«مِن أهم خطوات الخروج من دائرة الانتكاس؛ ألا تُبررَّه

14 1 0
                                    

«مِن أهم خطوات الخروج من دائرة الانتكاس؛ ألا تُبررَّه !

لا أمتلك الوسائل، لا أستطيع اقتناء الكُتب الورقية، لا توجد صحبة صالحة، لا تقام الدروس العلمية في مدينتي، الحفاظ على ورد المراجعة أصعب من الحفظ نفسه، الملهيات كثيرة، المشاغل لا تنتهي، المسؤليات فوق رأسي كالجبل، حزين، مسحور، بي عين، الاستمرار مُكِد، الثبات عزيز، ظهري يؤلمني، عيناي مرهقتان، انطبع أثر القلم على يدي من كثرة الكتابة، انفجر بركان ما !

هذا التبرير سيثبطك عن طلب الكمال، ويقعدك عن محاولات الانتشال، ويُمنيك كل يوم بأن الغد أفضل، لكنك تغفل عن حقيقة أن الأيام لا تكون أفضل أو أسوأ من تلقاء نفسها بل بأفعالنا فيها.

الأمر أشبه بسقوطك في حفرة وأنت متيقن أنك هالك لا محالة إن رضيت البقاء في قاعها، أفلا ترى نفسك تنظر هنا وهناك لعلك تجد حبلا ممدودا؟ أو تصرخ طالبا النجدة بأعلى صوتك؟ بل ستتسلق بأظفارك محاولا الخروج !

فإن لم تتكور على نفسك مستسلما في حفرة الأرض فلما تفعل في حفرة الفتور؟

إن الفتور ضرٌّ أصابك أفلا تدعو الله تضرعا وخفية، أم أنك أعجز من أن تدعو؟

تلك الوسائل التي تدعي فقدها اليوم أكانت يومًا موجودة؟ أمُكبًل أنت عن الانجاز بدونها؟ ألم ترى النماذج الناجحة من حولك وقد كانت بداياتهم أسوأ منك؟

للأسف، لعل تحسرك ضرب من الادعاء غير الصادق، فلو صدقت لرأيت نفسك تبذل في سبيل رفع هذه الحال عنك، فها أنت لا تستغل ساعة الفراغ، ولا تجهد جسدك، وتغلفك بالراحة، ولا تسعى لتحسين ظروفك، ولا لترتيب أمورك، ولا لايجاد البدائل، وتريد للأزهار أنت تنبت فوق أرضك وهي بور، وللعصافير أن تحلق في سمائك وهي غائمة !

فإن ذكروا طلب العلم أمامك تلَوتَ مقامات الحسرة وأشعار الندامة.

إن تربيع الأيدي أو وضع الرأس على الطاولة إنما يصلحان لتلميذ الابتدائية أمام معلمه، وليس لطالب علم جاد أمام بُعبع الانتكاس.

فكل انتكاسة مررت أو تمر بها فرّغها من الحجج وقم غيِّر ما تستطيع تغييره، دون احتقار لأبسط الخطوات، لأنها ستقود في النهاية إلى تغييرات عملاقة، ومن يرضى بالفشل كأنه فشل، ومن سعى للنجاح ناجحُ !»

#أبـ⭐️ـوٌ_أوٌيـ⭐️ـسـ⭐️ـ

معجزات الصلاه على النبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن