الجزء 31 __ كارلا

35 2 0
                                    

كريم بتفاجئ يوجه سؤاله لإلينا: هل تزوجتي؟!
نظرت إلينا لمراد بنظرات تحذيريه ، وقد وضعت يدها على خصره تقرص به وقالت:
_ على ما يبدو أليس كذلك عزيزي؟!
أبتسمت له بسخريه و متعه ، وقد ازالت يدها بعد رأيت وجهه يمتعض أثر قرصه ، وعندها قام بسحبها من خصرها لتلتصق به أكثر قائلاً بأكثر إبتسامة مرعبة متجهه نحو كريم
_ كذلك عزيزتي
قلبت إلينا عينيها على تصرفاته بعد هروب كريم من أمامه ، ثم أقتربت من وجه ولم يفصل سوى بضع إنشات بين وجها و وجه ثم ابتسمت له إبتسامة ساحرة قائلة:
_ ماذا تفعل؟!
نظر لها بهيام قائلاً بدون وعي:
_ ماذا تفعلين؟!
لحظات ثم خرجت صرخه صغيره من فمه أثر ضغط إلينا على جرحه
إلينا: و الآن أظن أنك عدت لوعيك
ثم ذهبت من أمامه لترى سوزي ، بينما هو نظر لها بعدم تصديق رادف كلامه
_ ما هذه الفتاة!!يجب أن تسمى قاتلة اللحظات الرومانسية
<><><><>
بينما كنا نشاهد المسرحية التي تحدث أمامنا انا و سوزي ، أصبحت السماء تمطر علينا بالرصاص لأسحبها من خصرها خلف الأريكة
أنس بتذمر: يا إلهي لماذا لم أحضر سلاحِ؟!!سوزي أنت بخير صحيح؟!
سوزي: أجل أنا بخير
ثم سرعان ما أختفى اطلاق النار كما بدأ
***********
بعد مرور يومين على الأحداث ، كانت الأوضاع مستقرة لا شيء جديد ، إلا أنه بالفعل سيحدث الآمر الذي أخاف مراد و أنس ، وهو مجيئ كارلا ، حيث أن أنس علم بوصلها متأخراً ؛ وذلك بسبب مراد الذي لا يلقي بالاً بها ولا بإتصالاتها المزعجة ، فقد كان يجلس بالبيت ، ليسمع رنين الجرس ، نهض ليفتح الباب باعتقاده أنهُ أنس
مراد: أين مفتاحك لماذ...
صمت عندما وجد كارلا من كانت عند الباب
كارلا بأبتسامة: مفاجأة!اشتقت لك
قامت بمعانقته ، لكنه وقف مدهوش ماذا سيفعل الآن؟!وبينما هي مازالت بحضنه ، كانت إلينا تقف على بعد منهم لا تفهم ما يحصل امامها ، ثم حسمت أمرها لمعرفة الآمر ، فأقتربت لتصل الباب ثم قالت:
_ من هذه؟!
فتح مراد اعينه على مصرعيهما بعدما ادرك أن إلينا تقف أمامه وعلامات الاستفهام تحتل ملامحها ، بينما كارلا ألتفت وهي ممسكه يد مراد تنظر لتلك الفتاة التي قاطعت لحظاتها مع خطيبها قائلة:
_ أنا التي يجب أن تسأل هذا السؤال ، من أنتِ؟!
نظرت لها إلينا وهي تحاول التحكم بأعصابها ثم حولت نظرتها ليدها الممسكة بيده ، فقال مراد بسرعة و كأنه يحاول أخفاء شيء:
_ كارلا صديقتي منذ الصغر
لاحظت كارلا محاولته لأخفاء أنها خطيبته فقالت:
_ وخطيب...
لكن مراد قاطعها حالما أدرك ما كانت ستقوله و أكمل:
_ و خطيبة أخي
سكنت نظرات إلينا و صمتت بعض دقائق ، وأخذت تفكر ، لذلك توتر مراد عندما رآها ، و لأنها منغمسه بتفكيرها لم ترى مراد و هو يهمس بأذن كارلا المستغربة ، لكن إلينا حتى الآن لم تفهم ما الذي آتى بها لهنا ، فأخذت تطرح عليهم الأسئلة كأنهم بالتحقيق
إلينا: وما الذي أتى بها لهنا؟!
جعدت كارلا حاجبيها بأنزعاج لتدخلها بأمور لا تعنيها حسب منظور كارلا فقالت:
_ ما شأنكِ أنتِ؟!
وعندما كانت تهم إلينا برد عليها قاطعها مراد قائلاً لكارلا بأن تدخل للمنزل ثم سحب إلينا معه وعندما توقف نظرة له تنتظر تفسير ، لكنه لم يتكلم يحاول إيجاد كذبه مقنعه
إلينا: ألم تقول شيئاً؟!لم أفهم لما هي هنا؟!
نظف حلقه ثم قال أول كذبة خطرت على باله:
_ لقد أتت لتعمل معي بالشركة ، لان والدها أقام معي شراكة
إلينا: حسناً لكن ما لا أفهمه لماذا كانت تحتضنك؟!
مراد: قلت لكِ أنها صديقة طفولتي ، لم تعرف أنني مخطوب و خطيبتي تغار علي
قال أخر كلامه بتسلية يحاول التهرب من الوضع ، لكن ما لم يعلمه أن قلب إلينا ضرب به الشك بهذه الفتاة ، لكنها تغاضت عنها
إلينا: حسناً
مراد: لما أتيتِ؟!
إلينا: أردت رؤيتك لأني سأذهب غداً مع سيرين لرحلة ، ولم ترد على مكالماتي.
عندما سمعت ما قالت تنفست الصعداء على الأقل لم تكون هنا لمدة أو هذا ما اعتقدته
مراد: لقد نفذت بطاريته و انشغلت عنه ، كم المدة التي سوف تغيبيها؟!
إلينا: يومين
مراد: حسناً ، ستذهبين الآن لتحضير أمورك لرحلة؟!
كان سؤاله هذا يحمل معه دعاء أن ترحل و لا تدخل ؛ حتى لا تحتك بكارلا .
شعرت أنه يحاول ابعادي بعد سؤاله ، لكن لم أفهم لماذا؟!!هل يخفي عني شيء ولا يريد مني معرفته! أم أنه متعلق بتلك الفتاة كارلا؟!لا أفهمه!!
إلينا: كنت آمل أن نتناول الغداء معاً لكن يبدو أنك مشغول
كانت تقصد كارلا في ذلك الكلام ، وحتى لا تخرج الامور من يده قال:
_ سنعمل على صفقة ، إن أردت يمكنك الأنضمام؟!
أراد إزاحة شكها فأقترح عليها الانضمام إليهم مع تمنيه أن ترفض ، لكن إلينا لا تريد أن تبدو من النوع الغيور الذي تلتصق به أينما ذهب و تشعره بعدم الراحة فرفضت ، متحجّة بأمتعتها التي يجب أن تحزمها باكراً
**********
في المساء كانت إلينا تجمع ملابسها و أغراضها للسفر مع والدتها لمدة يومين و تشتكي لسوزي عن كارلا و أنها لم ترتاح عند رأيتها
إلينا تطوي ملابسها وتضعهم بالحقيبة وهي تتكلم بغيرة ثم بحيرة :
_ لم استرح لها عند رأيتها نظراتها لأنس و أمسكها ليده جعلتني ادرك أنها تعشقه وهو لا يفهم ذلك ، لم أشاء ازعاجه ، لا أعرف لم أتعرض بحياتي لموقف مثل هذا ، برأيك ما كان يجب علي فعله؟
لأول مرة بحياتي أرى إلينا بهذه ، وكلامها عن الفتاة تلك لم يرحني ابداً ، سأسأل أنس عنها
سوزي : لماذا لم تبقي معهم ، هل تثقي به لهذه الدرجة؟
إلينا: لقد دعاني للدخول لكني رفضت لا أريد أن اظهر بمظهر تلك الفتاة التي لا تثق بحبيبها
سوزي: لماذا لم تسأليهم أو توضحي له عما ما يجول في بالك؟ هذا من حقك ، وأن استجبتي لدعوة الدخول ما كان هذا سيجعلك الخطيبة التي لا تثق بخطيبها ، لكني أريد أن اوجه لك سؤال هل تثقي به أنتِ ؟
إلينا بأستفهام: بطبع أثق به
سوزي بنبرة تحمل بعض الحذر: إلينا إحذري منه لم تعرفيه سوى منذ مدة حتى وان اصبح ما بينكم رسمياً لكن لا تثقي به ، أنه حتى الآن لم يعرفك لعائلته إن كنت مدركة هذا الامر ، و أيضاً ألم تقولي أنتِ أنه كلما تسألينه عن حياته مع عائلته أو الطفولة يصمت ولا يقول شيء ، ألم تفكري مثلاً لما لا يجيبك؟لما لا يعرفك بعائلته؟ رأيتِ مراد قبل أن يطلبني للزواج عرفني على عائلته .
بعد حديث سوزي أصبح الشك يتسلسل في قلبي أكثر و أكثر ، أفهم أنها لم تحبه منذ البداية لكن ما تقوله منطقي بشكل كبير ، أعتقد يجب أن أجلس مع أنس و نتحدث عن تلك الأمور ، لم أكن بيوم أجهل شيئاً حتى أتى بي الحب ليوقعني في فخه أنه أكثر الفُخوخ أحكاماً يقيد قلبك يقيد عقلك و منطقك ، وهذا يمكن من يؤدي بك الى الهاوية
إلينا : معك حق يجب أن أتحدث معه
على ما يبدو أن إلينا قد باتت تتضح لها بعض الأمور ويجب عليها مواجهته ، إلى متى يحلم أن يخبئ عنها هذه الاسرار ، وتلك الفتاة سأعرف من وراءها
سوزي بحزم: الآن
إلينا بتفاجئ : الآن؟!!
سوزي: نعم الآن ، إلينا يجب التحدث بأسرع وقت حتى ترتاحي وتكفي عن القلق و تتركِ له الفرصة ليفكر كيف سوف يعرفك بعائلته ، هذا افضل كلما استعجلت بالأمر كلما حلت مشاكلكم أسرع
إلينا بأقتناع: هكذا تقولين إذاً ، حسناً
سوزي: أخبريني بكل ما يحدث ، سأذهب لأزعج مراد ، وداعاً
بعدما خرجت سوزي من بيت إلينا ذهبت مباشرة لبيت مراد
**********
كان الأثنان بالصالة يتناقشون أمر كارلا وما أقصده بالأثنان هم مراد و أنس
أنس بصوت عالي نسبياً : تمزح صحيح
ثم أطلق ضحكة ساخرة نسبياً مكملاً كلامه:
_ لقد وقعت بشر أعمالك ، الأثنتان كانتا هنا أمام عينك على لحظة كنت ستقع بحرب ، ولكنك نفذت كالعادة ، ماذا ستفعل الآن؟ يجب أن تخبرها الحقيقة يكفي كل هذا الوقت
لم ينتبه أنس لابتسامة مراد الخبيثة التي تحمل في طياتها معاني كبيرة
مراد: هذا ما أنوي فعله
بما أن الحقيقة على وشك الظهور أعتقد أن الخطة يجب أن تبدأ قيد التنفيذ قبل أن يضيع كل تعبي سداً
طرقاً قوي على باب منزلنا ، ومن صوت التي تنادي عرفت أنها خطيبة أنس هذا ما كان ينقصني الغبية تلك ، نهض ليفتح لها الباب ، ونهضت ورائه لأرى ما بالها هذه المجنونة ، ولكنها كالعادة واجهتني نظرات شرسة و سحبت أنس خلفها من يده فما كان مني الا ان اقفل الباب ورائهم ، أنها تحتاج لعقل جديد!
~~~
بينما كنا انا ومراد نتحدث سمعنا الطرق على الباب و اتضح انها سوزي ، لكن ما بها ، لا افهم ما اصابها ، سحبتني من يدي للخارج ثم توقفت في نصف الطريق للتحدث معي وكأنني تحت اختبار ان أخطأت به سأنتهي ، وهذا ما توقعته الأختبار عن كارلا ، اللعنة عليك مراد
سوزي بعدما توقفت نظرت له نظره كلها أمل ألا يكسر بها ثقتي ، حينها سأخرجه من حياتي كما سأخرج مراد من حياة إلينا
سوزي : أنس أجب على أسئلتي بصدق اياك ان تهدم علاقتنا في سبيله
منذ ان قالت هذه الجملة بدأ التوتر يغزو عقلي و قلبي ، فهمت ما تقصد كيف تخيرني بين عقلي و قلبي ، سأحاول جاهداً الا اخيب آمالها ، هززت لها برأسي وأنا اتمنى أن تنتهي هذه الليلة بأقل الاضرار ، أن زفافنا بعد يومين لا يمكن أن أسمح بإلغائه
سوزي: من كارلا ؟
أخذت أنفاسي و بدأت بالكلام
أنس: خطيبة مراد
سوزي: لما لم ينفصل عنها ؟ وطبعاً على ما يبدو ان عائلته لا تعلم بإلينا!؟
أنس: لا ، أن خطبتهم شكلية بين العائلتين ولكنه يخطط بالانفصال عنها بالوقت المناسب ، ويخبر عائلته عن إلينا
سوزي بغضب ممزوج بسخرية: وما هو الوقت المناسب لهذا؟!
أنس: سأتحدث معه ليستعجل هذا الأمر
سوزي: أنس أسمعني جيداً إن لم يعترف لها بكل شيء خلال يومين سأخبرها بكل ما أعرفه وبعدها لا تلمني على ذلك ، لا تتوقع أن أعيش السعادة و صديقتي تعيش في خدعة كبيرة يمكن أن تدمرها
وهكذا انتهى نقاشهم لقد وضعت سوزي وأخيراً النقط على الحروف و أتمنى أن ألا تكون تأخرت في ذلك .
**************
عدت للمنزل بعد نقاشي مع سوزي ، إن سوزي معها حق بدأت أشك هل مراد يخطط لأمر ما ؟. لكنه يحبها كيف سيفعل ذلك !! لا أستطيع فهمه ، دخلت و رأيته يتحدث على الهاتف مع خطيبته و ما أقصده هنا كارلا ، جلست على الأريكة مقابلاً له أنتظر أن يغلق الخط
بعد خروج أنس مع خطيبته إتصلت كارلا لتحادثني  عن إلينا ، لقد أوضحت لها كل شيء بالنهاية هي  ستكون زوجتي المستقبلية ولا أريد أن تعرف أمي أنني أزعجتها فهي تشتكيني لها ، وبعد زاد لم أرد أحزانها أبداً ولم أستطع رفض هذا الزواج الذي فرض علي ، ها قد عاد أنس وملامحه تكاد أن تفسر ، ما به؟ لو لدي خطيبة كخطيبته لقتلت نفسي أنها مزعجة
أنس بجدية: متى تفكر للأعتراف لإلينا ؟
ها قد عدنا لنفس الديباجة ، لا تقليل يا أبن خالتي عن قريب سوف أريها الجحيم
مراد: لماذا تسأل هذا السؤال؟
أنس: أمهلتني سوزي فرصة يوميين لتعترف لإلينا قبل أن تعترف هي لها بكل شيء
هذا ما كان ينقصني تلك الصغير لماذا تتدخل بأمور ليست من شأنها ، ألم تغلق فمها كل هذه الفترة هل أستيقظ ضميرها الآن ، أطلق صوت ساخراً نهاية حديثي لينظر لي أنس بغرابة
مراد: في يوم زفافك
أنس: و كارلا؟!
مراد: لقد أخبرتها بالحقيقة
أنس بتفاجئ: حقاً!ماذا قالت؟
مراد: لقد وافقت
أنس: وكيف ستقنع خالتي؟
مراد بغموض: لا احتاج ذلك كل شيء سيسر كما أريد أنا
آخ أبن خالتي الغبي متى أصبح هكذا أن تلك الفتاة تأثر على عقله ، لم يعد يعمل كالسابق ، حسناً أنا لم أكذب عليه لقد قلت نص الحقيقة ، أريد أن أرى وجوههم عندما تكشف إلينا كذب الجميع من حولها .

🎉 لقد انتهيت من قراءة عدت لأنتقم لكِ أختي(تحديث بطيء) 🎉
عدت لأنتقم لكِ أختي(تحديث بطيء)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن