رتبت لورين سرير الضيوف وقالت لوالدتها:
" لا أفهم لماذا نؤجر غرفة في بيتنا , فنحن لسنا بحاجة للمال!
أجفلت السيدة بريل فارس من اعتراض ابنتها وأجابتها:
" هذا صحيح , فنحن لسنا مضطرين لتأجير غرفة بعد أن حصلت على وظيفة معقولة وأنت تعملين مدرسة , أننا بخير".
نظرت لورين الى والدتها التي صفت شعرها عند الحلاق وأخفت معالم الشيب منه, لقد بدت أصغر من عمرها بسنوات , بعد أن تجملت وكست وجهها بمساحيق التجميل باعتدال, كانت لورين تتمنى لو أن والدتها تقبل حقيقة عمرها ولا تحاول أن تخفي السنين, يجب أن تقبل بواقع الأمر وتعيش كأمرأة في متوسط عمرها بدلا من الهروب من الحقيقة, كانت تبدو وكأنها تقول :
" عليَ أن أحافظ على شكلي ومظهري , فربما حظيت بزوج يؤنس وحدتي ويخلصني من حياتي كأرملة..."توفي والد لورين منذ خمس سنوات بالسكتة القلبية , حزنت والدتها كثيرا لوفاته واضطربت حياتها المستقرة , ومنذ فترة وجيزة بدأت تتقبل واقعها الجديد كأرملة , عادت تتابع حياتها بحزم وتصميم وتفاؤل .
نظرت الوالدة بريل الى أبنتها وهي ترتدي تنورة قديمة بنية اللون مع بلوزة بيضاء , وفوقها جاكيت رمادي عتيق وقالت:
" لورين! ألا توجد ثياب ترتدينها أفضل من هذه؟".
نظرت الى ساعتها وأكملت :
" سيحضر ضيفنا المستأجر بعد قليل, هيا رتبي نفسك قليلا وضعي بعض مساحيق التجميل...".
عبست لورين وأجابت:
" أنت تعرفين أنني لا أضع مساحيق التجميل على وجهي , ولن أغير ثيابي كذلك...".
" أنت جذابة وقدك مياس متناسق , لماذا لا تبرزين معالم جمالك بدلا من أن تخفيها تحت هذه الثياب الواسعة البالية ؟ أنت متزمتة , جدية وقاسية كوالدك , عليك أن تليني قليل".رتبت زهرية الورود فوق الطاولة , لقد حولت غرفة النوم الى غرفة جلوس أيضا , وأكملت:
"يبدو أنك لا ترحبين بجان..".
" هذا صحيح فأنت تعرفين رأيي في الصحافيين".
" لكن هذا الصحافي يختلف عن غيره , انه ابن صديقتي نانسي داربي وعندما كتبت تخبرني بانتقاله الى هذه المدينة ليعمل في جريدة مسائية , عرضت عليها هذه الغرفة المغلقة في منزلنا دون استعمال منذ زمن طويل , سيستعملها لفترة قصيرة يا عزيزتي ".كانت بريل مواربة في قولها لأنها في الحقيقة , ترحب بابن صديقتها للبقاء عندها قدر ما يرغب لحين ايجاد غرفة تناسبه , سرحت بريل بعيدا تتذكر.
كان جان صبيا صغيرا هادئا وقليل الكلام , لكن في المرة الأخيرة حين التقيت نانسي , منذ سنتين تقريبا , أخبرتني أنه تبدل كثيرا...""
" هل هو رجل متزوج؟".
" لا , مع أن الرجل في عمره , الخامسة والثلاثين , يفترض أن يكون قد تزوج, أن الفتيات يحمن حوله".
ضحكت ضحكة فتاة مراهقة .
فكرت لورين في نفسها ... لو أنها ليست والدتي لأعتقدت أنها مراهقة تنتظر وصول جان بلهفة.
قرع الجرس وللحال رفعت بريل يدها تسوي شعرها ثم نظرت الى أبنتها وقالت:
" لقد حضر يا لورين , افتحي له الباب وأدخليه".
أنت تقرأ
روايات احلام/ عبير : لا احد ســــواك
Romanceالملخص " لن تكوني زهرة في حديقتي أبدا" كان يردد لها هذا بينما يجمع الأخريات الأشد جرأة منها في باقات زاهية سرعان ما تذبل وتأخذ طريقها الى زوايا النسيان. وعندما دخل حياتها المقفرة كسحابة واعدة بالمطر, أحبت لورين الصحافي الشاب جان داربي . بكل جوارحها...