هون عليك فإن اللهَ فارجُها
فوحدهُ ربي يدري مخارجُها
_______________________________
.."ادع لغزة كأنّك الوحيد الذي تذكُرها وتتعاهدها بالدعاء."
ادعُ لغزة بيقينِ أن دعوتك ستقلبُ الموازين !
وتدفعُ عنها ضرًّا لا تُدركه، وليس تحصيل حاصِل'.
_______________________________
سُئِل الإمام الشافعي رحمه الله : أندعو ربنا بالتمكين أم الابتلاء ؟
فأجاب : لن تُمكن قبل ان تُبتلى .و قال عز وجل :
فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِوالتمكين هو بلوغ الغاية والنصر، فالله سبحانه وتعالى لم يمكنّ للأنبياء إلّا بعد صبرهم على الإبتلاءات, والتسليم لقضاء الله وقدره.
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَات وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ .
______________________________
وامْلأْ فؤَادَك رحْمةً لذَوِي الأَسَىٰ
لَا يرْحمَ الرحمَنُ مَن لَا يرْحمُ.
_______________________________
" مدرسةٌ هى، أن لم تتعلم دروسها، ترسبُ في أختبارِها "أغلقت الدفتر والذي قد قرأته بِـ الكاملِ ووضعته في مكانهِ وبدأت في البحثِ وأخيرًا عن القلم الرصاص، القلم المتسبب في كل هذا، والأن هى تندم أشد الندم على فضولها ورغبتها في أخذ القلم من ' يوسف '، لِما لم تصمت حقًا؟ لو صمتت ماكان حدث كل هذا، ولو ما جاء ذلك المدعو بِـ يوسف لما حدث كل ما حدث، نعم هوَ سبب المشكلة.
أبتسمت عِند تذكرها له، أو لِـ نقول تذكرها لِـ الثلاث أشخاص ' يوسف، أحمد، زين ' والأخير ' مُعاذ ' على الرغم أنها لم تحادثه كثيرًا إلا أن حبه لِـ ' حسناء ' وتمسكه بِها حتى الأن جعلها تُعجب بِه كثيرًا، تُعجب بِـ صبرهِ وقوة تحمله، تُعجب بِـ مدى صدق مشاعره تجاه ' حسناء '، تُعجب بِـ تماسكه لِـ تلك اللحظة وانه لم يهجم على ' مُدثر ' يثأر لِـ سنين عمره التي أفناه في أنتظار شئ من المستحيل الأن أن يكون له، ولكن رب المستحيل قادر على أن يجعل المستحيل ممكن ولو بعد حين.
فَـ برغمِ أن ' يوسف ' السبب في كل ذلك إلا أنها تريد شكره، فَـ لولاه ما كانت لِـ تتعرف على ' أحمد وزين ومُعاذ '، بِـ داخلها أحساس مُبهم بِـ النسبة لها، ولكنه جميل، دائمًا ما تُريد التبسم فور شعورها بِـ ذلِك الأحساس، الجميل بِـ المناسبة.
كانت تبحث عن القلم الرصاص في وسط مجموعة الأقلام المختلفة التي كانت في الصندوق، ولكن قاطعها زئير ' مدثر ' بِـ صوتٍ أرعبها : حــســنــاء، أطلعي لي بــســـرعــة.
توترت كثيرًا وهى تلملم الأشياء بِسرعة حتى وقع عيناها على القلم الذي كانت تبحث عنه، لِذا أخذته سريعًا وَوضعت باقي الأشياء داخل الصندوق مرة أخرى ومن ثم أعادت الصندوق إلى مكانهِ الأصلي، وقفت خلف الباب تقول : عايز ايه؟
لم يصل لها رد، لِذا عادت سؤالها مرة أخرى، سمعته وهو يردف : أطلعي لي، مش هعمل لك حاجة خلاص، عايزك بس.
ترددت وخافت الخروج، هى لا تثق بِه وبِما يقوله حتى، ظلّت تُفكر مدة خمس ثوانٍ حتى أستمعت إلى صوتهِ : يلا.
حَسِمَت أمرها، وقررت الهروب من براثينه، تراجعت إلى الخلف مجددًا، وقفت أمام المكتب الخاص بِـ ' حسناء ' وأخرجت من أدراجه ورقة بيضاء وبدأت بِـ الرسمِ عليها بِـ ذلك القلمُ العجيب وهى تستمع إلى نداء الأخر من الخارج ولكنها تجاهلته، وها هو ينعاد نفس المشهد مرة أخرى، ظلامٌ حالِك ومن ثم إناس كثيرة تسير في الأرجاء، زفرت بِـ حزنٍ، وتنهيدة حارة خرجت منها تُعبر عن يأسها الأن، ولِـ المرة التي جهلت عددها يَخيبُ ظنها ولم تعود إلى حياتها الحقيقة.
وقفت تنتقي شخصًا جديدًا، والأن تحاول أن يكون ذلك الشخص أفضل من ما مضى، فَـ هى قد نفذت طاقتها وقدرتها على تحمل أكثر من ذلك، ظلّت قرابة العشر دقائق تختار، حتى وقعَ أختيارها على فتاة يبدو على ملامحها الطيبة، ترتدي بِنطال من الجينز الواسع يعلوه جاكيت من الجينز بِـ نفسِ لون البِنطال، وشعرها معقود على هيئة ذيل حصان، تقدمت منها وربتت على كتفها، ألتفتت لها الأخرى قائلة : نعم؟
وفور تقابل نظراتهم أختفت الناس من حولها، كان فقط ظلامٌ يُحطيها من كل جانبِ، ثوانٍ مرت حتى أختفى الظلام أيضًا وظهرت بدلًا منه غرفة متوسطة الحجم من اللون الزهري، قامت من فراشها تتفحص الغرفة كَـ كل مرة، كانت غرفة متوسطة الحجم ومعظم مابِها من اللون الزهري، وكانت مرتبة بِـ عناية، وقفت أمام المرآة ترى أنعاكسها بِها، فَـ كانت ترتدي أيضًا ملابس تُناسب النوم من اللون الزهري، أستمعت إلى دقاتٍ على الباب، فَـ أذنت لِـ الطارق بِـ الدخول، والتي لم تكن سوى فتاة في عقدها الثاني _ تقريبًا _ حاملة في يديها بعض الكتب ويُزين وجهها نظارة قراءة، تفوهت بيها وهى تُعدل من وضعية نظارتها: تعالي يلا أوريكِ الكتب اللي جبتها جديد.
نقلت بصرها بين الفتاة والكتب الكثيرة التي تحملها بين يديها، زفرت بِعمقٍ ثم هتفت بِنبرةٍ هادئة : يلا، جاية وراكِ أهو.
أومات لها الأخرى ثم خرجت من الغرفة تاركة ' خلود ' تتحسر على حياتها، فَـ ياتُرى أي نوعٍ من العذاب سَـ تلقاه في تلك الحياة الجديدة؟
همست إلى ذاتها وهى تستعد إلى الخروج : " أستعنا على الشقا بِالله "