الفَصلُ الرابِعُ.

20 3 12
                                    

- عَرفتُها إنسانةً نَقيةً ، هادِئةً .
كُنت أجلِسُ ورائَها وأراقِبُها عن كَثبٍ ذَلك عِندما عَزمتُ أن تَكونَ صَديقتي .

jeloloojelolo

'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'

صَوتُ حِذاءِه يَضُجُّ بالرُواقِ الطَويلِ هَمساتٌ هُنا وهُناك عَن هَالتِه المُوّقرة
دَخلَ لِغُرفَتهِ الخَاصةِ مِتحسِسًا الأجواءَ فَكثيرًا ما يَعترّضُ لِمحاوَلاتِ اغتيالٍ رَديئةٍ
مُنذُ نعومَةِ أظافِرِهِ احتَشدَ حَولَه الحُسّادُ
مَع بَثِّ سُمومِ النُقادِ أصبَحَ حَذرًا مُتأهِبًا
لَأيِّ حَركةٍ خَلعَ عنهُ مِعطَفهُ
ومَا لبِثَ لحظةً إلّا وجاءَ " لِيام " وَراءَهُ عاقِدًا حَاجِبيهِ مُلمِحًا لَمُصيبَةً قَد تَضُرُهم
طَرقَ بَابَهُ ثانِية ،ثَانِيَتان ، ثَلاثةٌ واقتَحمَ المَكانَ بِطلَّتِه الحَسنةِ مُخلفًا وَراءَهُ ثَرثرةً عَن وَسامَتِهِ بعدَ أن أغلقَ البَابَ خَلفهُ
استَهلَّ حديثَهُ بِدُعابةٍ :" أظنُّ إنّي بدأتُ أخطِفُ الأضواءَ مِنكَ يا شِهاب ! أسَفي عَليكَ لَو تُغيِّرُ طِباعَكَ".
دَلّكَ شِهاب مَا بينَ حاجِبَيهِ بِقلّةِ حِيلة وطَأطأ رأسَهُ ثمَّ أجابَهُ :"مَا الأمرُ يا سَيّد لِيام حتّى تُداهِمَ غُرفَتي هكذا ؟"
عَادَت مَعالِمُ الجِديةِ لِوجهِ الأخيرِ
واضِعًا أمامَ مَلكِهِ شِهاب ظَرفًا مُغلَقًا قائِلًا :" وَصلِ الآن مِنَ مُدَلَلِ وَالِدَيهِ "جُونيور " يَبدو الأمرُ طارِئًا ".
تَناوَلَ شِهاب الظَرفَ وفَتحهُ لِيقرأَ مَا جاءَ بِهِ وعميقًا في قَلبهِ نَما توّجُسٌ غريبٌ
نَقلَ حدقَتيهِ مِن سطرٍ لآخرٍ
لَيبدأ سِلسةً أوامِرهِ المُعتادةِ :" ركّز جيدًا يَبدو أنّهُ سَيكونُ في مملَكتنا دَخيلٌ
لا بَل دَخيلَتانِ إنهُ يقولُ أنّهُ فقدَ مَخطوبَتَهُ معَ مُربِيَتِها لِذلكَ أريدُ تَشديدَ الحِراسَةِ ،
مَا مِن داعٍ لِزيادَةِ أعبائِنا ،توّخى الحَذرَ ".

ألمَحَ إليهِ لِيام بِهزةِ رأسٍ بَسيطةٍ وأنكفأ شِهاب فَوقَ سَريرهِ غَافِيًا .

------_------_------

فِي مَكانٍ آخرٍ حَيث أطفَأتْ بِيلار النّارَ التي أوقَدَتها
وها هيَ ذي مُعلَقةٌ على شَجرةٍ كَأنّها عاشَت في الأدغالِ دهرًا على غُصنٍ أمامَها
تَلمَحُ أميرَتَها ، مَكانُها الدَافِئ، لَطالَما أحبّتها وَهي تَعتبرُها عائِلتها الوَحيدةَ نَظرت إلَيها سَدن بَعدما استَشعَرت عيونَ حامِيتها وهي تُراقِبُها وأردَفت بِبَسمَةٍ خفيفةٍ :" بِيلار ما بِكِ ؟ "
لِتَردفُ المَعنِيةُ :" أخافُ عليكِ يا سَدن ! إسمعي لنَتفق على أنّكِ بَكماءٌ غيرُ قادِرةٍ على التّحدُثِ ، حسنٌ ؟"

قَبل سَماعِها الإجابَةَ كَانت سَدن تَتخبّطُ رَاكِضةً في ثَنايا الغابِةِ وَرائَها ذِئبٌ ضَخمُ كَشّرَ عن أنيابِهِ مُعلنًا أنّهُ وَجدَ فَريستَهُ الصّغيرةَ
إشتدّت مَلامِحُ بيلار وتَبعتهُما بِسيفِها راغِبةً بِقتلِهِ.

- سَدن :

أثناءَ كَلامِ بِيلار عَن تَظاهُري بالبُكِمِ
تَحرّكتُ مِن مَكاني راجِيةً ضمّها
إنزلقتْ قَدمي وَاستَقبَلتني الأرضُ بِرحابَةٍ
وَما إِن نَظرتُ يَميني حتّى رأيتُ ذِئبًا بِجانِبي وَ ها هو الآن يَقصِدُني بِمِشيَتهِ
رُغمَ سُرعتِي شَعرتُ بِمَخالِبِه
تَخترِقُ كَتِفي .. ألمٌ مَرَّ كَومضَةِ ضوءٍ تَلاها شُعوري بالحُرقَةِ وتَصبُغُ فُستانِي بالأحمرِ
رأيتُ ذَلكَ الذِئبَ وَهو يُقتَلُ على يَدِ أحدٍ لَكنّه لم يَكُن بيلار. اكتَفيتُ! لِأغلقَ حَدقَتَيَّ مُتأمِلَةً إستيقَاظي في بَيتٍ ريفيٍ مَعَ
أغنيَةٍ حُلوةٍ مِن ثَغرِ ماما.

'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'
- هذا لِقَائي مَعكم اليومَ وَسائِدي .

- لا تَقفُ صامِتًا سأجلِبُ لك مَقعدًا ولِتجلِس.    أعني أخبِرني شُعورَك الصّادِق
أو الكَاذب لا فرقَ بَينَهُما.

- بالنِسبَةِ أنَّ الفُصولَ قَصيرةٌ ..
فَهذا لِكي أعطيكُم مُهلَةً لإستيعابِ الأحداثِ وأيضًا لأنّي كَقارِئةٍ أعاني صُعوبَةً لَو كَانَ الفَصلُ طَويلًا
وكَكاتِبةٍ أحتاجُ الوَقتَ لأدرُسَ خُطوَةَ الأطفال أعني الأبطال جيّدًا قبلَ القِيامِ بِها .

💌: لا زَالَ هُناكَ سَببٌ لِتَعيشَ أنا واثِقةٌ مِن ذلكَ ،

فقط حَاوِل البَحثَ عَنهُ ! .

لم دُعيت حبيبًا؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن