7/جيده ولكن ...

6.1K 142 5
                                    


اشترت لورين ثوبا جديدا لحضور الحفلة الموسيقية, انتقته من اللون الأسود , مفتوح الصدر يظهر جمال جيدها بشكل مغر , قالت بريل عندما ألقت عليها نظرة:
"الفستان أنيق يبرز جمال عنقك يا صغيرتي ويزيد من بياض بشرتك ".
مشت لورين الى والدتها بغنج ودلال وقبلتها شاكرة.
" هنيئا لي فأنني أحظى بكل مديحك يا أماه , رشي لي بعض الملح خوفا من أن أصاب بالعين الحاسدة , مديحك يرفع من معنوياتي ويطيب لي سماعه في كل وقت".
" ولكنني أقول الحقيقة , لقد تغيرت كثيرا وأصبحت شابة فاتنة بعدما خرجت من قوقعتك".
" لا زالت القوقعة قريبة مني وسأدخلها متى أحتجت الى الأنزواء , لا أحد يعرف مكان وجودها أو يراها سواي".
" صحيح(. ضحكت بريل ) اليك عقدي الؤلؤ , ألبسيه في جيدك فأنه يضغي على الثوب جمالا ويزيدك فتنة, هل ستذهبين برفقة جان الى الحفلة الموسيقية؟".
" لا , سيمر علي ماتيو لأن جان سيذهب برفقة آن".
" ولكن هذا التدبير سخيف... أنت وجان تعيشان في منزل واحد".
" ومع ذلك يريد الذهاب برفقة آن".
حضر ماتيو بعد قليل , وعانق بريل ولورين مرحبا. ألقى نظرة الى ثوب لورين الجديد وصفر اعجابا بعد أن أطرى جمالها.
كان جان وآن ينتظرانهما في مدخل قاعة الحفلة الموسيقية, دخلت لورين برفقة ماتيو وتنفست الرائحة العطرية التي كانت تعبق في مدخل القاعة من وجود مزهريات كبيرة مليئة بالزهور في المدخل, كأن الربيع قد أقبل برياحينه العطرة, أرض المدخل مفروشة بالسجاد الطري مما زاد في راحة الحاضرين, أحست لورين ببهجة لم تعرف أسبابها , وفي محاولة لتبرير شعورها المرح قالت في نفسها: سأمضي ساعتين ساحرتين برفقة جان, وسنشارك في سماع الموسيقى التي نحب....
بدأت حشود الوافدين تتدافع للدخول الى القاعة , كان جان يرفع يده محييا معارفه وأصدقاءه وهو في طريقه الى القاعة مما يدل على كثرة أصدقائه وعلاقاته الأجتماعية الطيبة في محيط عمله, أكثر أصدقائه من رجال الصحافة أو العاملين فيها , كان بعض أصحابه يقف ليعرفه على فتاته وهو بالتالي يعرفهم الى ضيوفه, كان يقف في بعض الأحيان يتكلم معهم في شؤون العمل ولو لدقائق قليلة....
وأخيرا وصلوا الى المقاعد المخصصة لهم , دخلت لورين وتبعها ماتيو ثم جلست آن وأخيرا دخل جان ليجلس قربها , مقعدها بعيد كثيرا عن مقعده... ربما تعمد ذلك ليبتعد قدر الأمكان عن الأرتباط بها , وللحال تعكر مزاجها وبانت خيبة أملها في عينيها.
نظرت من مكانها تراقبه, كان يقترب برأسه من رأس آن وهما يقرآن معا برنامج الحفلة المقرر, شعرت لورين بالغيرة تملأ كيانها ولكنها ضبطت أعصابها على الفور اذ ليس من المعقول أن تغار من أقرب صديقة لها, غيرتها الآن لا مبرر لها , ولكنها حسدتها لقربها منه ولمشاركتها اياه في قراءة البرنامج بشكل ودي.
سحب ماتيو يدها واحتواها بين يديه وقال متوددا:
"ما بالك يا حبيبتي سارحة في بحر أحلام اليقظة ... تعابير وجهك تنم عن بعض الأنزعاج وقد غابت الفرحة التي كانت تطل من عينيك منذ فترة قصيرة, ما الأمر؟".
تمتمت معتذرة:
" آسفة يا ماتيو".
دخل أفراد الأوركسترا وجلس كل في مكانه , ناولها ماتيو برنامج الحفلة

روايات احلام/ عبير : لا احد ســــواكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن