الفصل الرابع (بيت الغريب)

131 15 2
                                    

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين
____________________________

سأظلُ انسحِبُ من كُلِ مكانٍ لا أشعر بالانتماءِ إليه ومن علاقاتٍ لا تُشبهني
حتى لو قضيتُ عُمري مُنسحِبًا فقط

سأتحدثُ مِرارًا عن الأشياء التي لا تروقُني حتى أنالَ مُرادي

سأترُكُ الأماكن والمقاهي والكتب والأشخاص حتى أجِدَ شبيهاتي من الأشياءِ كلها
أنا شديدة الصبر لكن في أماكن أنتمي لها حقًا
ومع أشخاصٍ يُقدرون هذا

أضحى بمئاتِ الأشياء على أن تهدأ نفسي
ولا تصارعني كُل يومٍ "بلماذا أنتِ هنا إلى الآن؟"

- حنان رضا.

__________________________

بداية جديدة لهم جميعاً كتبها القدر راغباً بتغير حياتهم رأساَ على عقب.. بداية لم يخططوا لها أبداً ولكن الله قادراً أن يجعل بها سعادتهم وجبر قلوبهم حتي وإن عانوا الكثير لكي يصلوا لتلك السعادة فبتأكيد بالنهاية سيُجبروا.... وصلت الخمس أسر الي منزل جلال الغريب ذلك المنزل الكبير المكون من سبع طوابق وتحيطة حديقة واسعة تملؤها الأشجار والورود من كل الجوانب لتُعطي حقاً منظراً جميل مريح كثيراً للعين عندما تنظر إليه

تجمعوا أمام بوابة البناية يحدقون ببعضهم البعض بصمتٍ شديد الأخوة الخمس مازالوا لا يستوعبون الي أين سارت بهم السبُل لكي يتجمعوا بعد ذلك العمر الطويل وكلاً منهم ما كان يدري من الأساس بوجود أشقاء إليه يالله كم كانوا يحتاجون من صغرهم لذلك السند ،مشاعر عدة جمدتهم مكانهم والجمت ألسنتهم فقط شيءٌ واحد ما يحتاجوه بتلك اللحظة... فقط عناق ، ولأن دائماً ما تفهم خديجة زوجها وتحفظ نظراته عن ظهر قلب فأقتربت منه بهدوء بعد أن تركت يد يوسف الذي كانت تمسك بها واربطت على زراع زوجها بحنان شديد مشيره له بعيناها أتجاه أخواته تشجعه علي الإقتراب فأبتسم لها واقترب منهم بهدوء و أبتسامه موجوعة بعض الشئ مردداً لهم

"تعالوا في حضن اخوكوا"

ارتسمت نفس الأبتسامة علي وجوههم جميعاً ناظرين لبعضهم البعض بحنانٍ وشوق لا يعلمون له سبباً وارتموا بأحضانه سريعاً ليصبح عناقاً جماعي يتغلله الراحة والشعور الغريب بالأمان فأخيراً أصبح لهم عائلة بحق وأصبح لأولاهم أعمام وأخوه آخرون، سند أخر من بعدهم يستطيعوا الأتكاء عليه بقية حياتهم وأولادهم يطالعونهم بفرحة لفرحتهم والفتيات تكاد تبكي تأثراً عليهم...أما عن أبيهم فقد كان يجلس بالأعلى داخل مكتبة يريح ظهره للخلف في هدوءٍ كبير وهو يشاهدهم في الشاشة أمامه وعندما رأي ذلك العناق الأخوي تنهد بعمق مردداً

"كويس وفرتوا عليا كتير ي ولاد الغريب بس تقلتوا همي"

______________

مملكة الغريب ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن