يَعدُو بِحصانِهِ المُسمّى "بَارق" الذي أخذَ نصيبًا وافِرًا مِن اسمِهِ
فَكانَ سريعًا كَالبرقِ الخَاطِفِ أخذَت خُصلُ شِهاب تَتأرجَحُ على جَبينِهِ
أخَذَ قَوسَهُ وسَهمَهُ وصوَّبَ
على "لِيام" الذي بِدورِهِ على صَهوَةِ
حِصانِه "غَيم" وَقد اكتَسبَ اسمَهُ
نِسبةً لِتَدّرُجِ ألوانِهِ بينَ الألوانِ الفِضِيَّةِ والرّمادِيّةِ مُشكِلّةً تَناغُمًا مُريحًا للعَينِ
.
تَفادى لِيام سَهم شِهاب بِبراعَةٍ وتقدَّمَ بِغيمٍ ساحبًا سَيفَهُ
وهمَّ الرّجُلانِ يَتبارَزان وهُما على حِصانَيهِما كِلاهُما كانا رمزًا لِلقوّةِ والشِّدةِ في المَملَكةِ اشتُهِرَ شِهاب بِكَونِهِ صارِمًا كَوالِدهِ
وذا عَقلٍ مُلِّمٍ بالعُلومِ يُحتذى بِه وَ تُقالُ فيهِ الأمثَالُ في أنحاءِ المَمالِك كُلِها.أما عَن لِيام فَذاعَ عَنهُ الحِنكةُ و الدَّهاءُ
مَعَ بُروزِ المَرحِ على شَخصِيّتِهِ ،
كَانا صَديقينِ مُقرّبَينِ لِلغايةِ
ويَقضيانِ معظَمَ وقتِهما بالتّدرُبِ كونَ شِهاب سَيُتوّجُ ملكًا قريبًا جِدًا.تَوّقفّا عَن المُبارَزةِ وكُلُّ مَا سُمعَ صَوتُ لَهثِهِما .
" هيّا بِنا لِنعودَ يا لِيام "- نَطقَ شِهاب بِذلكَ وَهوَ يُدخِلُ سيفَهُ إلى غُمدِه
وأخذا يَتمَشيّانِ إلى طَريقِ القَصرِ
فاستَهَّلَ لِيام كَلامَهُ :" الحَياةُ قصيرةٌ وأنتَ لَم تَجد حُبّكَ بعد؟ ألا تُخَطِطُّ للبَحثِ عن المَلكةِ قريبًا ؟ "تنهّدَ شِهاب وفكّرَ لِلَحظةٍ
ثُمَّ أتى بِجوابٍ يُسكِتُ صَديقَهُ :" لا أريدُ أن ينتَهي بِيَ المَطافُ مع أميرةً ما أريدُ أن أختارَ مَلكَتكُم بِرَوِيّةٍ.. الآن تُحيطُنا أمورٌ أعظَمُ مِن هذا ..
ولكن هُناكَ شيءٌ واحدٌ أنا مُتأكّدٌ مِنهُ "."مَا هُو ؟" - عقَدَ الآخرُ حَاجِبيهِ بتساؤلٍ .
"أنّي لَن أتزوّجَ حتّى تفعّلَ أنتَ" - ابتَسمَ شِهاب باستِفزازٍ نِهايةَ كَلامِه لِيأتيهِ رَدُّ لِيام المُستعجِل :" أنا بالفِعلِ لديَّ من أحِبُها وسأتقدّمُ لِخطبَتِها قريبًا ".
------------☆-------------
في مَكانٍ ليسَ بِبَعيدٍ و بِاستخدامِ تِلكَ الأحصنةِ وَصلتِ الفَتاتانِ لِمُبتغاهُما
أخيرًا مَملكةُ والِدتها التي نَشأتْ بِها في صِغَرِها وحيثُ تَقطُنُ السّيدةُ قَمر ..تَوّجهَتا إلى طريقٍ يُؤدي لِقَريةٍ صغيرةٍ شِبهِ نائِيةٍ والتَفَتت بيلار يَمنةً وَ يسرةً تُحاوِلُ تذَكُرَ المَنزلِ حتّى صَاحَت :" إنّهُ هُناكَ ! هيّا ".
مِن بعيدٍ عَايَنت سَدن منزلًا
صغيرًا أمامَهُ تتجمّعُ الورودُ وقِطَطُ
شَدَّت لِجامَ فَرسِها بعدَ أن تَقدّمت
لِباب المَنزل وهَبطَت بِرشاقَةٍ نَظرت
لَبيلار التي تُداعِبُ قطّة بَيضاءَ اللونِ
وتنهّدت بِعُمقٍ وَطرقَتِ البَاب طَرقتينِ مُتتابِعتينِ ..
أنت تقرأ
لم دُعيت حبيبًا؟
Ficción histórica_كَالوَردِ سامَرُهُ النّدى. - أحبَبتُكِ أكثرَ مِما ينبَغي يا سَدن. - وَ أنا مَنحتُكَ فُرصةَ الرّحيلِ والآن يَا شِهابي سأحَقِقُ أمنِيتي بِأنْ أقتلَ رَجُلًا .