Chapter 1

4.6K 123 38
                                    


تَنتقل الشَمس بَين أوراق الشَجر، و تَتراقص الظِلال على وَجه جونقكوك، يَرفع يده ليفرُك عينيه اللاذِعتين مِن قِلة النَوم.

يشعُر جونقكوك و كأنه في السَادِسة مِن عمره، مُجددًا. عندما لم يَكن هناك شيء اكثر اثارة مِن قضاء صَيفِه في القَرية. لكن الأمر مُختلف الان، والِداه بالمَدينة لأجل عملِهُما و لَن يكون هُناك مَن يستقبِله كما المرَات السابِقه.

تَوقَفت الحافِلة في مَكانها المُخصص و نَزل جونقكوك ليمشِي قاصِدًا القَرية. انتَزع سماعات الاذن الخاصة بِه و نَظر لِلطبيعة من حَوله. تبدو الحقول المُحطية بِه و كأنها تَمتد الى مالا نِهاية، معضمها مساحات ضَخمة من اللاشيء سِوى العُشب و الشُجيرات المُتفرقه.

ثُم حقول الذُرة الصَفراء، بَحر، الوان قَوس القُزح، و الازهَار الصَغيرة. اذا لَم يرى جونقكوك هذا بِعينيه لأعتقد ان هذا مَشهد مِن فيلم ما.

رأى جونقكوك القَرويين يعملون و يمَزحون معًا، كما لو انهم بِلا هُموم. و هاهَو صَبي يَبلغ مِن العُمر واحِد و عشرين عامًا مِن المَدينة يُعاني من الأرَق.

يَستطيع رؤية الفضول في اعينهم كُلما مَر مِن جانب احدهم، مَن قد يكون و ماهو العَمل الذي لديه ليأتي الى هُنا في قَرية يبلغ عَدد سُكانها مِئة نَسمة فَقط. لكِنه فَقط يَبتسم بتهذيب لَهم و يُكمل سَيره.

قَد يَكون الأمر مُختلف لو كان يأتي مِن وَقت لأخر لِزيارَة جَدته، لكنه لَم يأتي مُنذ خَمسة عَشر عامًا.

بدأت الشَمس في التَلاشي شَيئًا فَشيئًا و مَازال جونقكوك يَتمشى بالقَرية مُحاوِلًا تَذكر الأماكن التي قَد زارَها. اكتَشف مَجموعة مِن مسارات القِطارات المَهجورة و معابِر سِكك حَديدية وَسط حقَل من الازهار، سار حَتى رأى حقول الخُضروات و الفَواكَه.

إلتَقطت عيناه عَلامة زَرقاء مائِلة و صَدِئة : مَرحبًا بِكم فِي قونقسَان.

و أول شَيء رأه في القَرية هو الأبقار التَي تَتسكع وَسط الاعشَاب و رَجل يَقود هذه الابقار، في الحَقيقة لا يُوجد الكَثير من الأشياء في القَرية، هي صَغيرة جِدًا لِدرجة انها لا تَمتلِك مَوقِعًا على الخَريطة. كما لو انها غير مُتواجِده، دون ان يُلاحِظها احد تمامًا و مَنسيه بَين الغابات و الحقول و تَقع في مَكانٍ ما بين الجِبال.

اكمَل طَريقة و وَجد مَجموعة مِن الاطفال يَلعبون في المَلعب أمام المَدرسة القَديمة، يَصرخون و يَضحكون و يَتذكر جونقكوك اللعب هُنا مَع بعض الاولاد الاخرين عندما كان طِفلا، على الرُغم مِن انه لا يتذكر الوجوه او الاسماء.

Star حيث تعيش القصص. اكتشف الآن