معجزات الصلاه على النبي

طريقة حفظ الأحاديث النبوية

طريقة حفظ الأحاديث النبوية[1]

هناك كثيرٌ مِن أبناء المسلمين يريد حفظ الأحاديث النبوية، ولكنه يشكو مِن سوء الحفظ، أو ضيق الوقت، أو مِن أمور تشغَلُه عن الحفظ.

فمسألة الحفظ لا غنى عنها بالنسبة لطالب العلم، فلا علم إلا بحفظٍ، والطلابُ عمومًا منهم مَن يتميز بحافظة تُسعِفه؛ بحيث إذا أراد حفظ شيء سهُل عليه ذلك، ومنهم مَن لا يستطيع، ومنهم مَن هو بين ذلك.

فأحببتُ أن أَعرِض عليكم هذه الطريقة، وهي طريقه سهلة ويسيرة جدًّا، يمكن لأي شخص مهما كثُرَت مشاغله أن يستخدمها، وهي مُجرَّبَة ومفيدة، وسيجد النتيجةَ مرْضيةً بإذن الله؛ وهي كالآتي:

1- تكون البداية بالأسهل، فيبدأ بالأربعين النووية، ثم عمدة الأحكام، ثم بلوغ المرام...، ويتدرج هكذا حسبما يفتح الله عليه.

2- يجعل لنفسه وِرْدًا يوميًّا حسب طاقته، فيحفظ مثلًا خمسةَ أحاديث كلَّ يوم.

3- يجعل يوم الجمعة يومَ مراجعةٍ لِما تمَّ حفظه.

4- يستمع للأحاديث قبل أن يبدأَ في حفظها؛ حتى تُحفَظ بطريقة صحيحة، فيحاول قراءتها على شيخٍ، أو يأتي بأحد البرامج التي تقرأ فيها الأحاديث صوتًا، وما أكثرها في هذه الأيام! مثل التليفون، أو جهاز mp3 أو mp4.

5- يختار الوقت المناسب للقراءة، فيقرأ الأحاديث بعد صلاة الفجر عشر مرات على الأقل، وكلما زاد كان أفضل، وهذا الوقت أفضلُ وقت للحفظ؛ حيث يكون العقل نشيطًا جدًّا، ويكون خاليًا من الهموم والمتاعب التي قد تُصاحِبك خلال اليوم.

6- يتمُّ مراجعة الأحاديث التي تم حفظها بعد صلاة المغرب؛ حتى يتمَّ التثبيت، وهذا الوقت وقتٌ مبارك يعلم بذلك مَن جرَّبه.

7- لا تُرهِق نفسك كثيرًا، بل خُذْ قسطًا مِن الراحة كلما شعرت بالتعب، وجدِّد نشاطك وطاقتك؛ حتى تبقَى نشيطًا وتحفظ أسرع.

8- يُفضِّل أن تقرَأ شرح الأحاديث؛ حتى تفهمها ويسهل عليك حفظُها.

مثال توضيحي على الأربعين النووية:

♦ يوم الجمعة من الحديث 1 - 5.

♦ يوم السبت من الحديث 6 - 10.

♦ يوم الأحد من الحديث 11 - 15.

♦ يوم الاثنين من الحديث 16 - 20.

♦ يوم الثلاثاء من الحديث 21 - 25.

♦ يوم الأربعاء من الحديث 26 - 30.

♦ يوم الخميس من الحديث 35 - 42.

يوم الجمعة مراجعة على كل الأحاديث.

هذه هي الأربعون النووية، يتم حفظها خلال أسبوع بإذن الله تعالى.

بعد ذلك إن شاء الله نبدأ بنفس الطريقة في عمدة الأحكام، ثم البلوغ، أو المحرَّر، ثم يبدأ بالكتب الكبيرة المُسنَدة، بَدْءًا بالبخاري، ثم مسلم، ثم أبي داود، ثم الترمذي، ثم النسائي، ثم ابن ماجَهْ، ثم بعد ذلك إلى ما فوقها، وغيره من الكتب التي تريد حفظ أحاديثها.

[1] كتبه: د. محمد سيد شحاته، أستاذ الحديث وعلومه المشارك بجامعتي الأزهر والمجمعة - كلية التربية، بالزلفي.