رايات العشق
بقلم فاطمة الالفىالفصل الرابع
***
داخل المشفى تم تجهيز غرفه العمليات على وجه السرعه وبدء الفريق الطبي فى التعقيم لاجراء تلك العمليه ..
تم فتح غرفتين العمليات غرفه بها حاله للمريض الذي يحتاج لمنحه القلب ، وغرفه بها حاله الشاب المتوفى الذي سيعطيه قلبه ، وفريقين من الأطباء
الفريق الفرنسي ينتظر القلب والفريق المصري على رئسهم نزار رئيس قسم الجراحه يشرف على عمليه نقل القلب ومعه مساعديه اسر وعمرو وطاقم من الممرضات يلتف حوله ..
كان بعض الأطباء المتمرسين يشاهدون اجراء العمليه من اعلى ، يصوبون انظارهم داخل غرفه العمليات وبينهم لوح زجاجي ولكن يشاهدون ما يحدث لحظه بلحظه وامامها شاشات عرض تنقل لهم ما يجرء داخل غرفه العمليات .- اسر اديهم خبر بانهم يخدرو رامي ، عشان هنخرج القلب دلوقتي
ابتعد اسر ورفع سماعه الهاتف داخل العمليات واجرء اتصال بالغرفه الآخر وابلغهم بما قاله دكتور نزار .
بدأ نزار بشق صدر الشاب المتوفى بعدما تم حقنه بماده للحافظ على حاله القلب ، تحسبا من ان يصيبه أي تلف وتفشل عملية النقل ، ثم اخرج القلب بعنايه تامه ووضعه داخل حافظه بها ماده طبيه ليضل القلب بها يعمل بحيويه كما انه داخل الجسم .
حمل اسر الحافظه وتوجه الى الغرفه المجاوره ليعطيهم القلب .
كان الطبيب هانري يشق صدر رامي ليخرج قلبه التالف ، ويحقن الانسجه داخل صدره لكي تستقبل القلب الجديد ، أخرج اسر القلب بعنايه وإعطاء اياه وظل محافظا على ثباته وهو يشاهد ما يحدث حوله ، ولكن عندما وجه انظاره الى ايسل لمح عيناها الباكيه ، يعلم أن الأمر ليس بهين فهم الاثنان قد تحدثو مع اهل الشاب ولمس قلبهم حزنهم الدفين على فلذه كبدهم .
كانت تتابع استاذها بصمت وتخفي دموعها لتهتم باجراء العمليه .
بعد مرور ثواني معدوده كان يضع القلب داخل صدره برفق وينظر لمساعديه بابتسامه
- وضعه مستقر ، لقد تم الأمر ، سلمت ايديكم يا رفاق
تحدث سام : سلمت يداك يا أستاذي
وجه نظره لايسل الصامته : ايسل قفلي المريض
هزت رأسها بالايجاب ،
غادر هانري غرفه العمليات ليتحدث مع اهل المريض ويطمئنهم على اتمام العمليه بنجاح .وبدءت هى فى تقفيل جرح صدره بالخيط الطبي وفجاه ارتجفت يدها ، لاحظ اسر
اهتزاز يدها فالتقط منها الخيط وهو يبتسم لها بود
- هكمل أنا تقفيل الجرح
ظلت تتابعه الى ان انهى عمله ثم نظر إليها بقلق
- انتي كويسه
ابتلعت ريقها بصعوبه وتحدثت بصدق
- أشعر بالحزن من اجل عائلته
تفهم موقفها ونظر الى احدي الممرضات
- هتفضلي مداوبه معاه داخل العنايه يا كامله
هزت كامله رأسها بالايجاب : حاضر يا دكتور
تنهد بضيق وهو ينظر إليها واشار بيده : ايسل خلاص العمليه انتهت والحمد لله مرت بسلام وان شاء الله رامي بتقبل القلب ومايحصلش اى مضاعفات
تحدثت باصرار : يجب أن يتقبله جسده ، فيكفى الحزن الساكن بقلوب عائله المانح
غادرت غرفه العمليات تبحث عن عائله الشاب فلم تجد احد منهم ، كان اسر خلفها وعلم من احدى الممرضات بانهم استلمه جثمانه وغادرو المشفى على الفور ، بعد اذن تصريح الدفن ..
حدثها بحزن : ايسل اهل نور اخدوه عشان الدفن ، اكرام الميت دفنه
- بهذه السرعه
هز راسه باسى : العمليه استمرت خمس ساعات
هوت قدمها وهى تجلس بالمقعد فلم تكترث بمرور الوقت
جلس جانبها وهو يتحدث بلين ليخفف عنها :المفروض ماتزعليش ان قدرنا ننقذ شاب زيه من الموت ، عارفه رامي حالته بالشكل ده تقريبا داخل فى الشهر وهو عايش بس على الاجهزه وكان مستني أي مانح يتوافق معاه ، وربنا اراد ان نور يكون سبب فى حياه غيره .
- اعلم
- ممكن تقومي معايا اعرفك على صحابنا الدكاتره عشان ماتحسيش انك وحيده هنا
نهضت من مجلسها لتسير جانبه الى غرفه المساعدين .
دلف أولا ونظر لها بابتسامه
- اتفضلي واقفه ليه
دلفت خلفه تنظر لداخل الغرفه وهى تبتسم بود
نهض باسل من مجلسه وتقدم إليها وهو يغمز لها ويصافحها
- باسل يا قمر
وكزته وسيله بحده برسغه جعله يتاوه
- اه مش تحاسبي يا سيلا قلبي انتي
لوت ثغرها بضجر : لم نفس
همس لها برقه : يابت انتي القلب والعشق وربنا بس خفى ايدك عني شويا
نظرت له بضيق : تعالى كده على جنب ، ووقفت تنظر لايسل وهى تبتسم لها بحب
- أنا وسيله وممكن تقوليلى سيلا بس دكتوره نساء وتواليد
عاد باسل يتحدث : وأنا مساعد جراحه عامه بردو
ابتسمت لهم وهى تتحدث برقه : وأنا ايسل مساعده دكتور هانري ومصريه
نظر لها باسل بدهشه : بجد مصريه
- اجل
ضحك بقوه على حديثها ولكن تدخل اسر : باسل ، ايسل هنا زميله ولازم نحترمها فاهم وكمان هى عاشت واتربت فى فرنسا وعشان كده لازم تحاسب على كلامك وتصرفاتك معاها ، وبلاش تتريق على طريقه كلامها
ابتلع ريقه بتوتر : ماكنش قصدي حاجه يا اسر
سيلا بابتسامه : ولا يهمك أنا هعلمك تتكلمي احسن مننا كمان ومن دلوقتي اعتبريني اختك ، صحبتك أي حاجه
ابتسمت لها بحب وشكرتها
سيلا بجديه : باسل يبقى خطيبي وابن خالتي وقدرنا واحد
باسل بضحكه : قصدها تقولك انها قدري هههه
دلف عاصي لداخل واستمع لصوت ضحكتهم ، جف حلق الجميع وتلاشت ابتسامتهم
رمق ايسل بلا مبالاه ونظر لباسل بجديه
- جهز نفسك عندنا عمليه
غادر الغرفه ولحق به باسل على الفور ، نظرت ايسل لهم بتسأل
- لما هذه المعامله القاسيه
سيلا : لا هو دكتور عاصي جاد اوى وماعندوش تهاون فى شغله ، مش قاسي ، مش انتي هتقعدي معانا فترة بردو ، أكيد هتتعرفي عليه
سحبت شهيق ثم زفرته بهدوء وودعتهم لتبدل ثيابها ثم تغادر المشفى فهي بحاجه الى راحه
اسر بجديه : تحبي استناكي واوصلك
- ثانكس ولكن ابن عمي سوف ياتي ويصطحبني الى المنزل
هز راسه بتفهم وتوجهت هي لغرفه تبديل ثياب المشفى وارتداء ملابسها ومهاتفه معتز لكي ياتي كما أخبرها عندما تنتهى من عملها تهاتفه لكي ياتي إليها ..
"""""""
كان شاردا بما سمعه من صديقه بعدما هاتفه وطلب منه مساعدته من اجل العثور على تلك الفتاه ولكن صدم من رد صديقه عندما أخبرها انها هى الفتاه نفسها التى كانت بالقسم متهمه بالسرقه ووالدها اخبرهم انها مريضه .
زفرا انفاسه بضيق
-معقول تكون فعلا مريضه ، بس سرقه عرببه مش حاجه بسيطه ، طب والعمل يا معتز هتتصرف ازاى
، استنى لما اشوف شريف هيوصل لاي معلومه توصلني ليها
صدع رنين هاتفه ، اجاب على الفور كان يظن انه صديقه ولكن أستمع لصوتها الرقيق وهى تتحدث بلغتها المميزه
- مرحبا معتز ، لقد أنهيت عملي بالمشفى ، هل تستطيع ان تاتى لكي تقلني الى المنزل فلم استطيع الذهاب وحدي
اطلق ضحكته الخافته وهو يهمس : كنت ناسيكي خالص
- لم اسمعك ماذا تقول
نهض من مقعده والتقط مفاتيح سيارته وهو يخبرها بقدومه
- أنا جاي جاي ماتقلقيش يا ايسل ،سلام دلوقتي
قاد سيارته وانطلق الى حيث المشفى فقد نسى امرها تماما وانشغل بتلك الفتاه الغامضه .
"""""""""""""
مر بضع ساعات وهى تتجول مع الفوج الروسي بعده أماكن داخل القاهره ، فهم اصرو ان يذهبوا الى خان الخليلي والحسين قبل ان يسافروا الى اسوان وهى من تولت أمر الارشاد ، وكانت اعينه تتابعها بدقه وتمعن ، الى ان حل المساء وعادو جميعا الى الفندق ، ودعتهم بلباقه واخبرتهم بموعد الطائره فى صباح الغد الساعه العاشره .
سارت بخطوات ثابته لتتحدث معه بجديه : أنا كده أنهيت عملي ، اقدر اروح
تعمدت عدم نطق اسمه ، كما هو يفعل معها ويتعامل معها بتجاهل كما انها نكره ولم تفهم شخص مثله لماذا يتعامل معها بحده وهو شاب ناجح بعمله يمتلك شركه سياحيه ومن تخصص عمله ان يتعامل مع الجنس الآخر برفق ومجامله .
تطلع إليها بصمت وهو يضع يده داخل جيب بنطاله وتحدث وهو يغادر المكان
- تقدري تروحي وماتنسيش معاد السفر بكره
نظرت لطيفه الذي رحل عنها بضيق وركلت بقدمها الأرض : قليل الذوق ولا جينتل مان ولا ليه علاقة بالتعامل مع الجنس الناعم ، بارد
"""""""
بعد مرور ساعه كان يصف سيارته امام الفيلا وينظر الى ابنه عمه بابتسامه
- عملتى ايه فى المستشفى ، اتعرفتي على حد
- كان يوم شاق للغايه ولكن حظيت على اصدقاء جدد
ترجلت من السياره وهو أيضا
اتاه الاتصال الذي ينتظره
- ايسل ادخلي وأنا هرد على الفون ده واحصلك
هزت رأسها ثم دلفت لداخل الفيلا لتتقابل مع عمها
- مرحبا عمي
ابتسم بحب : حبيبه عمو ، معتز وصلك
- اجل ولديه مكالمه هاتفيه بالخارج
- طب ياقلبي تعالى عشان نتعشا ، ديما بتحضر العشا
اقتربت منه تقبل وجنته : ليس الان لابد وأن استحم اثر التخدير العالق بملابسي
- تمام هنتظرك
صعدت الدرج الى حيث غرفه رؤى ودلفت لداخل المرحاض لتنعش جسدها وتبدل ملابسها .
""""""
اما عن معتز فكان يتحدث بجديه
- لا يا شريف مش مقدم بلاغ بسرقه العربيه ، أنا هحل المشكله دي وبعدين بقولك ابوها صديق ابويا ماينفعش ، تمام تشكر يا صاحبي ، تعبتك معايا
ماتشغلش بالك مدام جبتلي خط سيرها خلاص هتصرف أنا
ماشي يا حبيبي ، مع السلامه
عندما أغلق الهاتف وجد من يضع يده اعلى كتفه
انتفض معتز ونظر خلفه
- ماجد هو انت نشفت دمي يا اخي
هز راسه باسى :واقف هنا بتعمل ايه
نظر معتز لهاتفه : كان معايا فون ، بلا بينا ندخل
سار سويا لداخل الفيلا
معتز بابتسامه : مسا مسا يا بوب
ابتسم زيدان لابنه ونظر بحده لماجد : بنت عمك وصلت لم تشوفها ترحب بيها
اخرج تنهيده قويه : حاضر ، ممكن اطلع اغير هدومي
أتت ديما وهى تنظر لابنائها بحب : كويس اوي انكم جيتو ، عشان العشا جاهز يلا
اقترب ماجد بهدوء ، قبل رأسها : أنا جعان جدا ، هغير بس هدومي وانزل حالا
سار زيدان الى حيث مائده الطعام ومعتز خلفه
- أنا بقى جعان ومش مغير هاكل الاول
ربتت والدته على ظهره بحنان : بالهنا والشفا يا حبيبي
نظر له زيدان بجديه : اصبر شويا لم اخواتك ينزلو ، قولي بقى وصلت بنت عمك المستشفى
التقط معتز الشوكه وهو يغرزها داخل قطعه لحم ليلتهمها بجوع ويقضمها داخل فمه ثم حدث والده
- ايوه وصلتها ورجعتها كمان وقالتلى اتعرفت على اصدقاء جديده ، اى اوامر تانيه يا بوب
زيدان بقلق : عايزك تخلي بالك منها ومعلش حاول تفضي نفسك لم تحتاجلك تلاقيك
معتز بجديه : اطمن يا بابا مش هتاخر عليها هى زي رؤى بالظبط وعارف انها غريبه ومش عارفه حاجه فى البلد ومستعد أكون السواق الخصوصي والمرشد بتاعها كمان
شعر زيدان بالارتياح ونظر لقدومها هى وابنته
جلست رؤى بجانب معتز : ميزو حبيبي واحشتني
معتز باستنكار ' لا يابت على أساس بقالنا سنه ماشوفناش بعض
نظرت للواقفه امامهم بصمت : ايه يا ايسو ماتقعدي يا بنتي واقفه ليه
نظرت للمقاعد الشاغره : اين اجلس لا اريد ان اخذ مقعد احد
زيدان بابتسامه حانيه : اقعدي يا قلبي فى المكان اللى يعجبك
أتت ديما فى ذلك الوقت واجلستها بجانب عمها : اقعدي هنا يا حبيبتي ده مكاني جنب عمك بس هسمحلك بيه
رؤي بغمزه : ايوه يا عم ده مكان الست الوالده كان ممنوع حد يقرب منه
هزت رأسها بالنفي : لا لا سوف اجلس بمقعد اخر ، نظرت الى ديما بجديه
- لن تسمحي لاحد باخذ مكانتك
جلست بجانب رؤي
شعر زيدان بواقع كلماتها بان شقيقه كان محق بعدم زواجه ، كان يريد جلب لها والده تعاملها كابنتها ولكن لم يجد زوجه تصلح بان تكون والدتها ، لذلك زواج شقيقه لا يستمر كثيرا ، فحقا تزوج عده مرات ولكن كان الزواج دائم الفشل فلا احد كان يعاملها بحب كابنته ..
فاق زيدان من شروده على قدوم ماجد
تنحنح ماجد وهو ينظر لهم : مساء الخير
نهضت من اعلى مقعدها وسارت اتجاه وهى تبتسم بحب وتتفوه باسمه
- إذا انت شقيقي الاكبر ماجد
عانقته بفرحه : سررت بلقاءك
تسمر مكانه ولم يبادلها العناق ، ابتعد عنها بفتور وهو يهز راسه بخفه : نورتي
همست رؤى بأذن معتز : انقذ الموقف قبل ما ابيه يطين الدنيا
تحدث معتز بمرح : يلا يا جدعان الاكل بقى ، تعالي يا ايسل دوقي كده الاكل المصري بتكاته وحركاته وشوفي ماما بتعرف تطبخ ولا بتخمنا
ابتسمت له وعادت تجلس مكانها ، وجلس ماجد بمقعده وبدء الجميع فى تناول الطعام ، وظلت رؤى ومعتز يتبادلون النكات ليجعلو ايسل تبتسم ، بعدما توتر الجو بينهم بسبب فتور ماجد بالتعامل معها ..
كظم زيدان غضبه بسبب فعله ابنه ولم يكلف خاطره بالحديث ولو بالقليل معها ، فلم يتعامل من الأساس وكانها ليست بالمكان .
انهت الطعام واستاذنتهم لكي تصعد لغرفتها لكي تنام ، فلديها عمل بالمشفى فى الصباح
ولحقت بها رؤى أيضا .
اما ماجد كان يهم بصعود الدرج ولكن استوقفه صوت والده القوي
- ماجد
دار ماجد وجهه فى مقابله والده ، تحدث زيدان بغضب
- انت ايه مشكلتك مع بنت عمك ممكن افهم ايه اللى انت عملته ده
تحدث ببرود : عملت ايه العادي ، انا مش شايف ان اتصرفت اى تصرف غلط
هى لازم تتعامل معايا فى حدود ، وبلاش الاحضان دي احنا مش فى فرنسا هنا وكمان مش اخوات عشان اول لم اشوفها اخدها فى حضني
نظر الى زوجته : ارد عليه اقول ايه والنبي ، أنا اعصابي تعبت ، ردي انتي
معتز بتدخل : أنا هتكلم مع ماجد يا بابا بس ارجوك حضرتك تهدى مش كده
لحق معتز بشقيقه وطرق باب غرفته ثم دلف لداخل ، وجده ممدد بجسده اعلى الفراش وينظر لسقف الغرفه ، تقدم معتز وجلس بجانبه اعلى الفراش وتحدث بجديه
- ماجد ، ايسل تبقى بنت عمنا وزى رؤى ، فيها ايه لم تتعامل معاها زى اختك ايه المشكله فيها
نظر اليه بحده : يعنى ايه انت كمان
معتز بحزن : ايسل وحيده مالهاش حد غيرنا ، وكمان غريبه عن البلد ماتعرفش حاجه واحنا ليه نتعامل معاها بحده ولا نبعد عنها وهى محتاجه لينا ،. بص ليها على أساس انها اختك زيها زي رؤى واجبنا نخاف عليها ونقف جنبها ونحميها ، دي طيبه جدا ورقيقه ماتعرفش خبث بتتعامل بطيبه ومن قلبها
تعرف انها مساعد جراح ومتخصصه كمان فى الجراحه العامه ورغم انها مش اول مره تدخل العمليات لكن بتقولي انها اتهزت من جوه انهارده بسبب حاله صعبه .
تحدث باستنكار : لم هى رقيقه ومش هتتحمل شغلها داخل اوضه العمليات كانت بتتخصص جراحه ليه ، هى البنات كلهم تافهين ومش بيتحملو اى مسوليه ، اهى ارواح ناس متعلقه بايدها تقدر تقولي هتنقذهم ازاى مادام مشاعرها هى اللى بتحركها ، تبقي دكتوره فاشله وماتستحقش تدخل اوضه العمليات ولا تمسك مشرط ،حياه الناس مش لعبه تتحكم فيها .
فتح فاه بصدمه مندهش لحديث شقيقه : هو ده اللى انت فهمته ، أنا بقولك انها حساسه بتحس بالم الناس ، وانت تقولي عديمه المسئوليه وفاشله ومش عارف ايه ، لا أنا اروح انام احسن ما اتعقد منك ، تصبح على خير ..
"""""""
توجه معتز الى غرفته ودلف لداخل الشرفه وجد نفسه يتذكر ملامح وجهها وابتسامتها الرقيقه ، ابتسم رغما عنه وهى يتطلع للسماء وجد نفسه يردد اسمها "سماء"
- اسمك لواحده حكايه ، بس هعرفها يا سمائي ...
""""""""
عاد عاصي بوقت متأخر من الليل وجد شقيقته فى انتظاره
- حمد لله على سلامتك يا دكتور
نظر لشقيقته بدهشه : - حياه انتى ايه مصحيكي لحد دلوقتي
اقتربت منه وهى تبتسم بسعاده : مستنياك كنت عايزه اقولك ان اول يوم شغل ليه انهارده فى شركه السياحه
عاصي بابتسامه : بجد ، ألف مبروك يا حبيبتي
- ولسه فى كمان مفاجاه ، عندي سفر اسوان بكره مع فوج روسي وهنقعد ٣ ايام
- ايه تسافري
حياه بابتسامه : أكيد طبعا يا حبيبي ، انت ناسي اختك مرشده سياحيه ولا ايه يعنى هسافر اماكن كتير
عاصي بقلق : وبابا وماما موافقين
حياه بحزن : الله فى ايه يا عاصي ، مش شغلي وده مستقبلي
تنهد بضيق واقترب منها يرفع وجهها بيده وينظر لعيناها بخوف
- بقلق عليكي يا حياتي ، وبخاف عليكي اكتر من نفسي ، لم تقوليلى هتسافري وكمان تغيبي كام يوم ، هيكون صعب عليا طبعا ، فى حد يكون عنده اخت زى القمر زيك كده ومايخفش عليها بردو
ارتمت باحضان شقيقها ، وشدد هو فى ضمها لصدره بقوه
- ربنا يخليك ليا يا احن واجدع أخ فى الدنيا
قبل جبينها وهو مازال محتضنها : ويخليكي ليا يا ارق واطيب اخت وصاحبه ليا
ابتعدت عنه ونظرت له بجديه : قولي بقى اجبلك ايه معايا من اسوان
وضع يده اعلى كتفها وهو يسير وهى جانبه
- مش مطلوب منك غير تتصلي بيه تطمنيني عنك وتخلى بالك من نفسك وبس
رفعت كفها تضعها بجانب وجهها وهى تؤدي تعظيم سلام
- تمام يا افندم ، اى اوامر تانيه
قرص وجنتها بخفه عندما وصل لغرفته ونظر إليها : لا ياقلبي روحي نامي وسبيني أنا كمان انام عندى عمليه بدري
- تصبح على اجمل وارق ابتسامه ،ثم طبعت قبله اعلى وجنته وتوجهت الى غرفتها لكى تذهب هى الاخرى فى النوم ..
""""""""
داخل فيلا زيدان الراسي وبالتحديد بغرفه رؤى .
قبل ان تذهب للنوم تحدثت بوالدها أولا لتخبره عن سعادتها وهى وسط عائلتها وعن ما مر بيومها ، واطمئنت على صحته ثم اغلقت الهاتف ، لتجد رؤى تنهض من الفراش وتنظر لها بابتسامتها الرقيقه
- علاقتك بعمو حلوه اوى
ابتسمت ايسل ودثرت نفسها بجانبها اعلى الفراش
- لا امتلك غير وجوده جانبي ، فهو اغلى ما في حياتي
- ربنا يخليكم لبعض ، عارفه أنا علاقتي ببابا كويسه بردو بس مش بحكيلو كل حاجه ، بس بحكي لماما اى حاجه مابخبيش عنها أي شيء
ايسل بجديه : حدثيني عن نفسك
سحبت شهيق ثم زفرته بهدوء وهى تنظر لها بجديه
- بس كده ده أنا هصدعك وهحكيلك تاريخ حياتي ، اسمعي بقى
نظرت لها ايسل باهتمام
- أنا رؤى بنوته كيوت وطيوبه وكمان حبوبه ، لسه بدرس فى هندسة تطبيقيه اخر سنه وعمري 21 سنه ، عندي هدف ونفسي احققه ، أنا ف قسم جرافيك ، وعايزه لم أتخرج أعمل شركه بقى لتصميم الجرافيك والديزين هو ده حلمي
ايسل بابتسامه : سوف تصبحين موهوبه ومصممه محترفه يوما ما ،ثقي بكلامي
داد دائما يقول لي ضعى هدفك امام اعينيكِ وسير فى طريقك اتجاه هذا الحلم لتحصلي علي بالنهاية ،اذا وثقتي بحلمك فلن يصبح سراب ، سوف تحظى به .
شعرت رؤى بالسعاده من وجود ابنه عمها جانبها وتدعمها ، و بعد عده احاديث من رؤى وهى تخبرها كيف تتحدث مثلها ، الى ان شعر كليهما بالتعب وذهبو فى ثبات . ..."""""""""
عندما ترك غرفه شقيقه توجه الى غرفته ولكن لم يستطيع منع نفسه من التفكير بتلك الساحره التى جعلته فى حيره وهو يتذكر ملامح وجهها الرقيق ،ويهز راسه باسي على حالتها فهي فتاه فاتنه لم تفعل كل هذا
تذكر وجهها المستدير الذي يشع كالثلج وعيناها الزرقاء التى اخترقت حصونه عندما نزعت نظارتها السوداء التى كانت تحجب رؤيه بحور عيناها ، حفر ملامحها بقلبه ولم تتركه يستريح .
تنهد بضيق وهو ينظر لساعه يده ، عندما واجدها الواحده صباحا شعر باليأس ولكن اراد ان يتاكد من كونها مازالت بالمكان الذي أخبره به صديقه ولذلك غادر الفيلا على عجاله وهو يقود سيارته لينطلق الى حيث وجهته ..
"""""""
في ذلك الوقت كانت تشعر بالملل فقد تركوها وحدها بعدما اثبتت لهم انها فازت بالتحدي ومازلت السياره بحوذتها تنتظر بين الحين والاخر قدوم الشرطه لإلقاء القبض عليها كما تظن ، تريد أن تكسر والدها بافعالها الطائشه ولا تعلم بانها تاذى نفسها قبل والدها ..
بعدما شعرت باليأس قررت ان تستقل السياره وتعود الى الفيلا ولكن استوقفها قدوم سياره تاتى باتجاهها ، جعلتها تنظر لصاحب تلك السياره باهتمام ، ولكن عندما ترجلا منها صاحبها وحدقت النظر فرغت فاها بصدمه
- غدير
ترجل من سيارته وسار بخطوات غير متزنه فقد كان ثمل وترك باقى اصدقائه بالملهى ليعود إليها
اقترب منها بوقاحه وهو يصوب انظاره تفترس جسدها واخرج لعابه يحركه اعلى شفاه ومازال يقترب منها ، ابتعدت عنه بخوف من هيئته الثمله ، فقد كان يريد ان يقترب منها بجراءه وهى تعلم انه ليس بوعيه
جذبها بقوه لتقع باحضانه وهو محاوط خصرها بتملك ويقترب منها بانفاسه اللاهثه ويريد تقبيلها
ابعدته عنها بقوه وهى تدفع جسده ليترنح للخلف ثم ابتعدت عنه لتستقل سيارتها
- انت أكيد مش فى واعيك ، أنا لازم امشي من هنا
كانت تهم لتستقل السياره ولكن عاد إليها بشراسه وهو يدفعها بالعنف ليصطدم جسدها بالمقعد وهو ينوي الفتك بها ، ظلت تصرخ به وتبعده عنها وهى تركله بقدميها
- أبعد عني يا حيوان ، انت فاكرني ايه
غدير باصرار على التقرب وهو يعنفها : يعني هتكوني ايه مزه ورخيصه زى غيرك ، مش انتي عايزه تكسري ابوكي ، سبيلي نفسك بس وأنا هكسرهولك
ارتجف جسدها اسفل قبضته القويه وانسابت دموعها ومازالت تقاومه وتصرخ بوجه
وفجاه وجدته ابتعد عنها لتتنفس بارتياح وهي ترا شخص اخر يحاول تسديد له بعض اللكمات ليبرحه ضربا ويظل طريح اعلى الرمال
ونظر إليها الشاب بقلق : انتي كويسه ، عملك حاجه الحيوان ده ؟؟
ظل جسدها يرتجف ولن تسطيع التفوه بكلمه ، استقل جانبها السياره وهو يزفر انفاسه بصعوبه بعد تلك المشاجره وبدء فى قياده سيارتها لكي يبتعد عن تلك المكان الخاوي من البشر ، اوصلها الى حيث فيلا والدها فهو يعلم بعنوانها ونظر لها بحزن
- اتفضلي انزلي ، وخلي بالك من نفسك وبلاش تصرفاتك المتهوره دي بعد كده
ورفع مفاتيح السياره امام وجهها : وافتكر العربيه دي ماتخصكيش في حاجه ولا ايه
نظرت له بعينان تذفر الدموع وتشهق بقوه ، شعر بالاسف وحاول مشاكستها
- هى السماء بتمطر ولا ايه ، بلاش عيونك الحلوه دي تبكي
ترجلت من السياره ومازالت تحت تاثير الصدمه
نطق اسمها بهمس : سماء نسيت اعرفك باسمي ، معتز زيدان
وجدها تدلف ركضا لداخل فيلتها وبعدما تاكد من اختفائها ، عاد محرك السياره لينطلق فى طريقه هو يشكر القدر الذي ساقه إليها فى هذا الوقت ....""""
أنت تقرأ
رايات العشق
Romanceقريبا 💕📖 رواية رايات العشق بقلم فاطمة الالفى المقدمه .. فرقتنا الحياة منذ الصغر، ولكن جمعتنا الأقدار مرة أخرى لتتوحد القلوب . التقينا صدفة؛ فتغيرت حياتنا منذ أول لقاء جمعنا سويا . تلك هي الشرارة التي أوقدت أرواحنا لنحيا من جديد . منذ أن التقينا و...