الفَصلُ الحَادِي عَشرَ.

10 1 15
                                    

الهَواءُ النّديُّ جَعلها تنتَفِضُ من مَكانِها وطَالَتها شَهقةٌ مُفاجئةٌ فورَ تَحريكِها لِمُقلتَيها رأَت أمامَها الأميرةَ كَاتالِيا
وهِيَ مُقيّدةٌ إلى شَجرةٍ عملاقَةٍ تنبَّهت سَدن إلى أنَّها في نفسِ وَضعيّةِ الأميرةِ فَهِي أيضًا مُقيّدةٌ إلى شَجرةٍ مَا كَانت أعشابُ المنطِقةِ فِيها شيءٌ من الطُّول
حَيثُ تحجُبُ الرؤيةَ عَلى أيِّ مَخلوقٍ يَجثُمُ عَلى أرضيّتَها.

-" كَاتي ؟ يا سُكّرة!! " نَادَت سَدن بَهمسٍ ضَعيفٍ وتابَعت
:" كَاتالِيا انهَضي لا تُخيفيني ".
ومعَ كُلِّ كلمةٍ كانَ ارتعاشُ صوتِها يتوّضحُ حتّى أخيرًا استَفاقَت المَعنِيةُ بالأمرِ
وطالَعت تقاسِيم سَدن كثيرًا وأردَفت بإعيَاءٍ

:" رجاءً لا تَترُكيني هُنا بَل.. بَل أنا آمُركِ لا يُمكنكِ..".

-" لا بأسَ أنا هُنا لَن يمسَّكِ مَخلوقٌ .. أيُمكِنكِ التّحققُ مِن الحَبلِ على يديكِ ؟ "

تَحرَّكت كاتالِيا قليلًا فاعِلةً ما قالتُه سَدن لِتُناظِرها الأخيرةُ بِقلقٍ وتقولَ
:" أخبريني أهوَ مُؤلمٌ ؟ "

-"لا يا مُعلِّمَتي أنّهُ رَخوٌ ".

-"اسمَعيني جيّدًا كاتِي حَاوِلي أن تُخلِصي نفسَكِ "

معَ حركةِ كاتالِيا الكَثيرة صَحا الخاطِفانِ
وجاءَ الوَحشُ الذي يَبدو قويَّ البِنيةِ وتلَّفظَ بشكلٍ مُثيرٍ للإشمئزازِ
:" ها قَد أفاقَت فِلذَتا الكَبد ".

" أنا عَطِشةٌ "
كَانت هذهِ سَدن التي طَالبَت وبُدقيقةٍ كانَ طَلبها عِندها مَعهُ كعكةُ واحِدةٌ وكذلكَ الأمرُ مع كاتالِيا
حيثُ حلَّت الخادِمةُ الحِبالَ ووضعت الطّعام بجَانِبهما وبالفِعلِ أكَلتا بِضَع لُقيماتٍ قبلَ أن تسمَعا صوتَ صَهيلٍ ووقعَ أقدامِ أحصنةٍ همجيّة..
زَاغَت أعيُنُ المَرأةِ بِرَهبةٍ وهَتفَت

:" أنتوَان ؟؟ ".

صرَّ الوَحشُ أسنانَهُ وَ حَنقَ صوتَهُ
"لَنبعُد عَن هُنا "
هَجَسَ آخذًا بِذراعِ المرأةِ آمرًا إيّاها بالصُّعودِ عَلى ظهرِ الحِصانِ فَجاءَهُ صَوتُها

-"لا يُمكنُنا أخذُ الإثنَتينِ معنَا سَيُبطِئانِ حركتَنا".

-"نأخذِ الأميرةَ الجميلةَ إذًا ".

قامَ الوَحشُ بسحبِ كاتالِيا مِن مرفقِها ولاحَظَت سَدن الوَضعَ بترقُبٍ..

كانَت تُدرِكُ تمامًا أنّه إن مُسَّت كَاتالِيّا بِسُوءٍ فَلَن تَكونَ حَياتُها سِوى جَحيمٍ مُطلَقٍ وبالتّأكيدِ سَيُشارُ إلى توّرُطِها بالحادِثةِ وَ ما إن كَانَ طريقٌ نَجاتِها مَحفوفًا بالمَخاطِر فَهِي قَبلَت بِهِ.

سَدَن:

لَملَمتُ آخرَ ذرّاتِ شجاعَتِيَ وَقُمتُ بِكسرِ الصحنَ
-الذي وِضعَ فيهِ ماءٌ قبلًا- وتمَسَّكتُ بإحدى قِطعهِ الحادّة ثُمَّ هَرَعتُ بٍشيءٍ مِنَ الجُنونٍ
حيثُ ذلكَ الوَحشُ لِأضرِبهُ في يدهِ
وَ يَختَلجَ لِتَفْلُتَ الأميرةَ من بَراثنهِ
بَعدهَا شَعرتُ بِذراعِه القَويّةِ تُهاجِمُني بِدَقيقةٍ سَلَّمتُ نَفسي للأرضِيّةِ المُغرِيَةِ، قبلَ أن يَنفصلَ وَعيي بِهذا العَالَمِ سَمعتُ بُكاءَ كَاتي ومِن ثُمَّ غِطاءً دافئًا يُرمى عَليَّ.

يَبدو أنّنا نَجونَا حقًا..

-لِيام:

أشحتُ نظرِيَ عَن مُعلِّمةِ الأميرةِ كَما أعتقدُ تُدعى "ساندرا" أمّا شِهاب فَقد تقدَّمَ رامِيًا معطَفهُ على جَسدها نظرًا لبرودَةِ الهواءِ و لِباسِهَا الخَفيفِ.

و دَنا يَنثرُ قليلًا من المَاءِ على وَجهِها وحينَ فُقِدَ الأملُ باستيقاظِها صَرفَ وَجهَهُ إليَّ
وَ حدّقَ بِي أنا أعرِفُ هذهِ النّظرةَ المَقيتةِ تَعني
- ابقِ كُلَّ ما حدثَ سِرًّا-
وَ أطلقَ أمرهُ بأنَّ أعودَ ولأُحضِر عَربةً مُلائمةً لِنَقلِ الآنستينِ.

-في مَكانٍ آخر ..

رَمى كأسَ شَرابِهِ بِنَزقٍ وَ بصقَ الكَلِماتِ مِن شَفتيهِ
:" ماذا سَتفعلُ إذًا؟ لَم نَجدها في أيِّ مَكان..".

-أغمَضَ المَلكُ عَينيهِ مُتجاهِلًا المَوقفَ مُحاوِلًا ادِّعاءَ الهُدوءِ
:" سَنعوِّضكُم ؛ثلاثُة آلافٍ مِن سلاحِ الفُرسانِ". 

-ابتسمَ بِخُبثٍ وقالَ بِعَنهجِيّةٍ ناهِضًا مِن مَضجعِهِ
:" لا بأسَ بهِ معَ خمسَةِ آلافٍ مِنَ المُشاةِ".

-هزَّ رأسَهُ بِسُخرِيَةٍ ولاحَت ابتسامةٌ صَفراءٌ على مَلامِحهِ
:" سَتصلكَ بِحُلولِ يَومينِ، أرجُو مُغادَرتكَ سريعًا إلى عُشِّ وَالدَيكَ".

سَبالِين - الواحِدة ظُهرًا.

تَيقّنتُ من قُدرتيَ على تَحريكِ مُقلتايَ تليهُما أصابِعُ يَدي ثمَّ رَفعتُ الأجفانَ بِبطئ وهُدوءٍ، قابَلنيَ مَنظرُ الأرضِ الرُّخامِيّةِ المُزيّنةِ
فأيقَنتُ أنّي فِي القَصرِ -مُستلقيةً على بَطنِي-

كانَ الضّوءُ يتسرَّبُ مِنَ السّتائِر الثّقيلةِ دَقائقٌ وَ دخلَ شخصٌ مَا بَادِيًا كَمَن يَتخفّى 
وأسرَعَ بِإمساكِهِ لِرَاحةِ يَديَ.

تَبًا أهَذهِ مُحاوَلةُ اختطَافٍ جَديدةٌ أم مَاذا؟؟!

'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'-'
إلى هُنا يَنتهِي لِقاؤنَا وَسائِديَ.
أعلمُ أنّي أتأخرُ دَومًا لَكنّي أحاوِلُ بجديّةٍ أن أجعلَ مَعاييرَ الرِّوايةِ تَتناسَبُ مَعَ مَبادِئنا جميعًا.
-دُمتُم بِودٍّ.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 24 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لم دُعيت حبيبًا؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن