الفصل السابع عشر

102 10 1
                                    

((تيروريسموس ))

_ الفصل السابع عشر _

في صباح اليوم التالي ، كان داخل القسم ويسير في الردهة المؤدية لمكتب " سامي ".. متذكرًا تهديده المباشر له بالأمس بأنه إن لن تعود زهرة لعائلتها فسيخسر عمله للأبد ، تذكر كيف شعر حينها .. مشاعر متضاربة عصفت بداخله ، وكانت مزيج من الغضب والخوف من ابتعاد حوريته عنه ، وقلقه حول عمله الذي يقف على الحافة فكان لا يعرف ماذا يفعل سوى الموافقة المؤقتة على أمره له !!! .
وصل أمام باب المكتب وطرق الباب فسمح له بالدخول وفور رؤيته له غمغم بجفاء :
_ اتمنى تكون عملت اللي طلبته منك ، أما لو معملتش فتسلم سلاحك ياحضرة الظابط وتتفضل ، انا مسلمتكش مهمة زي دي عشان تخطف بنات الناس !

كور قبضة يده وضغط عليها بقوة محاولًا التماسك وعدم الانفعال ، وأجابه بهدوءه المتصنع :
_ أنا مخطفتش حد ياباشا !

هب ثائرًا وهو يضرب بقبضة يده على  سطح المكتب بصياحه الجهوري :
_ لا والله ، امال اللي عملته ده إيه فهمتنا كلنا إن عصام هو اللي خطف البنت ، وطلعت إنت في الآخر

لايزال محتفظًا بهدوء وهو يجيب :
_ أنا كنت عارف إنك مش هتوافق على حاجة زي كدا ، وإنت سلمتني المهمة وقولتلي اشتغل فيها وحدك وأعمل اللي عايزه المهم في الآخر الاقي عصام قدامي وأنا بالفعل بعمل كدا

صاح ساخرًا في استهزاء :
_ لا ماهو واضح الصراحة الشغل وواضح الجهد اللي بتبذله

بدأ يفقد جزء من هدوءه حيث قال بسخط :
_ ياباشا أنا وهي اتفقنا وهي جاية معايا برضاها يعني أنا مش غاصبها على حاجة ، وبعدين لو البنت دي رجعت تاني بيتها مش بعيد عصام يخطفها ويقتلها هي وأخوها وأبوها

_ أديك قولت أخوها وأبوها يعني هما موجودين ويقدروا يحموا بنتهم كويس أوي وأكتر منك ، وكان الأفضل إنك تنتبه لشغلك ياحضرة الظابط

فهم أنه لن يقتنع هكذا أبدًا فقرر اللعب على الأوتار بطريقته الماهرة في الإقناع حيث غمغم بجدية ونظرة شيطانية وذات مغزى تصنعها بمهارة :
_ ياسامي باشا أنا مش غبي لدرجة تخليني أعمل اتفاق زي ده مع بنت ومفيش أي مصلحة هتاجلينا من وراه ، أنا أساسًا معتبرها الطعم اللي من خلاله هقدر أمسك بيه عصام .. لإن عصام بيحبها وعايز يتجوزها وعايزها بأي طريقة فأكيد هيحاول يوصلها وسعتها هو هياجي لغاية عندي برجليه ، وده وضح من الهجوم اللي حصل عليا أنا وأنس في العربية .. دي كانت محاولة منهم إنهم يوصلوا ليها ، يعني احنا خلاص قربنا نقول Game over .. والبنت هترجع صدقني لأهلها زي الفل أنا بس بستفاد منها عشان نقدر نوصله بسرعة أكبر ، وموضوع إني أحميها ده مش فارق معايا أوي أنا كل اللي يهمني شغلي ومهمتي وعملت كل المسرحية دي عشان أقدر أوصل لعصام بسهولة

بالفعل استطاع اقناعه بطريقته وعندما رأى نظرته الشيطانية واللئيمة التي أكدت له بأن تلك الفتاة لن تشغله عن عمله ، ولكن لا مفر من عقاب عن إخفائه أمر كهذا عنه ، حيث رفع سبابته والوسطى مغمغمًا بنظرة قاتلة لا تحمل المزح وصوت مريب :
_ هوافق بس بشرط ، يومين بالظبط ياتميم  لو عصام مكنش قدامي مش هستنى سيادتك لما تاجي وتسلم سلاحك لا أنا اللي هسحبه منك ، واضح الكلام

رواية تيروريسموس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن