مملكة الغريب ✨

الفصل الأول (جبروت الغريب)

ونَحنُ لَم نَحلُم .. بأكثَر مِن حَياةٍ كَالحَياة.

- محمود درويش.

__________________________

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
_______________

احدي الليالي شديدة البرودة في العاصمة "برلين" المطر يسقط بغزارة مصطحباً الكثير من قطع الثلوج الصغيرة التي تتخبط بصوتٍ مسموع في زجاج مكتبه ذلك المكتب شديد الأتساع الذي يسوده اللون الأسود بكل ما به حتي حيطانه ولولا توزيع الأضاءه الجيد به وتلك النوافذ لأصبح مرعب بحق رغم رقيه واتساعه ولكنه علي أي حال يشبهه كثيراً بهيبته وغموضه وغرابهٌ أيضاً وللحق هو أكثر من يثبت لك أن الإنسان حقاً له نصيبٌ من أسمه فها هو "جلال الغريب" ذلك الرجل الذي يبلغ السبعون من عمره ولكنه يجلس بكل هيبةً ووقار وجبروت إن حق القول يدرك تماماً صعوبه ما قرر فعله بالأيام القادمة ولكنه يقسم بداخله على فعل كل ما لا يتخيله أحد فقط في سبيل تنفيذ ما يريد...قطع طرق الباب سيل افكارة ليأذن للطارق بالدخول ليري دلوف "حمزة" مساعدة الشخصي ومدير أعماله الذي ورغم صغر سنه الا انه الأقرب لجلال وأكثر من يثق به... دخل حمزة بخطي واثقة ونظرة احترام دائماً ما ينظرها له مردفاً

"كل حاجة جاهزة ي جلال البيه وطيارة حضرتك بعد أربع ساعات من دلوقتى"

"وياسر؟"

ضيق جلال عيناه وتسائل بغموض وثقه ليرد عليه الآخر بما جعله يدرك نجاح أولي خطواته

"دكتور ياسر والهوانم الصغيرين لسه بيرتبوا أمورهم في إيطاليا وحاجزين بعد عشر ايام"

"والباقي؟"

" كل إللي سيادتك أمرت بيه اتنفذ بالحرف واتأكد علي طاهر بيه إن بشمهندس "يوسف" ميبقاش معاه و المقابله هتكون بكره باليل تكون حضرتك استريحت من السفر"

"تمام آوي أتفضل إنت دلوقتي ي حمزة علشان تجهز "

أردف له بشبح ابتسامة علي وجهه والكثير من التخيلات تراوده عن ما سيحدث وما سيضطر لفعله الا ان لاحظ علامات التردد على وجهه ذلك الحمزة الذي يظهر عليه بوضوح الرغبه في قول الكثير ولكن تردده يمنعه ليقطع عليه ذلك التردد سائلاً اياه بوضوح

" عاوز تقول إيه ي حمزه هات اللي عندك من غير التردد ده كله أنا سامعك"

لينظر له الآخر بخوف من رده فعلاً ولكنه حقاً لا يستطيع الصمت أكثر ليردف له سريعاً

"هو حضرتك بردو ناوي تعمل معاهم زي ما عملت مع دكتور ياسر"

"وانا عملت ايه مع ياسر؟ ااه فهمتك.. صدقني ي حمزه أنا مفيش قدامي غير كده وخصوصاً دلوقتى لأن معدش فيه وقت خلاص واظن إنت عارف كده كويس "