الفصل الاول

908 28 5
                                    


(( تيروريسموس ))

تطلعت حولها في ذلك المكان المظلم ، وكان أول شيء وقعت عيناها عليه هو باب يشبه باب غرفتها تمامًا ، فركضت فورًا نحوه ودخلت ، وإذا بها تتصلب بأرضها كالألية تنظر له وهو ملقي على الأرض والدماء تسيل من كل جزء في جسده ، فهمست باسمه في صدمة وقد تلألأت العبارات في عيناها ، وكادت أن تقترب منه لتلّمسه وتجلس بجواره لولا أنها لمحت بعيناها قتيلًا آخر ملقي بجواره و ملامحه غير واضحة ، فاقتربت منه لكي تستطيع التعرف عليه وإذا بها تصرخ في دهشة " بابا " ، وسرعان ما جثت على ركبتيها أمامه وهي تصرخ باكية وتحتضنه ومن ثم تبدأ الرؤية بالوضوح أكثر وترى باقية القتلى الذي كانوا من عائلتها وأحبائها ، فتقف على قدميها وهي تتلفت حولها في ذهول وتكاد تفقد ما تبقى من عقلها جراء هذا المنظر المريب ، ولحظات قصيرة وكانت تسمع صوت من خلفها يهمس باسمها ، صوتًا تعلمه جيدًا جعلها تلتفت فورًا وتهتف في أعين باكية " ماما " ، كانت عينان أمها تهيمان بالدموع أكثر منها وهي ترى نظرات ابنتها المذهولة من ما تراه أمامها وتتطلع لها بجهل لما يحدث وبكاء عنيف ، فاقتربت منها وعانقتها هامسة بالقرب من أذنها :
_ تيروريسموس

_ الفصل الأول _

إلى جماعات متفرقة انفصلوا عن بعض ، كل مجموعة في جهة ومنطقة مختلفة ، وجماعة انضموا لقائدهم ومجموعة انضموا لظابط آخر والباقية تفرقوا إلى جماعات .
كان يحمل بيده سلاحه أشبه ببندقية ويرتدي الملابس الخاصة بظباط الشرطة ، يتحرك بحرص وجميع العساكر من خلفه يسيرون عن نفس النهج ، يترصد لأي حركة مفاجأة من العدو ويجعل سلاحه جاهزًا دائمًا ومترصد لهذه المفاجأت . استمر سير القوات المسلحة على حذر تام وسكون حتى لا يجعلوا العدو يشعر بقدومهم ، حتى وقفوا أمام المكان المقصود وأشار إلى العساكر من خلفه بالوقوف والهجوم عند الإشارة وارسل بضع العساكر لكي يأمنوا المكان من كل جهة ، ثم نظر لهم ورفع يده في الهواء ويبدأ العد التنازلي من ثلاثة ثم أشار فورًا بالهجوم واقتحموا المكان، فإذا بهم يندهشوا بوجود شخص واحد وليس كما كانوا يتوقعون أنه مخبأ الجماعة بأكملها ، وكان ذلك الرجل يحاول الهرب وعندما رأى الشرجة تحاوطه من كل جهة وحتمًا ستقبض عليه وتجعله يعترف بمكان الباقية فأخرج سلاحه من بنطاله وأطلق النار على رأسه فورًا بدون تردد مما جعل الجميع يقف مذهولًا ، باستثناءه هو الذي كان متوقعًا ردة فعله هذه ، فوقف صامتًا ودمائه تغلي في عروقه حتى وصلت بقية الفرق ووصل أحد زملائه الذي كان يرافقه في المهمة ويتولي قيادة جماعة أخرى من العساكر ، فنظر حوله بصدمة هاتفًا :
_ فينهم ياتميم !!؟

مسح على شعره نزولًا إلى وجهه صارخًا في جنون :
_ واضح إن الإخبرية اللي جات غلط وده مش مخبأهم مفيش غير الحيوان ده وقتل نفسه قبل ما نمسكه

انتبه الجميع إلى صياح أحد العساكر وهو يقول :
_ في قنبلة هنا يا باشا وفاضل عليها دقيقتين

رواية تيروريسموس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن