مَشهد الشُرفة .

15.9K 669 234
                                    





ملاحظة ..

هذا المشهد تم نشرهُ لإختبار قوة السرد ، هو من الفُصول العشرين ..

في الليل .. بينما المدينة تغطُ بالنوم ، العجائز يشربونَ أدويتهم ، الاطفال يشربونَ حليبهم، المتزوجون يشربونَ المقويات الجنسية، والشباب يشربونَ مايُنسيهم حبهم ..

كانَ هنالكَ نوعٌ آخر يحتسي الدم المُخمر، الدم الجاف يُغطي كلَّ جسدِهِ، وكأنه كافئَ نفسهُ بـ وليمة دم شهية لجسده ..

يمُرُ بينَ قُضبانِ السجن الموجود أسفلَ القصر بدلاً من تلطيخِ الالماس الموجود في أعالي القصر .. أكانَ ذلك تجنبًا لتلطيخه القصر أم أنه لا يريد أن يتلطخ هوَ بالقصر؟
أيريدُ فقط أن يتلطخ ويُلطخ بما منهُ وفيه ؟ ، تعرفون .. الدماء، الاشلاء المترامية، صرخات التوسل ..

ربما كانَ للأمر مُتعة خاصة إذا نَظرنا من جهته .. ربما يكون هوَ الأمير الذي لا يُريدُ سِوى السلام الذي يراه هوَ مناسبًا .. ربما يفضل أن يكونَ الامير ألذي يحمي سواده وظلامه على أن يكون الأمير الذي ينشرُ الفراشات المزخرفة بـ ألونِ النغمِ في قلوبِ العَذاري ..

في ذلكَ الوقت،عندما كانَ روميو يتخلصُ من بعضِ الاشلاء المتبقية على جسده، تجلسُ جوليت في الأعلى.. تقابلُ تؤامها، تنظر لإنارتهِ التي تُزين السماء .. وتدويرته الجميلة التي تسرُ الناظرين .. تتأملُ كيفَ أنَ حياتها أصبحت كدائرة القمر ، ليس فيها اي زاوية واضحة ..

تجلسُ فاردة قَدميها وجسدها بشكلٍ طولي ويداها تتوسط مُحيطَها الاوسط ..

ليدخل عليها مَن كانت يداه تتوسط أشلاءَ شخصٍ مرسومة بطريقة رائعة على شكلِ بقعِ دماءٍ يتشارك فيها كلٌّ من يديهِ وصدرهِ ..
ليجدَ هو الاخر أمامهُ المنظر الذي إعتادَ جسده على رؤيتهِ ..ولكن قلبه .. لا والف لا ..
لا زالَ ينبض في كل مرةٍ ينظر إليها بحلتها هذه وبطريقة جلوسها ، لا زالت ثنايا قلبه تأبى التوقُف ..

ليتخذَ من الكرسي المقابل لمكان جلوسهِا ، مكاناً يجلس فيه هو الآخر..
كانَ يشاركها نفسَ النظرات ونفسَ التساؤلات التي تودُ سؤالها هيَ ، منظرهما هذا .. كانَ أشبهَ بالظلامِ والنور .. الفرق الوحيد ان النورَ لم يلمس أيًا منهما ..

" لن تتركِ عاداتكِ هذه .. "

" وانتَ كذلك .."

محادثاتهم التلقائية والمباشرة بشكلٍ غير مباشرٍ،تستهوي كلَ من ينظر إليهم من زاويته، فـ مهما كانت زاوية الشخص الذي يَراهُم من بعيد، سيراها مجرد محادثة عادية بين عاشقين عن حبهما لبعضها وما إلى ذلك ..
إلا انها لم تكن هكذا أبدًا، على الأقل من ناحيتهما ..

أو ، من ناحية زيور الذي أردفَ قائلاً بنبرة هادئة .. كهدوءِ الأرواح التي سلبها قبل قليل :

صفقة إستبدال النعيم بالجحيم || Heaven and Hellحيث تعيش القصص. اكتشف الآن