الفصل الثالث والعشرون "
***كانت مستمعه وهى تبعث باناملها الرمال لتخرج القواقع الملونه وتضعهم داخل كفها لتنظر لهم باعجاب ، الى ان اتاها صوته المالوف عليها وهو يقف خلفها ويقول بنبره جاده
- أنا آسف
التفتت لذلك الشخص لتجده يتقدم بخطوات واثقه ويجلس جانبها بهدوء ، ثم تطلع إليها ليكمل حديثه
-انا عارف ان اعتذاري متأخر ، كان لازم اعتذر لك من اول لم شوفتك فى القاهره ، بس ما جتش فرصه ، رغم ان حاولت بس كنتي دايما بتبعدي
نظرت له باستغراب وهى تتفوه : حاولت .!
اومأ براسه : ايوه حاولت اتكلم معاكي اكتر من مره بس ماكنتيش بتديني فرصه
عادت تنظر لتلك القواقع الصغيره داخل كفها الرقيق : جايز
ابتسم على تلك الفعله ولكن عاد يتحدث معها برفق
- يعني قبلتي اعتذاري
حدقت بفيروزيتها داخل عينيه تبحث بهم عن اجابه
- اعتذارك عن أي شيء؟
ظلت عيناه تعانق عينيها التى انتشلته من بؤره جموده وجعلته يتخلي عن صرامته وقلبه الان هو الذي يقوده- أنا آسف على اللى حصل مني فى غرفه العمليات ، وقتها كنت مضغوط جدا بسبب موقف ضايقني ، آسف كمان مره ان اتعصبت وانفعلت عليكي وطردك وانتي مالكيش ذنب فى رد فعلي ده
- إذا كان وضعك لا يسمح لاجراء عمليه بهذه الضغوط لا تفعل لكي لا تصيب المريض باذي ، فما ذنب المريض بحاله الطبيب الذي قدم روحه بين يديهشعر بالخجل فهي محقه ولكن لايريد اخبارها السبب الحقيقي وراء انفعاله ، يحب شهيقا عميقا ثم زفره بهدوء وتحدث بثبات
- معاكي حق ، مشاكلنا واى حاجه شخصيه نتخلى عنها قبل ما ندخل غرفه العمليات عشان حياه المريض فعلا ، بس عايز اعرف قبلتي اعتذراي
هزت رأسها بالايجاب : سوف اقبله إذا وعدتني بانه خطأ لن يتكرر داخل العمليات ثانيا
ابتسم بحب من اجلها فهي تمتلك قلب رقيق ، بريء : اوعدك الخطأ ده مش هيتكرر تاني وهتحكم فى اعصابي اكتر من كده ، حلو كده
شرد بابتسامته وتذكرت عندما كانت تقف بمكتبه تتسأل لما يكرهها وماذا فعلت من اجل تلك المعامله ، عبث وجهها عندما تذكرت كلماته والحديث الذي دار بينهم ولذلك شعرت بجرح لكرامتها فاخبرتها بانها تكرهه هو الاخر .
فاقت من شرودها على صوته القوي وهو يتسأل بقلق
- ايسل انتي كويسه ؟ حاسه بالم ؟
هزت رأسها نافيا وتحمالت على كفيها لتنهض من جلستها اعلى الرمال والتقطت الكوتشي بين يديها وسارت بإتجاه الكامب ولم تتفوه بكلمه .
جحظت عيناه وهو يتابع اختفاءها : مالها ايه اللى حصلها فجاه كده ، ممكن يكون الجرح بيألمها ، نهض هو الاخر والتقط القواقع التى تركتهم ايسل بين راحه يده ، دقق النظر اليهم وارتسمت ابتسامته اعلى شفتيه وهو يدسهم داخل جيب سترته .."''''""'
عندما وصلت الى كامب وجدت شقيقها الأصغر شارد الذهن ويتطلع للفراغ ، تقدمت اليه بخطوات متبطئ من اثر ألم ساقها التى تشعر به يزداد كلما ضغطت على قدمها .
- علي
نظر إليها على الفور ونهض من مجلسه يمسك بيدها ليساعدها على الجلوس
- تعالى يا ايسل ، اقعدي عشان رجلك
جلست جانبه وهى تتطلع اليه بقلق عندما قرأت الحزن والضيق مرسوم على صفيحه وجهه
- انت مضايق من حاجه صح علي
تهرب من نظراتها : انتي كويسه
- لا علي ، لا تغير الحديث ، ماذا بك يا صغيري ؟
ابتسم لها بحنان : أنا مش صغير يا ايسل أنا راجل ويعتمد عليه كمان ومابخدش أي قرار الا لو كنت واثق فيه وعارف ايه النتايج المتربته على اى خطوه بخطيها
- لا اقصد صغير كطفل ولكن انت شقيقي الصغير واعلم بانك تخفي شئ ، الا تستطيع التحدث عما تشعر به لشقيقتك
تنهد بضيق : تقدري تقولي شدين مع بعض أنا وعمر ، ولم بنزعل من بعض مابحسش بطعم اي حاجه ، مابعرفش أفرح من قلبي غير هو جنبي ، احنا روح واحده بس فى جسدين ، الفكر صحيح مختلف وكمان الشخصيه بس ماحدش يقدر يستغنى عن التاني عشان ببساطه هو بيكملني وأنا بكمله ، بس هو مستهرت ومش قادر يستوعب ان خايف عليه وبعمل كده لمصلحطه
- تمام ، ممكن اعرف بقى السبب عشان ماحدش يزعل من التاني هصالحكم
- ماينفعش يا ايسل ، اوعدك لو ماقدرتش الاقى حل للمشكله دي ، هطلب منك تدخلي وهقولك على السبب الرئيسي عشان هى تخص عمر ، ماتزعليش مني
مسدت على وجنته برفق وهى تبتسم له : مااقدرش ازعل منك يا علي
عانقته بحنان لتخفى تشتتها بسبب ذلك الطبيب الذي شتت تفكيرها وأصبحت لم تعد تفهم شيء بما حولها ..
"""""""
اما عمر فكان يشعر بالضيق بسبب مشاجرته مع شقيقه فهو عنيد للغايه ولم يقبل النصح من احد .
أتت ديجا تجلس امامه
- انت زعلت من كلامي معاك
- من فضلك حابب اقعد لوحدي
نهضت من امامه بضيق : على فكره بقى انت قليل الذوق وأنا غلطانه كنت جايه اطمن عليك عشان اتفقنا امبارح نكون اصدقاء
ضحك بسخريه : مافيش صداقه بين بنت وولد ، وكمان علي كلامه كله مظبوط وخافي على نفسك مني وياريت تبعدي عني وماتحاوليش تقربي مني تاني وده لمصلحتك ، عشان بعد كده ماتلوميش الا نفسك يا قمر
فرت من امامه بغضب بعدما استمعت لتلك الكلمات الجارحه من هذا الشاب المستهتر ..
أنت تقرأ
رايات العشق
Roman d'amourقريبا 💕📖 رواية رايات العشق بقلم فاطمة الالفى المقدمه .. فرقتنا الحياة منذ الصغر، ولكن جمعتنا الأقدار مرة أخرى لتتوحد القلوب . التقينا صدفة؛ فتغيرت حياتنا منذ أول لقاء جمعنا سويا . تلك هي الشرارة التي أوقدت أرواحنا لنحيا من جديد . منذ أن التقينا و...