مملكة الغريب ✨

أقتباس ✌️

*مرت عشر ايام على بدأ العام الدراسي ولم تطئ قدمها ابواب كليتها بعد وفي الحقيقة لم تخرج من الأساس من ذلك المنزل الجديد منذ جائت مع والدها وأخواتها... تشعر بثقل العالم أجمع علي صدرها ولم تكف عن البكاء طيلة الليل ما تريد الذهاب أبداً ولا الخروج وحدها من الأصل ولكن قد حذرها والدها البارحة من تماديها في الغياب فأضطرت أسفه أن تتحامل علي نفسها وقلبها يتآكل من الخوف لتستأنف دراستها من جديد فحقاً يكون اخر يوم في الأختبارات هو أسعد أيامها ليس لأنها تكرهه الدراسة علي العكس فهي كانت من الأوائل في العامين السابقين ولكن مشكلتها الحقيقية في الذهاب بذاته إلى الجامعه .....

وصلت للبوابة الخارجيه وظلت تبحث بعينيها عن الحارس عساه يخبرها كيف بها أن تخرج للطريق العام حتى تحصل على وسيله مواصلات فهي تخشي كثيراً أن تركب أي سيارة وحدها ولكنها أسفاً لم تجده فبدأ يزيد القلق بقلبها ويظهر بوضوح على ملامحها ورعشه يديها... تقدمت بضعه خطوات للخارج تنظر حولها يميناً وشمالاً ولكن ما وجدت من مارٍ ليدلها على اي شئ فبدأت تنزل دموعها بصمتٍ علي وجنتيها وسرت الرعشة بكامل جسدها فحاولت أن تتصل بأحدي أخويها ليرشدها ولكن لسوء حظها لم تستطع الوصول لأيً منهم ولا حتي أبيها وعلى الفور بدأت أبشع الذكريات تهاجمها والكثير من الأصوات المزعجة والصراخ يقتحم رأسها الي أن فقدت التحكم بجسدها ولم تشعر بقدميها وهي تهوي جالسة ارضاً تبكي وترتعش بشدة

________________

يخرج بهالته الجذابة وهو يعبث في هاتفه ويدندن في انسجامٍ شديد

"رايق لو مين عليا لو حرب جايه والله ما أتضايق
هتعايق مزاجي حلو وشكلي الحلو عليا كده لايق
مترستق والإنبساط لازقلي لازقه ده ما صدق
ليه مزمزء جايين نحلي لو حتي كل الدنيا بتحدق"

قاطعه صوت بكاءٍ شديد ليجدها تنطوي على نفسها وجسدها يرتعش بصورة مريبة ليركض إليها بخوف جالساً أمامها مع مراعاة المسافة بينهم

"هوليا... هوليا مالك ردي عليا حصل إيه"

وكأنها لا تستمع له من الأساس بل زاد نحيبها لينتفض قلبه بخوفٍ من مظهرها ذاك ليردف لها بحنانٍ شديد

"هوليا كلميني بتعيطي كده ليه حد عملك حاجه طيب حد جه جمبك"

رفعت عينيها أخيراً تنظر له من بين دموعها نظرة لم يفهمها أبداً وكأن بها جزءً من الرجاء الغير مبرر له ولكن الأكيد إنها محملة بكثيرٍ من الوجع... وقد ظهر ذلك الوجع له بوضوح بعد أن ظلت تهتف من بين شهقاتها بهيستريه وكأنها حقاً مغيبه

"  أنا أسفه والله أنا أسفه.. أنا.. أنا السبب أنا السبب "