الفَصلُ الثالِث.

24 5 14
                                    

إرتَطامُ عَجلِ العَربةِ بالأحجارِ أيقَظَ غفوةَ سَدن الفَزعةِ تَساءَلتْ عن الوَقتِ
لِيَخفى صَوتُها سَريعًا ما إنْ سَمعتْ شَخيرَهُ فَتأفّفت وفكّرت
عمَّ إذا كانَ حقًا مِن النُبلاءِ ثمَّ تذكرتْ أنّها تأكُل بٍيَدِها عِندما لا يَتواجدُ أحدٌ حَولَها دَفعَها هذا للتَبّسُم بِخفةٍ
قَبلَ أن يَصدَحَ صوتٌ بِوطُوءِ العَربةِ أرضَ المَملكةِ الجَديدةِ هُناكَ أخبَرتها بِيلار بِرسَالةٍ سِريّةٍ عَن طَريقِ فَرقَعةٍ صَدرتْ مِن أصابِعها مُنذِرةً إيّاها بالتَيقُظ.

سَدن :

خَلعتُ رِدائي مَا أدّى لِتطايُر غُرَتي ولَفَفتُ مِنديلَ الوَداعِ على مِعصَمِي أمسكتُ خِنجرًا
رَبطتهُ على فَخذِي وتالِيًا تأكدّتُ مِن غَرسِه في قَدم خطيبِ أختِي"جونيور"
لِأنتَشلَهُ مِن أحلامِه رَآني وَ اصفَرَّ وَجهُه لأردُفَ
:" الوَداعُ يا صاحِ بَلِّغ أبي تَحِياتي ".
وبدأتُ بالرَكضِ وَصل صَوتهُ لِمسامِعي
مُطالِبًا حُرّاسهُ بِقتلي
لَكنّي بَطلةُ قِصتي والبَطلةُ لا تُقتَل
على بُعد أمتارٍ دَخلتُ مِهرجانًا شَعبِيًا يعجُ بالسُكانِ والرّوائِحِ تَناولتُ مِقصًا مِن إحدى عَرباتِ البيعِ لأقُصَّ شعري بِهِ
ودَفعت آنسةٌ تَبدو في مُقتبلِ العُمرِ مع أحمرِ شِفاهٍ غَامِق سِعرَهُ وأعطَتني رِداءً بِقُنسلوة
وَردِيَّ اللونِ يِتخلَلُهُ زَهرٌ أبيضٌ
لم تَكن تِلكَ الآنسةُ سِوى بِيلار حَامِيتي
والتي بالمُناسِبةِ غيّرتْ اسمها
كما فَعلتُ أنا لِيُصبِح "بِيلين" وعَنّي فأنا الآنَ "سَاندرا" سَمعنا أصواتَ الحُراسِ مُجددًا يَبحثونَ لكنّهم أضاعونا
بَينَ الحُشودِ وأخذنا نتجوّلُ في المَهرجانِ مع بَعض المُشترياتِ تَجهيزًا لِمبيتِنا في الغَابةِ .
- فِي المَساءِ :

تَحلَقنا حَولَ لَهيبِ النّار التي أشعَلتها بِيلار لَم يَكن الجَوُّ باردًا إلى أنّها فعلتْ ذلكَ لِتشتيتِ إنتباهِهم.
مدّت يَدها إليَّ بِرغيفِ خُبزٍ مع بَعضِ المُربى بَقيتُ أطالُع مَلامِحها لِفترةٍ ما جَعلها تَنطِقُ
:" أعرِفُ إنّي جميلةٌ لِلغايةِ لَكن عليكِ أن تَأكُلي سَنرتَحِلُ قَبلَ الفَجرِ ، سَاندرا ".
تعمّدت ذِكرَ اسمِي الجَديد
لَتشُدَّ إنتباهي أكثرَ لكنّي تَذمَرت :" أريدُ الرُجوعَ بِيلو ! لَقد إكتَفيتُ ".
رَفعت بِيلار حَاجِبها :"ألمْ أخبِركِ أن تتوّقفي عَنِ التّصرفُ كَجَر ..
قَاطعتُها :" كَجروٍ مُبتَل أعرف!! ما هذهِ الصِفةُ الحَمقاءُ ؟".
جلسَتْ مُتجاهِلةً سُؤالي ونَظرتْ إليّ بِهدوء :" هَل أخبِركِ قِصة لم تَسمعيها
سَابِقًا عن الزَوجةِ الثَانِيةِ لِمَلِكِ لَمملَكتكِ ؟".

-لَم تَذكرُ بِيلار وَالدها أو وَالِدتها مع أنّها عَنتهم بِكلامِها كَيلا تُزعج سَدن فَالأميرةُ تَكرهُ حقيقةَ وَالديهَا-

- "أنتِ تعنينَ وَالدتي بِكلامكِ يا بِيل ؟"

-"أجل".
صَمتَت الأميرةُ طَويلًا فأخَذتها
بِيلار كَعلامةِ مُوافقةٍ لِتستطرِد كلامَها
:"كانَ والِدُكِ مُتزوِّجًا بالفِعلِ وأغرمِ بِها فِي زِيارةٍ لأصفَهان
كَانت حَسناءَ فَاتِنة بِعُيونٍ بُندقيّة جَلبَها رُغمًا عَنها لِلقَصرِ
وتَزوّجا في حَفلٍ صَغيرٍ خَصَّ العائلةَ فقط حَاولتْ الهَربَ كثيرًا
إلى أن تَوّقفتْ وفقدَت الأمَلَ معَ حملِها بِكِ بعدَ وِلادتكِ تَجدّدت مُحاولاتُها
بالهَربِ لكنّها كانَت تأخذُكِ معَها فِي مرةٍ طَال هُروبُها لِأسبوعينِ ثمَّ
وُجدَت مَع رجلٌ مَا إتضحَ أنّهُ كانَ حبيبًا وَعد بِخطبَتها سابِقًا يَومَها أخذَكِ وَالدُكِ
وترَكها تَذهبُ كَانتْ فقط مُحاوَلةٍ لإيقاظِ شُعورٍ الأمومةِ داخِلها لعلَّها تَعودُ .."

أكمَلت سَدن بِغصّةٍ : " لَكِنّها لم تَعدْ أبدًا ! وشعورُ الأمومةِ لم يَستيقِظ ، لقدْ أجبِرت على تَركِ دِيارِها ..والكُتبُ سَجّلتْ أنّها كانَت فقط خائِنةٌ!
حتّى التَاريخُ مُزوّرٌ في هذا العَالمِ الآليِّ".

'-'-'-'-'-'-'-'-'

إلى هُنا يَنتهي اللقَاءُ سَلامًا عليكُم وَسائِدي.

لم دُعيت حبيبًا؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن