لاحت لي بكلماتٍ لم اعهدها فكلما اذكره بلساني يطرب قلبي فرحاً لمحبته ولِمَ لا فهو طبيب القلوب بذكره تُفتَح امامك باب السعاده باب الامل باب الشفاعه
فصلوا علي مَن بكي شوقاً لرؤيتنا
اللهم صلي وسلم وبارك علي محمد وعلي آله وصحبه وسلم
🍁الفصل التاسع🍁
تعمل نور كعادتها في الورشه وتفكر في حال والدتها هذه الأيام صمتها غريب مخيف مُقلق دائماً تسالها عن احوالها ولكن هذه الأيام نور هي ماتتكلم ووالدتها صامته شارده كأنها تُفكر بشئ كبير وخطير فكلما تشرد تبكي بصمت دموعها تُغرِق وجهها وعندما تسالها لاتجيبها وتتركها وتدخل غُرفتها حتي مُسعد عندما يفتعل معها المشاكل تظل صامته لاترد مُطيعه بشكل عجيب فاقت نور من شرودها عندما تحدث إليها الصبي الصغير بليه
"اسطي نور"
"ايوه يابليه في حاجه"
"مالك أحوالك غريبه حتي الاسطي توفيق قاعد من زمان علي الكرسي إللي برا سرحان ،هو مالكم النهارده ياسطي"
"مفيش حاجه يابليه روح شوف انت شغلك"
"حاضر ياسطي"
ذهبت نور الي الاسطي توفيق وسحبت كرسي وجلست بجواره
"مالك ياعم توفيق أحوالك متغيره اليومين دول هو الواد حسن عمل حاجه قولي وأنا املصلك ودانه"
" والله ماانا عارف يانور اقولك ايه كان عندك حق يابنتي ملحقتهوش ملحقتش الواد الواد هيضيع مني ومش عارف أعمل إيه،الواد سرق الف جنيه من الدولاب إمبارح ولما واجهته أنكر ودلوقتي مش لاقيله مكان ولا عارف بيقعد فين وأمه أنا مبكلمهاش من زمان "
" ليه بس كده ياعم توفيق دا انت بتحبها ودي عشرة عمرك
برضو"
صاح منفعلاً، كانت مابقاش ينفع بعد لما زلتني مع اني انا اللي موقف الورشه دي انا هسيب الورشه دي وهتأجر بيت في حته تانيه وهفتح ورشه تانيه والناس عرفاني ورزقي علي الله بس الحق الواد
" يعني إنت هتطلق الست جمالات ياسطي "قالتها مُندهشه
" ايوه يانور انا كرامتي بقت في الأرض ومعدش ليا عيش معاها"
"طيب هي غلطت غلط لايُغتفر يعني
طيب استهدي بالله كده وهي هتيجي تستسمحك
وهتيجي تتكلم معاك وهتعرف غلطها مهما كان دي عشرة عمرك برضو ولا ايه ياعم توفيق"
"أنا مُتاكد إنها مُعترفه بغلطها بس هي مستنيه إني أنا إللي أبدا بالكلام واعاتبها زي ماكنت بعمل، بس مابقاش ينفع انا جيت علي نفسي وكرامتي كتير يابنتي وكنت بقول علشان المركب تمشي وتعدي بينا لبر الامان
، وكنت بطلعه كله عليكي آنتي والواد الغلبان إللي جوا ده مع إنك شايله الشغل كله علي دماغك ولا قولتيش أي لدرجة إني استغنيت عن عُمال كتير حتي ماكنتش بقدر تعبك ودلوقتي أنا بحصد إللي بعمله
الجزاء من جنس العمل يابنتي وكمان ابني هيضيع مني
سامحيني يابنتي ،قالها باكياً
ربتت نور علي قدمه ،اهدي ياعم توفيق ماتعملش في نفسك كده ربنا هيعدلها ربنا كبير وأنا مسامحاك
"ربنا يباركلك يابنتي وتحققي كل إللي بتحلمي بيه ،ابتسمت نور وذهبت الي استكمال عملها
وزاد عقلها تفكيراً والدتها وصمتها،حسن وأحواله، عم توفيق ومشاكله،
واين انا من كل هذا لم أر يوماً في حياتي واجد من يرشدني الي طريقي، وانا أُرشد الناس يالله عقلي سَيُجَن
قررت نور مساعدة العم توفيق لعلها تجِد يوما من يقف بجوارها كريم ليس بجانبها دائما للدفاع عنها والشيخ يس يتحمل الكثير ورُقيه ليست معها، ووالدتها واااه من والدتها صمتها الرهيب الغريب
استأذنت نور من الاسطي توفيق تحججت للذهاب الي المنزل للاطمئنان علي والدتها لأنها تركتها مريضه في الصباح
وافق الاسطي توفيق ،ولكن ذهبت نور الي مكان آخر
في منزل الاسطي توفيق تجلس السيده جمالات تُفكر في حالها وحال بيتها وكيف ان المنزل أصبح ميتاً انطفئت روحه بناتها قد تزوجن وسافرت كل واحدة منهن مع زوجها وظل ولدها فقد دللته كثيرا وزوجها حبيبها دائماً هي نقطة ضعفه تعلم إنه يحبها استغلت هذا الضعف أسوأ الاستغلال
"ياتري هتسامحني يا توفيق أنا عارفه إني غلطت فيك كتير"
طرق خفيف علي باب الشقه، قامت جمالات وفتحت الباب تفاجأت بمن بالباب
نور! خير في حاجه إيه إللي جابك هنا،قالتها في ضيق
"ممكن ادخل ياست جمالات هما كلمتين هقولهم لك وبعد كده إعملي إللي يريحك" ،صمتت قليلاً ،فقالت
" طيب ادخلي لما أشوف أخرتها معاكي إيه يابنت ثريا"
"خير ان شاءالله، الاسطي توفيق علي فكره بيحبك قوي ياست جمالات ،أنا عارفه إن الكلام إللي هقوله ده غريب والمفروض إني لسه بنت 18 يعني زي ما بيقولو كده ماطلعتيش من البيضه لكن الدنيا علمتني كتير اتعاملت مع ناس كتير واجهتني مشاكل ياما، وبقول الحسنه الوحيده اللي عملها ابويا فيا انه ماربنيش علي اني بنت رباني علي اني ولد وعلي القسوه اللي خلتني اعتمد علي نفسي
الاسطي توفيق ما يستهلش منك دا كله ياست جمالات
هَمَّت جمالات بالحديث لكن اوقفتها كلمات نور
ما تقلقيش الاسطي توفيق ماقالش حاجه بس الحاجه الوحيده اللي قالها انه هيطلقك!
يالهوي يطلقني وهانت عليه العِشره
خلاص شوفي إيه الحاجه الكبيره اللي عملت بينكو الفجوه دي ياست جمالات وحاولي تسديها ،الاسطي توفيق راجل طيب وبيحبك قوي والله، وخلي بالك من ابنك هيضيع في وسط المشاكل
أنا ضعت من زمان في توب مش توبي بس التوب دا حاماني
لكن ابنك لو غرق في مستنقع القرف إللي هو فيه مش هيطلع منه غير بحاجه وآحده بس... الموت
بعد اذنك ياست جمالات
تركتها نور في دوامة التفكير وإعادة ترتيب حياتها التي اضاعتها من بين يديها وكيف تُعيد إليها زوجها الي احضانها وليس خاتم في اصبعها كما كانت تفعل
عادت نور إلي الورشه وهي تشعر بشئ من الرضا علي الاقل أحست إن لها قيمه في هذه الحياه وشعرت انها ستعيد إلي نفسها شئ من الثقه
عادت نور الي المنزل شعرت اليوم بالإرهاق الشديد ألم في الرأس يكاد يفتك بها طرقت الباب عدة مرات فلم تفتح والدتها
قلقت! والدتها لاتنام في هذا الوقت قررت فتح الباب بالمفتاح الموجود معها
البيت هادئ جدا سكون غريب
ماما ياماما إنتي فين؟
دخلت غرفة النوم فلم تجدها بحثت عنها في كل مكان لم تجدها طرقت باب الحمام لاترد والباب مُغلق زاد قلقها
ماما افتحي ياماما ردي عليا
ظلت تُحاول نور في فتح الباب ولكن باءت محاولاتها بالفشل ركضت خارج المنزل إلي بيت الشيخ يس
طرقت علي الباب بشده
فتح الشيخ يس فَزِع من منظر نور المنهار
"مالك يابنتي خير"
"الحقني ياعم يس ماما في الحمام وما بتفتحش وما عرفتش اكسر الباب"
جري الشيخ يس ونور سريعا ،حاولا فتح الباب عدة مرات وذالك مُزامنة مع دخول مُسعد المنزل، في إيه ،إيه إللي بيحصل
"الحق يابابا ماما جوا وما بتردش بنحاول نكسر الباب بس مفيش فايده"
حاولا الثلاثه كسر الباب حتي انكسر أخيرا
صرخت نور بشده، فكان هذا المنظر
ثريا راقده علي الارض وحولها الدماء من كل مكان ومقطوع شرايين يديها فقد انتحرت ثريا
تقدم الشيخ يس وقاس نبضها فكان ضعيف جدا
اتصل علي الاسعاف
وظلت نور تبكي بجوارها
ماما ردي عليا ياماما ليه عملتي في نفسك كده ليه عايزه تسيبيني للدنيا القاسيه دي ليه عايزه تسيبيني للعذاب إللي أنا فيه انتي ليه عايزه تسيبيني طيب مين هيخفف عني احزاني مين هيخدني في حضنه لما اتعب مين هشكيله حالي وهمي
سكوتك كان غريب يعني سكوتك واستسلامك كان تفكير في الانتحار آنتي مش قلتي إنك عايشه علشاني قومي ياماما آنتي عايزه تشوفي غلاوتك عندي، والله أنا ماقدرش اعيش من غيرك ماماااااااا
نظرت نور الي مُسعد وقالت;انت السبب انت السبب في اللي احنا فيه ده هي انتحرت بسببك اهانه وضرب وقلة قيمه اكيد انت عملتلها حاجه خليتها توصل للحاله دي قول قول عملت إيه إنت لايمكن تكون بني أدم زيينا إنت شيطاااان
سكت مُسعد ولاول مره لايرد فقد تعجب فعلا من صمتها الايام الماضيه واطاعتها له في كل شئ كان مُتعجباً من أمرها
ترك مُسعد المنزل تائها لم ينتظر حتي سيارة الاسعاف ليطمئن عليها كل ماكان يشغل باله مالذي جعلها تقدم علي الانتحار
ياتري ياثريا كنتي عايزه تعملي إيه وبعدين انتحرتي ياويلك لوكنتي عايزه تقولي لنور الحقيقه
دا يبقي موتك أفضل
أنا هروح إعملي دماغ لما نشوف أخرتها معاكي إيه ياثريا يكشي تموتي ونرتاح منك...
"شوفت ياعم يس مش قلتلك دا شيطان انا تعبت من العيشه دي أنا مش عارفه أعمل إيه ولا اروح فين"
"معلش يابنتي هتعملي إيه أمر ربنا،لله الامر من قبل ومن بعد"
بعد حوالي ١٠ دقائق وصلت سيارة الاسعاف نقلتها الي المستشفي اتجهت سريعا الي غُرفة العمليات فكانت حالتها صعبه جدا
ظلت نور جالسه أمام غرفة العمليات تبكي علي حالها وما وصلت إليه
وذهب الشيخ يس لدفع مصاريف المستشفي
بعد حوالي اربع ساعات خرج الطبيب
الشيخ يس ونور في نفس الوقت :خير يادكتور
"خير ياجماعه الحمد لله عدت علي خير هما هينقلوها لغرفه تانيه بس مش هتفوق إلا بكره الصبح إن شاء الله"
الشيخ يس ونور" الحمد لله"
نور للشيخ يس :روح إنت ياعم يس وانا هفضل هنا مع ماما
"لا ياستي أنا مش هسيبك أبدا آنتي فاهمه"
اومات نور برأسها علامه علي الموافقه
_____
انتهي مراد من تصميم المكتب الهندسي الذي كان يحلم به فهو صممه بذوقه الخاص
كان يمتاز باللون الاسود والرمادي ويتخلله بعض من اللون الذهبي فاعطاه رقياً وفخامه
اليوم هو الافتتاح فكان يحضر الاهل والأصحاب والأحباب
فكانت حفله بسيطه وجميله
أحس أسر بضيق في صدره انسحب بهدوء خارج المكتب عله يستنشق الهواء
لاحظت والدته ومراد فأشار لها مراد بأنه سوف يذهب إليه
وبالفعل ذهب إليه كان جالسا علي احدي المقاعد
احتضن مراد كتف أخيه وصديقه
"مالك يا اسر ياحبيبي مش قاعد معانا جوا ليه"
أسر بحزن،تفتكر يامراد هعيش لحد لما أخلص جامعه واجي إشتغل معاك في المكتب الجميل ده
أنا مش خايف من الموت ،انا كان نفسي اعمل حجات كتير قوي عندي احلام كتير قوي نفسي احققها انا والله مش معترض علي أمر ربنا ،أنا نفسي بجد أحقق ولو جزء من أحلامي
احتضن مراد أسر وبكي أسر ومعه مراد
"ان شاء الله ياحبيبي هتحقق كل أحلامك وهتعمل العمليه وتيجي تشتغل معايا وتزهقني في عيشتي كمان اوعي تيأس رحمة ربنا واسعه قوي علي عباده
ادعي ربنا كتير الدعاء يرد القضاء
يالا ندخل جوا ماما سميره ممكن لما تشوفك كده هتعمل لينا مناحه وإحنا مش ناقصين
ابتسم أسر ودخلو لاستكمال حفلتهم المتواضعه
_______
مرت ساعات الليل علي نور كالجمر الذي يحرق قلبها فهي لم يُغمَض لها عين كانت تفكر في والدتها وما السبب الذي أوصلها إلي الانتحار
ظلت نور تؤنب نفسها كثيرا
أنا السبب أنا حسيت بسكوتها وسيبتها وما كلمتهاش ولا قلتلها إيه السبب بس أنا كل لما أقولها إيه إللي مزعلك ياماما تقولي مفيش وتفضل ساكته،يارب قومها بالسلامه يارب
ومش هسيبها أبدا هفضل جنبها
جاء الصباح وما زالت مُستيقظه رأت الممرضه تخرج سريعا وعلامات وجهها لا تبشر بخير
حاولت نور التحدث معها ولكن لارد وبعد قليل جاء الطبيب ودخل الي ثريا ونور زاد قلقها
جاء الشيخ يس فهو كان يصلي الضحي في مسجد المستشفي
"في إيه يانور إيه إللي حصل يابنتي بتعيطي ليه كده"
"مش عارفه والله ياعم يس طلعت ممرضه وندهت علي الدكتور ودخلوا بقالهم ١٠ دقايق ولسه ماطلعوش أنا خايفه علي ماما قوي"
"خير يابنتي ان شاء الله ماتقلقيش"
خرج الطبيب وعلي وجهه علامات الحزن
انتي نور، نور بلهفه ايوه يادكتور خير في حاجه
" للأسف الشديد والدتك حالتها النفسيه صعبه جدا ودخلت في حالة من الصمت الرهيب بعد لما اتكلمت شويه باسمك
أنا هضطر اقولك لما تتحسن حالتها هننقلها لمستشفي أمراض نفسيه بس للأسف البلد هنا مافيهاش مستشفي أنا هكلم مستشفي في القاهره وهنضطر ننقلها هناك والموضوع برضو يرجع لكم"
صُدِمَت نور من هذا الخبر ولكن ليس بيدها اي شئ لتفعله وافقت نور وقال لها الطبيب إنها ستظل هنا خلال أسبوع ثم ستنتقل الي المستشفي
" طيب ممكن ادخلها يادكتور "
" هي الزياره دلوقتي ممنوعه وبعدين هي واخده مسكنات ومنوم لأن بجد الحاله صعبه لكن بإذن الله تدخلي ليها بكره"
الشيخ يس ،خلاص يانور يالا تروحي ترتاحي آنتي مانمتيش وتروحي تستأذني من الاسطي توفيق علشان الشغل وابقي تعالي بكره من بدري تكون ارتاحت يمكن تتكلم معاكي وتعرفي منها هي عملت كده ليه"
"ارتاح وهتيجي منين الراحه ياعم يس انا عمري ماشفت يوم راحه في حياتي ،حاضر ياعم يس هروح علشان كمان أغير هدومي واجيب فلوس للمستشفي دي"
" انتي ماتحمليش اي هم مصاريف ومصاريف المستشفي اندفعت"
" بس دا كتير قوي ياعم يس انا ان شاء الله هرجعلك الفلوس "
" ترجعي إيه بس يابنتي هو آنتي مش معتبراني ابوكي"
" واكتر والله ياعم يس، أبويا هو فين أبويا إللي مشي ولا سأل علي ماما هوليه ياعم يس بيكرهني كده طيب أتجوز ماما ليه خلفني ليه ادام بيكرهنا قوي كده"
" والله ماانا عارف اقولك ايه ربنا يهدي يابنتي "
_________
ياتري إيه إللي هيحصل لثريا؟
ايه هو الدافع اللي خلاها تنتحر؟
هتتكلم مع نور ولا هتفضل ساكته؟
كل هذا وأكثر في الفصل القادم.....
أنت تقرأ
توأمي أُنثي
Romanceفتاه تعيش حياه مأساويه مع من خطفها وهي طفله من أحضان والديها وعائلتها......