بسم الله علىٰ قلب غــــــزَّة الصابر .. بسم الله علىٰ فــؤادِ إدلــــــب حتىٰ يهدأ ."!
-ثمَّ إنَّ ربّ الجُندِ مَعَنا
_______________________________
اللهمّ شتّت شمل اليهود وبدّد قوّتهم وفرّق جمعهم
اللهمّ أرنا فيهم عجائب قُدرتك
اللهمّ احصهم عددًا واقتلهم بددًا وﻻ تُغادر منهم أحدًا
اللهمّ لا ترفع لهم فـ غزة رايةً ولا تُحقق لهم فـ فلسطين غايةً
اللهمّ يا ربّ "
_______________________________
إِذَا كَانَ تَركُ الدِّيـنِ يَعـنِي تَـقَدُّمًا
فَيَا نَفسُ مُـوتِي قَبلَ أَن تَتَقَدَّمِي
_______________________________
أراكَ أرخيتَ قبضتَك
أَتُراك ضمنتَ القبُول أَم رضيتَ الذبُول؟!
قُم يَا خليلَ الصَّبر..
لَن تنالَ مَا تتمنىٰ بكثيرِ نومٍ وضحِك وحدهَا أعمالكَ مِن تُنجيك وحدهُ قلبكَ إِن صَفا بَلغ
وتذكَّر: إنَّ لِلقلب وجهَة متىٰ مَا حُجب عَنها ضلَّ
وجهتُك اللّٰـه إياكَ أَن تتوهَ عنهُ فتهُون
قُم واسعَ تصِل
_______________________________
" بُهتت روحُنا، ذُبل وجهُنا، ولم نمضى سوى القليل "أزالت يديها من يديهِ هاتفة بِـ حدةٍ وصوتٍ عالي يُعبر عن مدى حُزنها وبؤسها : وليه متبقاش مختلف عنهم؟ ليه تعمل في حب حياتك كدا وتخليها تكرهك بِـ الشكل دا بس؟ ليه تحوّل الحب كره؟ الأمان اللي كُنت المفروض أحسه معاك بقى خوف وقلق، متخيل أنتَ عملت ايه؟ هحكي لِـ أولادنا قصة حبنا، طب واللي هيشوفوه هيكون ايه نظامه! لما يكبروا يشوفوا أبوهم بيضرب أمهم بِـ الشكل دا هيصدقوا أنهم في يوم كانوا بيحبوا بعض؟ هيصدقوا بِـ ذمتك! فاكر أنك بِـ الشكل دا راجل؟ لا وحياتك أنتَ مأخدتش حاجة من الرجولة غير أسمك في البطاقة بس، أنتَ منافق يامُدثر وكداب، بتعاملني حلو قدام عيلتي ووراهم محصلتش كلبة حتى، أنا تعبت، أنتَ مش متخيل أنتَ أذتني أزاي، مش متخيلة ولا مستوعبة أزاي اللي حبيته وضيعت عمري معاه وعلشانه يعمل فيا كدا، اللي كنت بهرب من الدروس علشانه زي ماقولت، حرام عليك يا أخي اللي عملته، حرام عليك الحب اللي ضيعته، حرام عليك بجد وعلى عيلتك المتخلفة كلها اللي بتعمل كدا، حرام عليك.
جلست تبكي بِـ أنهيارٍ، تخشى عواقب ما فعلته، كيف سَـ تكون ردة فعله؟ أ يتقبل كلامها أُم يُعنّفها على أهانتها له ولِـ عائلته، ولِـ لحظة ندمت كثيرًا على ما قالته منذ قليل، بل زاد خوفها لِـ رجفة شديدة في جسدها، منظره صباحًا لا يُفارقها وهو يقوم بِـ ضربها بِـ حزامهِ، غطت وجهها بِـ يديها تستعد إلى ما سَـ يفعله، تستعد إلى ضربها من جديد، تُفكر هل سَـ يضربها حقًا؟
ولكنها لم تنتظر أن ترى ردة فعلة لِـ تهرول هاربة منه نحو غرفتها مغلقة خلفها الباب بِـ المفتاح؛ حتى لا يستطيع الدخول لها، لا تُصدق أنهم في يومِ كانا يحبون بعضهم حقًا، يُحبها وتلك هى معاملته لها، أذًا ماذا كان سَـ يفعل أن لم يكن يُحبها! سؤالًا يؤرقها، فَـ لم تجد له أجابة تُرضيها، فَـ كان في عقلها أنه أن لم يكن يُحبها فَـ كان مِن الممكن أن يصل بِه الأمر إلى تسخين معلقة ولسعها بِها في رَقبتها وظهرها، أو إطفاء السيجارة في رَقبتها أيضًا، أو رُبما.....حسنًا خلود لقد بالغتِ قليلًا، لا تُفكري أفضل، فَـ هذا ليس رئيس عصابة أو ما شبهة.
وفي الناحية الأخرى، أي عِند ' مُدثر ' نجده مُكوّر يديه ومُغمض عينيه بِـ شدة يُحاول السيطرة على غضبهِ، كن هادئ مُدثر، فَـ الفتاة كرهتك وحدث ما حدث، يجب معالجة الأمر وليس أفساده أكثر.
قام مُدثر يتجه ناحية الغرفة المختبئة بِها ' حسناء ' كان يُناديها بِـ صوتٍ جهوري أرعبها وجعلها تتكور على ذاتها أكثر، وكإنها تحمي نفسها بِـ تلك الحركة مثلًا، بدأ ' مُدثر ' بِـ دق الباب بِـ عنفِ، يا له من رجلٍ أبله لا يفهم شئ، فعل عكس ما قلته، حسنًا أنتَ وشأنك، أجعلها تكرهك أكثر أيها المُغفل.
: افتحي يا حسناء، بتجري ليه ها؟ عارفة أنك عكيتي صح!
ردت عليه من خلفِ الباب بِـ بكاءٍ : خلاص أسفة، كأني مقولتش حاجة أبوس أيدك، لسه متعافتش من علقة الصبح.
زفر بِـ عمقٍ يُفكر ماذا يفعل، هى قد أهانته هى وعائلته، ولكن هى مُحقة فَـ الكدمات والجروح أثر الضرب تُملئ جسدها بِـ الكامل، وأن ضَربَها الأن فَـ سَـ يصبح مجرمًا بِـ الفعل، حسنًا مُدثر أنتظر بعض الوقت تكون قد تحسنت وأفعل ما تُريد.
رَجع أدراجه إلى غرفة المعيشة مجددًا، أستمعت الأخرى لِـ صوتِ خطواته، لِـ ذا تنفست الصعداء بِـ راحة لم تدم طويلًا عند ما استمعت إليه يقول بِـ صوتٍ عالي كي يصل لها : طيب ياحسناء، خليكِ قافلة على نفسك، مفيش خروج من الأوضة بقى.
لم تشعر بِـ نفسها سوى وهى تسبه بِـ أفظع الشتائم، ذلك المتسلط المتعجرف الوقح، هَرِبَتْ من مأزق لِـ تقع في الأخر، الأن تم حبسها في غرفة، حسنًا ولكنه أفضل بِـ كثير من ضَربِها وأهانتها على الأقل.
جففت دموعها وأخذت تتلو القرآن مرة أخرى تُهدئ من روعها قليلًا، ذلك ال ' مُدثر ' جعلَ حياتها فيلمًا رُعبًا في ليلة، تخشى التحرك في المنزل بسببهِ، وهذا كلهُ في يومٍ، يالها من حياة!
تُفكر، أين ' أحمد ' لِـ يُخرجها امام النيل كما أعتادا سويًا، أو أين ' زين ' تستمتع بِـ مشاجرته مع ' عمّار ' دائمًا من أجلها وتذمر الأول، كم أشتاقت لهم كثيرًا، لحظة، هى أشتاقت لهم؟ حقًا! هى تُفكر بِهم؟ أو دعنا نقول ' بِه ' فَـ في النهاية هم شخصٌ واحد وهوَ ' يوسف ' وعِند وصولها إلى تلك النقطة في أفكارها قامت فجأة ومعالم الصدمة ترتسم على وجهها، هم في النهاية ' يوسف ' أي أنها الأن تُفكر بِـ ' يوسف ' أو أنها تُفكر بِـ ' أحمد ' و' زين '؟
لِـ نوقف هذا ياصاح لقد تشتت عقلي كثيرًا وتوهتُ.
أخذت تتنفس بِـ عنفٍ تُحاول طرد الأفكار من رأسها، فَـ قلبها يَنبضُ بِـ شدة فور ظهور صورته في مُخيلتها، هذا مستحيل، هى لا تعرفه حتى، حسنًا ياخلود هذا شيئًا مستحيل فقد ضعي كامل تركيزك على القابع في الخارج ذلك ينتظر خروجك من الغرفة حتى يقوم بِـ ضربكِ، فقد فكّري كيف تخرجي من تلك الحياة السيئة، بل السيئة لِـ الغاية وليس السيئة فقط.
ومِن هُنا جاء في بالها ' مُعاذ ' هى أستنتجت أنه يجب عليه _ معاذ _ أن يجلب لها القلم الرصاص الأقل من العادي ذلك ولكنه في مضمونه يُنقلك في عوالم مُختلفة كل مرة، ولكن كم مرة يُنقلك؟ ومتى يُرجعك إلى موطنك الأصلي، متى؟
انخرطت في تفكيرها حتى تذكرت حديث ' نهى ' عن تلك الهدية التي آتى بِها ' مُعاذ ' لها في صغرهم، والتي كانت عبارة عن قلمًا وكشكولًا لها، بدأ الأمل يتسلل لها على الفور وقلبها ينبض بِـ حماسٍ، رُبما يكون هو نفسه ذلك القلم، رُبما وليس الأكيد، همست إلى ذاتها وهو تقومُ من الفراش ' يامُعِين، يارب يكون هو القلم بقى وأخلص من التور اللي برا دا، أيده تقيلة يخربيته. '
بدأت مسيرتها في البحثِ عن الصندوق أولًا الذي يُسمى ' صندوق الذكريات '
وبعد عشر دقائق من البحثِ وجدته أخيرًا في الكومود الصغير الذي يقع بِـ جانب الدولاب، فَـ كان صندوق خشبي كبير الحجم من اللون البني القاتم وبِه زخرفات كثيرة، كان مظهره قديم بعض الشئ، تظنه من الوهلة الأولى آثري.
فتحته بِـ حماسٍ كبيرٍ وشوق لِـ رؤية القلم المعهود، لا تُصدق متى تتحرر من عذابِ الوحش الذي بِـ الخارج كما تقول هى عليه، وفور فتحه مِن قِبلها وجدت الكثير من الأشياءِ المختلفة، رسائل وجوابات كثيرة، دفاتر، صور، وأقلام، صور مطبوعة لِـ محادثات أيضًا، وبعض الأكسسورات، وأشياءٍ أخرى كثيرة غيرهم مختلفة ومتنوعة.
بدأت تتجول بِـ عينيها على الأشياء الموجودة ونسيت أمر القلم التي يجب البحث عليه، بل أخرجت كل محتوياته وبدأت تشاهدهم بِـ أعين مذهولة، فَـ هى تحتفظ بِـ أشياءٍ كثيرة تبدو عادية لِـ الغاية بِـ النسبة إلى ' خلود ' ولكن بِـ النسبة لِـ ' حسناء ' فَـ هى تعني الكثير، تعني ذكرياتٌ قديمة، أوقاتٌ جميلة، لحظاتٌ لن تتكرر، وقتٌ لطيف مع شخصٌ لطيف، أو ربما رسالة من أحدهم أحبتها، هى تعني لها الكثير والكثير، هى تعني لها الماضي، والماضي ليس بِـ شيٍ هين.
أمسكت بِـ الظروفِ التي أمامها، والتي رُقِمَ على كل واحدٍ منهم رقمًا بدايةً من الرقمِ واحد، فَـ أخذت ' خلود ' الظرف المرقم بِـ واحد والذي كان مُعطر وفتحته تقرأ ما بِه.
" إلى معشوقتي وعزيزتي، من طال بيننا المسافات وبِـ رغمِ ذلك قُصِرَتْ المسافات بين قلوبنا.
مَن عشقها القلب والروح، من سكنت قلبي فجأةً، إليكِ يا صاحبة قلبي.
يومٌ أخر جديد قد مَرَ بِدونك، غيابكِ مُر كَـ مُر القهوة، أمّا عن وجودكِ، فَـ هوَ بِـ مثابة السكر في كوبِ القهوة، يُحلّيها ويخفي مُرها، أنتِ يا زهرة حياتي، أتشوق لِـ رؤية عيناكِ الحبيبة، كم أشتقتٌ لكِ، ولِـ الحديثِ معكِ، ألا يوجد سبيل لِـ العودة؟
صديقك وحبيب قلبك ' مُــدثر '. "