الفصل الثامن عشر

331 19 0
                                    

"لا يوجد شخص رائع طوال الوقت، ولا يوجد شخص كامل فوق الوصف، بل هناك فراغ يُملأ، وألمٌ يُداوى، وعيب يُستر، وخطأ يُنسى وهفوات يلزمها تغافل، قد يبدأ الحبّ بسهم من سهام العين يُلقى في الفؤاد، لكنّه لن يكتمل إلّا بالعقل".
- سقطرى لـ حنان لاشين. ✨

                 🌹الفصل الثامن عشر🌹

"اتفضل يااستاذ احمد هدي نفسك كده ،أنا هطلبلك لمون علشان يهدي اعصابك ،قولي بقي يااستاذ احمد انت تعرف سعاد منين وايه اللي خلاك تعمل كده انا علي فكره مش بحقق معاك انا بس دكتور وعلشان اساعد مريضي لازم اعرف كل تفصيله في حياته"
قص احمد ماحدث منذ ٢٠ عاما عندما دخل المشفي وما حدث حتي اللحظه
دق الهاتف الخاص لاحمد
"بعد اذنك يادكتور ارد بس اطمن ابني"
"اتفضل"
" ايوه يااسر"
________
لا ياحبيبي مش هتاخر
__________
حاضر لما ارجع هحكيلك علي كل حاجه
__________
ماشي ياحبيبي مع السلامه
"اسف يادكتور ،هو ده كل اللي حصل واللي ربنا أراد بيه اني اقابل سعاد ،يارب تكون عارفه مكان بنتي "
"تعرف يااستاذ احمد ان ربنا انتقم ليك من سعاد "
"ازاي يادكتور"
قص عليه الدكتور حازم ماحدث لسعاد حتي الوقت الحالي
"سبحان الله يُمهل ولا يُهمل ربنا اسمه العدل اللي زرع زرعه يادكتور بيحصدها بس هي تعرف بنتي فين"
"انا حاولت معاها كتير اني اعرف البنت اللي خطفتها انا الي الان مادتش التقرير للضابط محمود لأنها كده هيبقي عليها أحكام وانا خفت أنها تعمل في نفسها حاجه قبل مااعرف هي ودت البنت فين وقبل كمان ماتعرف انها هتروح السجن وهتتحاكم علي كل الجرائم اللي عملتها"
"انا متشكر ليك يادكتور علي المساعده دي "
"دا واجبي يااستاذ احمد علي العموم انا هحاول مره تانيه وكمان لازم الضابط محمود يتدخل علشان يساعدنا وهسيبها هنا علي قد ماقدر علشان نقدر نعرف منها كل حاجه"
"طيب بعد اذنك استأذن انا وده رقم تليفوني ارجوك لو حصل اي حاجه تطمني وانا هرجع تاني اكيد "
"ماتقلقش يااستاذ احمد ان شاء الله هتلاقي بنتك ربنا يطمنك"
وبالفعل خرج احمد متوجهاً الي منزله داعيا الله أن يجد ابنته التي حُرِمَ منها منذ ولادتها"
.............    ...............     .............

"ها مش قلتي يامرام هنعمل ايه في البنت دي "

جاءت إليهم صديقتهم ماهيتاب تقول " هاي شاهي تصوري شوفت يوسف هنا وواقف مع البنت اللي اسمها نهي شكلها تعرفه وعامله فيها البنت المؤدبه الملتزمه وعامله فيها ستنا الشيخه "
"انا مش عارفه اخلص منها ازاي انا شاهيناز بنت الدكتور رؤوف الاسيوطي يسيبني انا ويروح للجربوعه دي "
"هتعملي ايه قالتها" ماهيتاب"
"مش عارفه امال انتو بتعملو معايا ايه قولولي اعمل ايه"
"ايه رايك نخلي ساهر صاحبنا يقف يتكلم معاها ونخلي يوسف يشوفها ويعرف أنها بتكلم اي حد عادي "
"مع اني معرفش ده هينفع ولا ايه بس مش مهم نجرب وكمان ساهر بيقدر يوقع البنات بسهوله اوكي انا معاكو بس اعرف اشوف يوسف وانا هرجعه ليا من تاني "
..........................................
نها استني "ازيك يانهي عامله ايه"
"نعم عايز ايه يا يوسف "
"ممكن نقعد لوحدينا في الكافتيريا عايز اتكلم معاكي "
"قالت اروي طيب ياجماعه بعد اذنكو"
"استني يااروي انتي هتسيبيني"
"مالت اروي علي أُذن نهى
انتي محتاجه تتكلمي علشان تنهي الصراع اللي جواكي وكمان ده ابن عمك مش حد غريب "
أو مات نهي برأسها ثم تركتها اروي وذهبت الي المحاضره
"ممكن نقعد في أي مكان نشرب حاجه ونتكلم ولا تحبي نروح برا الجامعه "
"لا طبعا نقعد هنا في أي مكان"
وبالفعل ذهبامعا للجلوس علي مقعد بجوار شجره كبيره بعيدا عن صخب الطلاب
"ازيك يانهي وحشتيني"
"عايز ايه يا يوسف وجاي بعد السنين دي ليه ولا علشان  شوفتني صدفه ماحاولتش ترجع تسأل عليا  يعني نسيتني عارف يعني ايه سيبتني في عز ماانا كنت محتاجاك عارف يعني ايه اخواتك يسافرو ويسبوك لوحدك هو اه كان معايا ماما وبابا بس كنت حاسه اني لوحدي انا من غيرك كنت وحيده اخواتي كانو بيهونو عليا لكن لما سافروا احتاجتلهم احتاجت ليك،
قالتها بوهن
بابا تعب جدا وماكنش حد معانا خفت بابا كمان يسيبني وابقي خلاص فقدت السند والضهر انا بحمد ربنا أن بابا وماما موجودين في حياتي اخواتي سافروا واتجوزوا واستقروا هناك مافكروش أن ليهم أهل حتي انت كمان سافرت وما حاولتش انك تسال علينا ،انت جاي دلوقتي ليه انا مصدقت اني احاول اتناساك لاني للاسف مانستكش.....
ظلت تبكي كأنها لم تبكي من قبل
"اسف"
"اسف! ههه اسف علي ايه ولا ايه ولايه بجد انت جاي ليه"
اخذ نفسا عميقا
"انا عارف ان اي كلمه اقولها دلوقتي مش هترجع حاجه بس انا عايز افتح معاكي صفحه جديده عايز ارجع يوسف بتاع زمان يوسف حبيبك"
"طيب مشيت ليه قولي مشيت وسيبتني ليه قولي سبب خلاك تتخلي عني احنا كنا اه صغيرين بس للاسف ماقدرتش انساك ،عارف انا دخلت طب ليه ،علشانك علشان كنت بتقولي ان عايزك تبقي دكتوره كبيره ،فاكر يايوسف "
"فاكر يانهي بس انا محققتش حلمك لاني بقيت ولا حاجه باخد مصروف ولسه في الجامعه تخيلي !بس عارفه ليه ،
نظرت إليه تتفحصه وتحفظ ملامحه التي لم تنساها بل العكس قد زاد نضجا ووسامه
عارفه ليييييه ،علشان انا جبااان ضعيف ماقدرتش اواجهك ولا أواجه عمي انا عايز اشوف عمي لان لازم يعرف انا بعدت ليه"
"بعدت ليه يايوسف "
هتعرفي يانهي بس لما اقابل عمي ارجوكي انا لازم أشيل الحمل والهم ده من علي قلبي انا عايز اتغير عايز ارجع يوسف بتاع زمان يوسف اللي مكنش بيسيب فرض يوسف اللي كان بيقعدزمان معاكي ومع زاهر و راشد ونقعد نحفظ القران ومرات عمي تعملنا الساندوتشان ونتخانق عليها هههه،
انتي عارفه اني عايش مع امي وابويا بس وحيد كل واحد فيهم مهتم بنفسه ومش حاسين أن عندهم ابن
خد ياحبيبي اصرف، روح ياحبيبي اتفسح ،روح اتدلع لحد ما بقيت صايع وفاشل زي مانتي شايفه ،لكن اوعدك أن كل حاجه هتتغير ،ها قلتي ايه ؟يالا انا عايز اشوف عمي
بس انا ورايا محاضرات كتير النهارده خليها بكره مش عندي غير واحده نظري وتعدي عليا نروح سوا تمام
"ماشي ياستي ولا يهمك "
ذهبت نها الي محاضرتها وذهب يوسف للعوده الي الجامعه بعد أن قرر أن ينهي هذه السنه ويعمل في أي شركه بعيدا عن أموال والده التي يشوبها الحرام
..........................................
عاد احمد الي منزله استقبله أهل بيته جميعا قلقين ماعدا اروي التي ذهبت الي الجامعه
"ايه ياحمد انت من امبارح برا البيت احنا قلقنا عليك ولما كلمك آسر طمنا شويه "
"ماتقلقيش ياسميره انا كويس فين بابا "
"كلهم قاعدين جوا مستنيينك علي نار "
"طيب تعالي علشان عايز اقولكم علي حاجه"
وبالفعل دخل احمد علي عائلته وقص عليهم كل ماحدث الي وقت دخوله المنزل
"يعني يااحمد عرفت مكان بنتي بنتي عايشه هشوفها واخدها في حضني "
"أن شاء الله ياماما هنلاقيها انا قلبي بيقولي اني هلاقيها"
تعرفي ياماما أن قابلت ولد مؤدب جدا وفيه شبه مني قوي قوي بيشتغل ميكانيكي
بادر احمد الاجابه "اسمه نور صح "
ايوه فعلا يابابا ،حتي عمي محمد عرفه علي طول
"فعلا يااحمد الولد ده لما شوفته النهارده لقيته شبه آسر جدا لولا أنه ولد كنت قلت إنهم توام "
شرد احمد قليلا حتي قالت كريمه "سرحت في إيه يابني "
"مفيش ياماما انا هروح اريح لاني مانمتش "
ذهب احمد الي غرفته ومعه زوجته تبكي فرحا واملا في إيجاد ابنتها
"ممكن ياجدي توديني الجامعه النهارده علشان مراد راح الشغل من بدري "
"ماشي ياحبيبي يالا بينا "
وصل آسر الي الجامعه ،فقال الجد خلي بالك من نفسك ياحبيبي
هترجع ازاي
"هرجع مع عبدالرحمن وعلي ياجدو ماتقلقش ياجدو وبعدين في حارس شخصي جوا واخد بالو مني" وغمز آسر الي جده
ضحك جده بشده ،
"خلي بالك من نفسك ياحبيبي وبنات الناس مش لعبه وبعدين انتو لسه صغيرين لو حاسس بحاجه من ناحيتها اخطبهالك "
"تخطبهالي مره واحده ،حتي لو عايز اتجوز ياجدو ماينفعش وكمان مين ترضي بواحد مريض زيي بياخد نفسه بالعافيه"
فاندفعت دمعه متمرده علي وجنته
ربت الجد علي يديه "ماتقولش كده ياحبيبي هتعمل العمليه وهتبقي زي الفل ماتقلقش "
نزل آسر من السياره واتجه الي داخل الجامعه استقبله عبدالرحمن وعلي بحب شديد
وايضا كانت تراقبه من بعيد منقذته مثلما لقبها اصدقائه
قال عبدالرحمن "مش المفروض تروح تشكرها علي اللي عملته معاك "
تصنع آسر الجهل وقال "انت تقصد مين "
غمز له علي وأشار برأسه باتجاه رقيه "منقذتك"
نظر آسر باتجاه رقيه فكانت تنظر إليه وفي عينيها شوق ولهفه
خفضت عينيها سريعا عندما نظر إليها
وبالفعل اتجه إليها بخطي ثابته وواثقه
فكانت دقات قلبها تزداد كلما اقترب وكانت تضع يدها علي خافقها محاوله منها أن تهدأ ضرباته
"السلام عليكم".      قالت بتوتر
"وعليكم السلام"
"انا متشكر جدا ياانسه رقيه علي اللي عملتيه معايا لولاكي مكنتش عارف هبقي فين "
"بعد الشر عنك ،قالتها بلهفه ،ثم حمحمت "انا معملتش حاجه لكل ده المهم انك بقيت كويس وحمد الله علي السلامه"
"الله يسلمك ،بعد اذنك "
"اتفضل".  شردت رقيه ،فينك يانور علشان احكيلك علي اللي حصلي واقولك أن الواد شبهك كأنه توامك، بالله هو فيه كده
...................................................
ذهب مُسعد الي المستشفي لكي يطمئن أن ثريا لن تنطق باي حرف ولكي يخرسها لكي لا تتكلم
دخل الي الاستقبال وعلم مكان غرفتها وموعد الزياره وذهب
عندما رأته ثريا جحظت عينيها وكادت أن تصرخ لكن كتم مسعد فمها بيديه
"اكتمي ، لاخلص عليكي ولو فتحتي بقك بكلمه هخلص علي نور ومش هتشوفيها تاني
أو مات ثريا برأسها والدموع علي وجنتيها ،ترك مسعد يده فتنفست ثريا وقال مسعد"انتي حكيتي لحد حاجه
نفت برأسها عدة مرات
"حلو قوي انتي عارفه بقي لو فتحتي بقك هعمل فيكي ايه"
"كفايه كفايه بقي انا تعبت كفايه عارف انا مبقاش يهمني انت خلاص خلصت عليا حاولت انتحر لكن زي مانت شايف قاعده وعايشه بس برضو ميته مش قادره اعمل حاجه مش قادره اتكلم انا بكرهك بكرهك قالتها بصوت أشبه بالصراخ
كتم فمها مرة أخري وقال انتي عايزه تفضحيني يابنت الكلب دا انا لازم اخلص عليكي فاهمه وانتقل بيده الي رقبتها وضغط عليها فكانت تحاول المقاومه فبعد عدة دقائق سكنت وارخي مسعد يده لكي يستوعب بشاعة فعلته فقال "ثريا انتي يابت قومي انا كنت بهددك بس انا ماقصدش اموتك ياثريا قومي انا كنت بسكتك يابت
روحت في داهيه يامسعد انا لازم اهرب قبل ماحد من الممرضين ييجي"
وبالفعل ذهب مسعد ولكن وجد ممرضه تقترب فدخل الغرفه المجاوره بسرعه
فكانت توجد الدكتوره رحمه تجلس بجوار سعاد وتتحدث معها
"انت مين وبتعمل ايه هنا "
ااانا كنت جاي هنا لمراتي بس شكلي اتلخبط في الأوض
طيب لحظه يامدام سعاد
توجه مسعد بنظره اليها فجحظت عيناه دهشه فقال "سعاااد!!!"
~~~~~~~~~~~~~~~

توأمي أُنثيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن