الفصل الخامس عشر "المتدين يفكر بك !"

107 2 0
                                    

في منزل صغير نوع ما .. أمام شاطئ البحر .. كانت تجلس أمام النافذة فوق كرسي من القماش المريح واضعة رأسها على ذراعيها تناظر هذا المنظر الذي سلب روحها و فتن عقلها من شدة سحره .. و نسمات الهواء تتلاعب بشعرها الأسود الغجري .. داعبت أنفها رائحته الممزوجة برائحة البحر .. ابتسمت و هي تغمض عينيها قائلة :
_لقد أتيت .. أخيرا ..

عانقها من الخلف و قبل رأسها و هو يقول :
_اشتقت إليك ..

استدارت لتقول بعتاب :
_إذا كان كلامك صحيحا لماذا ابتعدت كل هذه المدة و لم تأتي و لو لمرة واحدة .. !؟

أجابها و هو يمرر أصابع يده الخشنة على وجنتها الرقيقة :
_أعتذر يا حبيبتي أنني لم آتي إليك لمدة شهر .. لكنني كنت أطمئن عليك من رجالي طيلة الوقت صدقيني .. فقط كنت أنهي بعض الأعمال و أقفل صفحتها حتى نعيش حياة هانئة خالية من الفساد و التلوث ..

_تقصد أعمال المافيا !؟

_نعم صغيرتي

تنهدت بعمق و هي تقول :
_لقد مر بالفعل أربع سنوات .. لقد آويتني و اعتنيت بي .. أنقذتني من براثين أخي الذي كان سيزوجني من ذلك الضخم المخيف .. لا أصدق أن كل ذلك قد مر أخيرا ..

احتضنها قائلا :
_بل صدقي عزيزتي فقد مر كل ذلك بالفعل .. و هناك خبر آخر سيجعلك تسعدين أكثر ..

ابتعدت عنه قائلة :
_و ماهو هذا الخبر !؟

احتضن وجهها و هو يجيب :
_لن تضطري إلى البقاء هنا بعد الآن .. لن أضطر إلى اخفائك .. أخوك قد سجن و لن يخرج إلا بعد سنوات طويلة ..

قالت في دهشة :
_لكن كيف !؟

_لقد سجنه رئيس المافيا الإيطالية .. يبدو أنه قد لعب معه لعبة قذرة هو الآخر لكنه وقع في الشخص الخطأ .. فأنتوني لا يرحم أبدا .. غير أنه شخص قوي و خطير للغاية .. إنه زعيم أقوى عائلة مافيا في العلم .. لا أعلم مالذي فكر فيه أخاك حتى يتعامل مع شخص مثله إنه غباء منه حقا .. لكنه مع ذلك كان في صالحنا .. لأنه ابتعد عنا أخيراو لن نخاف من أذيته .. و من سابع المستحيلات أن ينجو حتى لو دفع ثروته كاملة في سبيل ذلك ..

احتضنته قائلة :
_حمدا لله يا جوني .. حمدا لله
ثم فتحت عينيها و قد تذكرت شيئا .. رفعت رأسها إليه و قالت بسرعة :
_ماذا عن جاك .. أدخل السجن هو الآخر !!؟ هو لا يستحق ذلك ..

هز رأسه بعدم معرفة و قال :
_لا أعلم مكانه في الحقيقة لكني متأكد من أن توني قد دخل السجن بمفرده و لم يدخل شخص آخر معه حتى رجاله الكل نجى و فرَّ ..

شيطانة إقتحمت قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن