الفصل الرابع

449 22 2
                                    

كلمتان خفيفتان علي اللسان ثقيلتان في الميزان
"سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"
_________          🦋الفصل الرابع🦋
ذهب أحمد وأخيه محمد وجلس مع عائلته وحكي كل ماحدث وظل يطمئن زوجته بأنه سيجد ابنته   فعليهم الدعاء والصبر...
مر ثلاث ايام ولم تجد الشرطه اي معلومات عن إختفاء سعاد او ماذا حدث
اضطرت الشرطه ان تأمر بدفن الطفل في مدافن الصدقه ومازال البحث مستمراً علي سعاد أو أي معلومه تدل علي وجودها
إما عند أحمد فقد انهارت زوجته ودخلت في حالة اكتئاب مابعد الولاده وظلت غير واعيه لوجود أحد حولها فبدأ زوجها معها رحلة علاج دامت معها سنه حتي استردت صحتها وعافيتها وبدأت تهتم بطفلها وعائلته.....
💕💕💕💕💕💕
بعد مرور خمس سنوات،
كيف عاشا الطفلان حياتهما فشتّان بين هذا وتلك
في منزل مصطفي الجبالي؛
"آسر حبيب جدو تعال هنا ياحبيبي بتعيط ليه مين زعلك ياروح جدو إنت"
آسر وهو يبكي : مولاد هو اللي زعلني مش عايز يلعب معايا بيقولي انت صغير وانا كبيل وما بلعبش مع الصغيرين بس أنا بحب ألعب معاه ياجدو وعايزه يلعب هو كمان معايا مش آنتو بتقولو إن مولاد أخوك الكبيل.
ابتسم الجد علي طيبة هذا الطفل ونقاء قلبه وحبه الكبير لابن عمه رغم فارق السن بينهم الا ان أسر متعلق بشده بابن عمه مراد
نادي الجد علي مراد وقال له : إيه يامراد ياحبيبي مزعل آسر ليه مش إحنا قلنا إن آسر لسه صغير وتلعب معاه
قال مراد : حاضر ياجدي أنا كنت ناوي فعلا ألعب معاه بس أنا عندي مذاكره وقلتله لما أخلص هلعب معاك بس هو كان مصمم فقولتله أنا ما بلعبش مع صغيرين علشان يسيبني بس والله أنا بحبه وبحب العب معاه وبعدين كان بيلعب مع اروي
آسر : أنا ما بحبش العب مع أروي اللعب بتاعتها كلها عرايس وأنا ما بحبش لعب البنات انا عايز العب كوره
ضحك الجد عليه وقال ; خلاص ياسي اسر تعال نلعب انا وانت لحد لما مراد يخلص مذاكرته
آسر بفرحه هيه هيه
ضحك الجد وأخذ آسر للعب بالكره في جو من المرح
~~~~~~~~~~~
علي النقيض في منزل مسعد ،
صراخ فتاه صغيره يقوم والدها بحلق شعرها هذا الشخص الذي انتزعت الرحمه من قلبه وأبدلها بالقسوه فكان يعاقب هذه الطفله الصغيره التي لم يتجاوز عمرها خمس سنوات فكانت تبكي وتصرخ وتصرخ معها ثريا التي لاتستطيع ان تُدافع عن هذه الطفله المسكينه فكان دائما لها نصيب من الاهانه والضرب كلما دافعت عن هذه المسكينه فهي أحبتها واحتوتها وأغدقتها بحنانها رغم أن الفتاه ليست ابنتها إلا إنها ارضعتها واعتبرتها عوضا عن ابنها الذي مات ولم تستطع حتي دفنه ولا تعلم أين دُفِن
ثريا : سيبها بقي حرام عليك يامفتري عملت إيه في البنت حرام عليك هي ذنبها إنها بنت دي لسه صغيره حرام عليك
مسعد وقد ترك البنت واتجه الي ثريا بأعين غاضبه:    صفعها علي خدها وامسكها من شعرها بكل قوه
حُرمت عليكي عيشتك آنتي وهي لو ماسكتيش وحطيتي الجزمه في بوقك مش هحلقلها بس لا هشوها ومش هتلاقيلها معالم فاهمه ياروح أمك كان يوم أسود يوم ما روحنا المستشفي وقابلت الممرضه وسمعت كلامها ومش لاقيلها طريق وهفضل أدور عليها لحد آخر يوم في عمري ومش هسيبها إلا لما أخلص عليها بايديا دول
ثريا بخوف علي طفلتها: فاهمه فاهمه سيبني حرام عليك
تركها مسعد بعد أن سمع طرق من الجيران علي الباب فهذا حالهم كل يوم ولا يخلصهم من أيدي مسعد غير الجيران
جرت ثريا علي الطفله وأخذتها بين أحضانها تهدهدها
ثريا : بس ياحبيتي حقك عليا والله ما بأيدي حاجه مش عارفه أروح بيكي فين ولا أصرف عليكي منين
ظلت الفتاه تبكي إلي أن نامت بعد معاناه من الانتفاضات والشهقات وطوال الليل تستيقظ ثريا علي صراخ الطفله المسكينه فتأخذها بين أحضانها الي ان تذهب في النوم مرة أخري وظلت تفكر في حالها وحال الطفله الصغيره الي ان ذهبت في النوم وهي تحتضن طفلتها لاحول لهم ولا قوه...
توالت السنين علي كلا الطفلين بين حياه سويّه بين أحضان اب وام وعائله مُحبه كريمه مُلتزمه حريصه علي تعليم أولادها الصلاه والصيام وحفظ القرآن واحترام الكبير والعطف علي الصغير
وبين حياه مرّه مرارة الصبّار حياه مُهينه اب لايُطلق عليه اسم أب فهو شخص صاحب سُمعه سيئه وكاره لنفسه حاقد علي غيره ماله حرام مأكله ومشربه حرام
وزوجه لاحول لها ولا قوه ضعيفه صابره ومحتسبه
نشأت اسيا في هذه البيئه كارهة لنفسها ولأبيها تتعرض دائما للتنمر لم تستطع إكمال دراستها بسبب والدها تعمل منذ صغرها في ورشه لتصليح السيارات فأصبحت تُشبه الصبيان بلبسها وقصة شعرها وطريقة كلامها فقد ماتت ألأنثي التي توجد داخلها
تقف امام المراه تتحدث مع نفسها كل يوم.
من أنتي لاأعرفكي انتي الطفلة التائهه في الدنيا تتخبط في الحياه ولا تعرف لها طريق لم تعرف معني الطفولة يوما لم تجدي من يحنو عليكي لم تجدي من يدافع عنكي أصبحتي الان شابه في شكل صبي
هل سيأتي يوما تخرج فيه ألأنثي
هل سيأتي يوما ما من  سيأخذ بيدك ويخرجك من مستنقع الظلام إلي النور
نفّضت نور أفكارها ومسحت عبراتها وقالت.:متنسيش نفسك انتي ولد مش بنت                               أبوكي موت البنت إللي جواكي خلاص انسي
كررت مع نفسها وأشارت إلي المرآه ،
انتَ نور مسعد علي منصور أبوكي أكبر حرامي في المنطقه واكبر صاحب كيف فيكي يا منطقه
ضحكت بهستيريا الي ان جلست وظلت تبكي الي ان سمعت صوتا اعتادت عليه يجعلها ترتجف في مكانها
مسحت دموعها سريعا وذهبت اليه سريعا
ايوه يابابا جايه
إيه ياسي نور مش ناوي تروح الورشه النهارده في ليلتك دي ولا إيه
نور بخوف :حاضر يابابا ماشيه أهو
مسعد : فين ياض فلوس الاسبوع ده هو توفيق مش اداك ولا إيه أروح اطين عيشته
نور بخوف : لا يابابا الفلوس أهي إنت إللي جيت متأخر وملحقتش اديهالك
مسعد ماشي يانور هات، خد ١٠ جنيه اهيه علشان تصرف علي نفسك مش حارمك من حاجه حرق ونار في جتتك ذهبت نور وهي تنظر إلي ثريا التي تنظر أرضا ولا تتحدث فهي لاتستطيع ان تدافع عنها او تتفوه باي كلمه فهي تخشي ضربه واهانته
بعد أن نزلت نور إلي الورشه نادي علي ثريا التي جاءت مرتجفه واعطاها نقودا وطلب منها ان تذهب لشراء طلبات المنزل نظرت ثريا الي المال الذي بيده وقالت : بس يامسعد ده مايكفيش طلبات النهارده وإنت  الحجات إللي طالبها  مش هعرف اجيبها
ذهب إليها مسعد وقام بضربها كعادة كل يوم ولا ينقذها غير الجيران تركها مسعد وذهب لفتح الباب
فكان امامه الشيخ يس وهو إمام المسجد الموجود في المنطقه وجار مسعد منذ ٧سنوات ومعروف عنه بطيبة قلبه ولا يرد يد محتاج ويذهب اليه الناس لاستشارته في أمور دينهم أوللفض في قضايا الصلح
الشيخ يس ; حرام عليك يامسعد كفايه يابني كفايه ضرب انت كل يوم علي الحال ده الست ممكن تموت في ايدك
مسعد : ماتموت ولا تغور في داهيه هي وبنتها عالم فقر وبعدين انت مالك اطلع منها انت ياشيخ يس علشان مش ازعلك ومدخلش نفسك في الحوار ده خلصانه يابا
الشيخ يس ضرب كفاً بكف ولا يعلم ماذا يفعل لهذه السيده وابنتها فهم وقعو تحت براثن ذئب بشري لايعرف للرحمة عنوان
بعد أن خرج مسعد من المنزل وذهب الجيران تحدث الشيخ يس الي ثريا قائلا:
معلش يابنتي متزعليش انا قلتلك اطلقي منه وافلتي بجلدك من الراجل السو ده دا معندوش ضمير ولا نخوه ولا دين وكمان كريم إبني هيرفعلك قضيه وهنقف جنبك
ثريا ببكاء : أنا قلتلك قبل كده ياعم يس هروح فين انا ماليش حد لاب ولا ام ولا قريب مقطوعه من شجره زي مابيقولو هروح فين دا أنا مبعرفش اشتغل اي شغلانه وانا اخاف اقوله يطلقني يأذي نور انا استحمل اي حاجه علشان خاطر المسكينه اللي مالهاش حد غيري
الشيخ يس : والله نور صعبانه عليا ماشفتش يوم حلو غير إنو مبهدلها في الشغل ومخليها زيها زي الصبيان هو ده كله علشان مش عايز بنات ومعترض علي حكمة ربنا
حسبي الله ونعم الوكيل
ثريا وهي تكلم نفسها : أمال لو عرفت ياشيخ إنها مش بنته من الاساس وإنه خطفها وحرمني إني ادفن إبني  اااااه ياحرقة قلبي
الشيخ يس : إيه يابنتي روحتي فين بكلمك من بدري
ثريا : معاك ياعم يس
قولولي  بقي ايه توقعاتكم 🤔
________________.    

توأمي أُنثيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن