مروع (23)

3.4K 68 3
                                    

كنت احدق في الجدار الأبيض الفارغ أمامي ولا أشعر  بشيء داخلي سوى الكراهية الخالصة.

كنت أشعر بطنين في أذني  و لم أكن قادره
حتى على البكاء بعد الآن.

كنت اشعر بالخدر في كامل جسدي و اسوء ما في الأمر أن من فعل بي هذا لم يكن سوى والدي

إنه الرجل الذي من المفترض أن يحميني أكثر من أي شيء
لقد كان حبي الأول في هذه الحياة
ومع ذلك فهو أصبح كل شيء يؤلمني الآن
إنه أول رجل يكسر قلبي على الإطلاق.

"أنا آسف حقاً، سيدة رودس."
  عاد سمعي عندما سمعت الطبيب يتحدث معي
حينها انتبهت إلي كل شيء أخيرًا وركزت عيني عليه

. |أردت أن أخبره أنني لم أتزوج بعد ولكني لا أستطيع حتى أن أفعل ذلك...ليس الآن على الأقل.

"كم كان عمره ؟"

سألته بصوت خافت أشبه بالهمس
ولم يحمل صوتي سوي الألم الذي كنت أشعر به و كنت أمرر أصابعي على الضماضة التي كانت حول  حول معصمي.
ألقى الطبيب نظرة على وجهي كما لو أنه

لا يريد الإجابة على سؤالي حتى لا يزيد من ألمي
ولكن لم يكن هناك ما يمكنه فعله لجعل هذا الشعور الذي أشعر به يتحسن.

"ما يقرب من 7 أسابيع:"   أجاب بهدوء شديد وهو يخفض نظره إلي الأسفل.
اغمض عيني بألم و وضعت يدي على  جبهتي، وبدأت الدموع تتشكل من جديد في عيني.

كان قلبي ينبض بألم وأراد جسدي كله أن ينطفئ في تلك اللحظة
وتمنيت حقا أن يبتلعني هذا السرير بالكامل.
ارتجفت شفتاي من الزفير المؤلم، وحولت رأسي إلى مواجهة الحائط.
"نود أن نبقيكي هنا طوال الليل فقط لمراقبتك لفترة أطول قليلاً."

ألتفت نحو الطبيب بينما كنت أمسح دموعي بظهر يدي.

"لا أريد لزوجي  أن يعلم كم كان عمره  هل تفهم؟"

"بالطبع، إنها خصوصيتك وحقك."
"وسأكون ممتنًة لك إذا تمكنت  من إخبار الجميع في غرفة الانتظار أنني لا أستطيع استقبال الزوار الآن."

همست بينما كنت أحوال أن يخرج صوتي طبيعياً

"هل أنت متأكدة؟
أنا فقط انصحك  بالتواجد حول الأشخاص الذين يحبونكي-"

"إذا كنت لا تمانع، أود أن أكون وحدي الآن."

خرج صوتي مهزوزا ، وقمت بتطهير حلقي من غصة البكاء و أنا ألتفت إلي الاتجاه الآخر.
لم تقل أي شيء قبل أن ي خرج ويغلق الباب خلفه بهدوء.

بدت الغرفة فارغة ومظلمة تقريبًا و كأن كان هناك ساحبة  ضخمة تحوم فوقها.
كان هذا الشعور يغمر جسدي بالكامل وكان يجعلني أرغب في اقتلاع شعري بالكامل.

لم يكن للجدار الذي أمامي أي لون أو إحساس لكن أعتقد أن الجدران لا تحتوي أبدًا على مشاعر.
لماذا كانت عيناي مثبتة على الحائط؟

والد خطيبي 18+  my fiancé's father حيث تعيش القصص. اكتشف الآن