الفَصلُ السّابِعُ.

16 2 14
                                    

السَّادِسةُ صباحًا -كريسفِيريا.

جلَسَ وَالدُ سَدن بِملامحَ مُتجهِّمة على كُرسِي مَكتَبهِ ثمَّ دخلَ أحدُ الخدمِ مستعجِلًا

وقالَ مِن بينِ لُهاثهِ: أيُّها المَلك.. أنَّه قادمٌ إنَّ جُونيور في طَريقِه لِ..

قطعَ كلامَهُ تلّفظُ المَلكِ : استَقبلوهُ استقبالًا حسنًا وقُل لِسديمٍ ألا تغادِرَ غرفَتها
أومَأ ذلكَ الخادِمُ المِسكينُ
لسيّدهِ وراحَ ينفِذُ أوامِرهُ..

دقائِقٌ وامتلأ القَصرُ بقهقهاتٍ
مصطنَعةٍ مِن المَلكِ يُرَّحِبُ بِها جُونيور
الذي بَدا وكأنَّهُ شَوندَرة مِن حُمرةِ الغَضب
لِيَردفَ بصوتِ تَحدٍّ :" اسمَع جيّدًا
دَع سَديم في أحضانِكَ لكنّي.. أيَّها المَلكُ المُوَّقر ؛
أريدُ ابنتَكَ الصُغرى خلالَ أسبوعٍ وَخِلافَ ذلكَ سأُريكَ ما بِإمكاني فِعلهُ!" .

لجَمَ كلامُ جونيور المَلكَ وأرعَبهُ فإذا كانَ جونيور طِفلًا مدللًا فَحتمًا والِدهُ سَينتقمُ لِوَلدِهِ كانَ يَعرفُ شيئًا واحِدًا عليهِ إيجادُ سَدن في أقربِ وَقت..

----------☆---------

في القَصرِ الكَبيرِ صَدحَت أصواتُ
طِفلةٍ في التاسِعةِ من عُمرها كَانَت صَرخاتِ فرحٍ لَأنَّها علِّمت أنَّ مُربيتَها الخاصّةَ
ستأتي قريبًا وهِيَ مِن عندِ السّيدةِ قمر خصيصًا .
فَ "كَاتالِيا" تعلَمُ أنَّ المُرَبِيّاتِ اللواتي يُرسَلنَ مِن قِبل السّيدةِ قمر لَسنَ أيَّ مُربِيّاتٍ بَل هُنَّ يُخرِجنَ من بينِ أيديهِنَّ أشجعَ الأميراتِ والأمراءِ

ولَعلَّ أكثرَ ما استَغرَبتهُ الفتاةُ الصغيرةُ هو تَفضيلُ السّيدةِ قمر العيشَ بالرِّيفِ رُغمًا أنَّ العائلةَ المَلكِيّة عَرضَت عليها قصرًا فِي وَسطِ العاصِمةِ لَكنَّ السَبب حولَ ذلَكَ
أعمَقُ مِن كَونِ السّيدةِ قمر تُحِبُّ الحياةَ البَسيطَةَ ..

كَانَ شِهاب قُربَ كاتالِيا يُراقِبُ انفِعالاتِها السَّعيدةَ فَتقدّمَت مِنهُ حاضِنةً قَدمهُ
لَتقولَ :" أشكُركَ أخي أنتَ أفضلُ أخٍ في التّاريخِ سَأفضِّلُكَ على آينشتاين مِن الآن أحِبُّكَ".

ابتَسمَ شِهاب ابتسامَتهُ الخَفيفة ورّبَتَ على رأسها وهمَّ بِقولِ :"لَن تحتَاجَ كاتالِيا شيئًا ما دَام أخوها قُربها".

عادَ لِرأسهِ صَوتُ همسِ أمِّه بِرِّقةٍ :"إن كاتاليا في عُهدَتِكَ الآن بُني أرجوكَ دَعها تعيشُ كما لو أنَّها معنا".

أحسَّ بِثقلِ رأسهِ فَجلسَ على كُرسيٍ قريبٍ وَهوَ يَرى كاتاليا تركُضُ حَولَهُ
تغيّر الوَضعُ عِندما لَمحا طَلَّتها الهَادِئةَ وهيَ تَمشي بأدبٍ فَراحَت كاتاليا تَحتضنها سريعًا
:" سَيكونُ عِندي مُربيّةٌ خاصّةٌ قريبًا "إيلو".

لم دُعيت حبيبًا؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن