الفصل الحادي عشر "نجاة"

114 4 0
                                    

ارتسم خط مستقيم على جهاز النبض و أطلق صفيرا معلنا عن توقف قلبها ....

جحظت عيني جوني و هو يرى الجهاز يعلن عن موت ابنته ... أطلقت سوزان صرخة مكتومة بينما ركض جوني في اتجاه سرير ابنته و أخذ يصرخ في جنون ...

_مااااري ماااري ابنتي ... فليأتي أحد ابنتي تحتضر أين أنتم ... سااعدوهاااا

خرجت سوزان راكضة من الغرفة و دموعها على خدها و أخذت تصرخ في الممر :

_أين الجميع ... فليأتي أحدكم بسرعة .. ابنتي ستضيع أين أنتم ؟؟؟

ركض الممرضين إليها و أتى الطبيب مسرعا عند سماع صوت صراخهم ... أبعدها الممرضين و أرخجوا جوني بصعوبة من الغرفة و هو يقاومهم بشدة للبقاء بجانب ابنته ... لكنه سيعقيهم إن بقي بالداخل ... بكت سوزان و هي تدعوا ربها :

_يا إلهي ساعدها أرجوك ... يا رب نجها و أنقذ حياتها ... ثم أكملت باللهجة المصرية و هي لغتها الأم ...

_ياااااارب احنا ملناش غيرك ... أوقف معانا و هونها علينا ... يا رب رجعها لينا بالسلامة

مسح جوني على رأسه في توتر و اخذ يجوب الممر ذهابا و إيابا منتظرا خروج الطبيب نظرت إليه سوزان في يأس و هي تناجي ربها في صميمها

أما بالداخل كان الطبيب يحاول إنقاذها بأي طريقة نظر للممرضة و هتف في عملية :

_ارفعي الدرجة قليلا بعد ... يجب أن نحاول أكثر ...

رفعت الممرضة من درجة جهاز الصعقات الكهربائية و وضعه الطبيب مرة أخرى على صدرها لينتفض نتيجة لذلك جسدها ... عاد قلبها ينبض مرة أخرى و عادت التموجات الدالة على ذلك تظهر بوضوح عل جهاز النبض ... تنهض الطبيب بارتياح و هو ينزع قناعه هاتفا :

_يبدو أن إرادتها في الحياة ضعيفة للغاية ... هي ليست متمسكة بحياتها و كأنها تود مغادرتها بسرعة ... و نحن من أعدناها عنوة

نظرت الممرضة ناحيته و أجابت في استغراب :

_لكن لماذا تقول هذا دكتور ؟

_لان حالتها كانت مستقرة منذ لحظات .. حتى عمليتها الجراحية كانت ناجحة للغاية و لم يكن هناك أي مؤشر للخطر عليها ... كل شيء كان جيد للغاية إلى أن قررت أنها لا تريد هذه الحياة و صور لها عقلها الباطني أنها ميتة ... لذلك توقف قلبها ... يبدو أنها كانت ترى كابوسا مخيفا سلبها حياتها في سباتها ..

هزت الممرضة رأسها بتفهم و أردفت :

_ و ما لذي سنقوم بعمله الآن دكتور ؟

شيطانة إقتحمت قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن