_ الأول .

297 10 3
                                    

كم من فتاةٍ خُدعت باسم الحُب،
ورجل يُحسب من صنف الرجال وما هو برجُـلٍ!

يـجـبُ ألا يُـفـتح هذا القلب أبدًا إلا لمن يملك مفتاحه حقًا،
ويعرف لُغة محبوبه، ويعرف اللـهَ من قبل حق المعرفةِ،
يصونُ ولا يخون، يهتمُ ولا يهمل! 

نعم، ليس للمرءِ على قلبهِ سُلطان ..

لكنّ القلوبَ -وإن وقعت في مُصيبة الحُب- تُحفظ؛

لِـيستشعـر كل منهما جمال أول كلمةٍ.. وأول لمسة يد في أول لقاء بينهما فــــــــي الحـــــــلال.

#كناشة_الدرعمي

________________________________

: أنا جعانة .
قالتها تلك الفتاة التي تصل الى العشرين فقط من عمرها وهى تخرج من غرفتها، لِترد عليها والدتها التي يحتل اللون الأبيض بعض من خصلات شعرها الأمامية : استني ربعاية كدا  أبوك يجي من الشغل، وهنتغدى .
: الغدا ايه؟
قالتها تزامنًا مع جلوسها على الأريكة .
: عدس أصفر .
وكان هذا رد والدتها على سؤالها، تذمرت الأخرى وقالت بِـ أعتراض : عدس تاني! مش لسه واكلينه من يومين، ايه مفيش غيره؟
جلست والدتها بِـ جوارها، ربتت على ذراعها مع قولها : بكرة الخميس وهنعمل طبيخ ولحمة، دلوقت ناكل اي حاجة عادي .
صمتت لِـ ثواني تفكر في شيئًا ما، حتى قالت بِـ حماس : ايه رأيك نروح نتغدى برا النهاردة .
قالت الأخرى بِـ أسف : منين ياحسرة، أخر الشهر وعليكِ الخير لما أبوكِ يقبض نبقى نروح نتغدى برا في مرة .
تحوّل حماسها الى حزن وغضب، لِـ تقول تزامنًا مع نهوضها وذهابها تجاة غرفتها : المتوقع طبعًا .

________________________________

وفي داخل الغرفة، كانت تتوسط فِراشها، ممسكة بِـ هاتفها بِـ ملل، نهضت من أعلى الفراش لِـ تذهب الى أحد الأدراج، وتخرج منه بعض الأوراق المنفصلين عن بعضهم وقلمًا رصاصًا، أتجهت نحو مكتبها وجلست على الكرسي القابع أمامه، بدأت في الرسم بِـ كل مهارة، كانت ترسم من مخيلتها قصرًا كبيرًا يشبهة تلك القصور بِـ " أفلام ديزني " لِـ الأميرات، كم تمنت أن تكون أميرة من الأميرات، تجلس على فِراشها ويأتي لها الطعام، ويكون من أفخم وأرقى الطعام، ترتدي فساتين تشبهم، وتكون الأبنة المدللة بِـ ذلك القصر، يأتي لها ما تريده دون أن تكلف نفسها عناء الخروج من بوابة القصر، كم أشتهت العيش بِـ تلك الطريقة، ولكن مهما كان تبقى الأحلام أحلام .
أصدر هاتفها رنين، معلنًا عن وصول رسالة، أخذت الهاتف بِـ لهفة، هل يُعقل أن يكون أحد ما تذكرها وقرر محادثتها، ولكن خاب أملها فور رؤيتها مصدر صوت الرسالة، فَـ كان فقط أحد البرامج هو من أبعث لها تلك الرسالة، منبهًا اياها بِـ أنَّ قام أحد من الذين تتابعهم على تطبيق " اليوتيوب " قد أنزل فيديو جديد للتو .
ألقت الهاتف بِـ جوراها بـ مللٍ شديد، لو كان لها بعض الأصدقاء الأن، لَـ كانت قضت معهم ذلك الوقت الممل بِـالنسبة لها، ولكن ولِـ سوء حظها، لا يوجد من تقضي معه بعض الوقت الأن، فَـ كل أصدقائها بِـ الجامعة، كل ما يربطهم بِها هو الدراسة ليس إلا، مجرد زملاء يتسكعون مع بعضهم في وقت تجمعهم بِـ الجامعة، ولكن لا يوجد لها من تحادثه في أي وقت تشاء كما البقية، ولا يوجد من يريد أن  يحادثها على أية حال .
زفرت بِـ ملل، لِـ ينقذها من قوقعة الملل هذه قدوم والدها، هبت واقفة، خرجت من الغرفة متجهة ناحية باب الشقة لِـ فتحه، وكما المتوقع كان والدها، فَـ من سيزورهم! هل بعض الأقارب؟ لا فَـ هم لا يملكون، جيرانهم مثلًا؟ أيضًا لا؛ فَـ هم علاقتهم بِهم سيئة، ودعنا نستبعد أن بعض أصدقائها جاء لِـ زيارتها، يارجل نحن تكلمنا كثيرًا في السطور الفوق عن أصدقائها، لن نُعيد كل هذا مرة أخرى بالتأكيد .
: أخيرًا جيت، هقع من الجوع .
قالتها وهى تبتعد من أمام الباب حتى تتيح الفرصة لِـ والدها للدخول .
: طب حطي الأكل مع أمكِ عقبال ما أغير .
قالت تزامنًا مع قفلها لِـ الباب : خلصانة ياحجّ .

_ نوفـيلا_ مُــنتصــف الــليــل .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن