البدء من جديد، وحاوِر نفسَك من جديد وقُل لها: لئِن غلبني الشيطان أمس، لأقصمنَّ ظهرَهُ بالعبادة وحسن التوبة اليوم وكل يوم.
وتذكَّر قوله تعالى: "وإن عُدتم عُدنا".-محمود الرفاعي