الفصل الرابع عشر

105 8 1
                                    

(( تيروريسموس ))

_ الفصل الرابع عشر _

كانت قد رافعة نقابها غير منتبهة لوجوده بالمنزل مطلقًا ، وبتلقائية رفعت وجهها عن الأرض فتنصدم بوقوفه ، كان هو سيلتفت للجهة الأخرى عندما رأها من دون نقاب ولكن نزلت الصاعقة عليه عندما وقع نظره على وجهها أو على وجنتها اليسرى بالأخص ، ورأى الندبة التي تمتد من بداية وجنتها حتى ذقنها ، فأدركت هي الوضع فورًا وأشاحت بوجهها وأنزلت النقاب على وجهها وهي تحاول تمالك نفسها من هذا الموقف ، فقد رأى ما تخفيه عن الجميع منذ سنوات ، أما هو فظل متسمرًا بأرضه مذهولًا مما رآه ! ، كان متوقع أنها تخفي خلف هذا النقاب جمال ليس له مثيل وبالفعل فهي مثل الحورية كما لقبها ، ولكن لم يكن يظن قط أنها تخفي تشوه كهذا في هذا الوجه الملائكي الجميل ، وقد كانت تشبه أمها حقًا كثيرًا ! .
اقترب منها بترقب وهو يهمس بعدم استيعاب لما رآه للتو :
_ إيه اللي في وشك ده ؟!

أغمضت عيناها لتتحكم في انفعالها ولكنها لم تتمكن فقد تحولت لهذه الشخصية الوحشية من جديد الذي كانت في دومًا في أحلامه وقابلها بها أول مرة ، ثبتت نظرها في عيناه بعيناها الذي أغمق لونها بشدة وقالت بنظرة مميتة تحمل في داخلها التحذير  :
_ حاجة متخصكش والأفضل إنك متجربش تسألني عنه تاني ولا تحاول لإن وقتها هتلاقي زهرة القديمة رجعت تاني ، وياريت كمان تنسى إنك شوفته وتعمل نفسك كأنك مشوفتنيش نهائي ، أنا هنا عشان أساعدك وبس يعني احنا مشتركين في هدف واحد وهو إننا نخلص من عصام ، بالمعني الأصح احنا مش هنا عشان نتدخل في خصوصيات بعض ، ومنقدرش نحكي لبعض عن قصننا الحزينة فاهم ياتميم ومن رأي إن دي مواضيع ياريت كل واحد فينا يحتفظ بيها لنفسه أفضل ، اتمنى تكون فهمتني وتعمل زي ما بقولك عشان نكمل الكام يوم اللي هاخدهم معاك هنا في سلام ومن غير مشاكل

ثم رحلت وتركته متصلب بصدمة من تحولها المفاجئ وطريقتها القاسية التي اعتاد عليها بالفعل ، ولكنها توقفت والتفتت له مجددًا قائلة في نبرة قوية :
_ آه وياريت لما تدخل بعد كدا البيت تخبط إنت مبقتش قاعد وحدك خلاص

ثم عادت واستدارت لتدخل غرفتها وتغلق الباب بعنف تاركة إياه كما كان لا يتحرك ولا ينبت ببنت شفة حتى ، فقط الصدمة تتمكن منه !! .

                                  ***
أجابت على الهاتف بخجل وتلهف في نفس ذات اللحظة عندما  قرأت أسمه على شاشة الهاتف ، وكانت قد دخلت غرفتها وأغلقت الباب :
_ الو

اتاها صوته الهادئ التي اعتادت عليه في أول مقابلة لهم بعد الخطبة :
_ أيوة يا إسراء عاملة إيه ؟

تمتمت في خفوت وحياء :
_ الحمدلله بخير وإنت ؟

قال بنبرة عادية :
_ تمام ، أنا كنت ناوي أكلمك إمبارح بليل بس رجعت من الشغل متأخر وتعبان فنمت

رواية تيروريسموس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن