تلك الورقة الأخيرة لكنها كانت هي القشة التي قسمت ظهر البعير، فلم استطيع تكملة حروفها التي نصبت الخناجر بين أضلُعي، ليتني لم أعرف الحقيقة و ظللت تائهًا بين أفكاري، بعض الحقائق قاتلة حقًا، كنت أرمي اللوم فوق انشغالي الطفيف عنها، كنت ابحث عن الأخطاء في جهتي و هي التي اتخذتني سبيلًا لنسيان حبها، ينتابني شعور و هواجس في بعض الأحيان أنكِ اتيتِ من قبيلة الثعالب تحملين فصيلتهم، ماكرة بوجه طفلة بريئة رأتني فريسة و خدعتني بملامح ملائكية؛ حتى سلبتني ما لا يوجد له دواء؛ سلبتني قلبي و تريد الهرب بمعتقدات غير منطقية، وأي منطق يقبل سلب المرء ملكية قلبه دون رجعة؟ لقد وضعها الله مُضغة في رحم قلبي و يود عقلك إجهاضك بكل هذه البساطة و الأريحية، أليس الله حرم قتل الأرواح إن وضعت، فبأي حق تمتلكينه تُبيحي قتلي؟
لم استطع كبح زمام غضبي إلا وأنا أخرج هاتفي أخبرها أنه الله نزع ستار الظلام من أعيني، كنت أرتعش وأنا أكتب الأحرف كالذي يكتب ملفوظه الأخير:
= أنا مش هسألك ليه عملتي فيا كده، أو ليه دخلتيني حياتك و سبتيني اتعلق بيكي بشكل ده، ولا كل الكلام الدرامي الساذج، بس على الأقل أنك جربتي إحساس الوجع و الخذلان جالك قلب ازاي تحسسي بيه غيرك بشكل ده؟ كنتي فاكراني مش هعرف و ربنا هيسيبني تايه و غرقان ف حبك و جلد ذاتي لأجلك كده، أهو ربنا كشف كل الحقايق، عشان حقيقي مكنش ينفع تكون نهايتي كده، و أنا مش هعرف أسامحك يا ندى.
و لأول مرة أرسل لها كلمات قاسية هكذا، حتى في ألمي اخشى عليها من آثر كلماتي فالقلب متمرد يخشى على محبوبه حتى و إن كان سببًا في هلاكه، و كانت هذه المرة الوحيدة أيضًا التي لم انتظر منها رد، ففي جميع الأحوال النتيجة واحدة لا مُحال، و رغم صمتها المزمن طيلة هذه الفترة التي فارقتها بها و لم تجيب على رسائلي إلا أنه وصلني ردها الطاعن ف بضع دقائق قائلة:
- أنا كنت حاسة أنه هيجي يوم و تعرف بس مكنتش حابه تبقى بالشكل ده، لكن ربنا شاء كده يمكن لأنه مطلع أنه صعب عليا أقدر اصارحك بده، بس أنا مظلمتكش يا علي انا كنت خايفة اظلمك لو موافقتش عليك و أحاول اديلك فرصة و منجحتش غصب عني، و لما حسيت اني بظلمك أكتر ف وجودي معاك مرضيتش أكمل و أنت تستاهل اللي تحبك من كل قلبها، مش هطلب منك تسامحني، بس هتعرف احساسي لما تجيلك إنسانة أفضل مني بكتير أوي، تحبك و تكون الشخص الصح ليك بس ف الوقت الغلط كأنه كاس داير يلف على الكل لازم يدوقه يا يكمل ف مرارته يا يقف ويحاربه قاتل يا مقتول.
"غريبة تلك الحياة أقسمت أن ينزف الجميع وكأنها تُبنى من حطام قلوبنا..."
«إلى يومي هذا لم أدرك حكمة قدوم الأشخاص السوية لحياتنا بالأوقات الخطأ، أن يدفع أحدهم فاتورة صدقه مقابل أشخاص يرفضهم الطب النفسي»
أنت تقرأ
ندى..《قصة حقيقية واقعية》
Kısa Hikaye《قصة حقيقية》 لفتاة و شاب تبادلوا أدوار الحياة لكل واحد منهم قلب يعشق سواه.. كما يكتب الأقدار على قلوبنا تعشق من ليس لنا و ما لنا لا تهواه.