الفصل الحادي عشر

136 12 1
                                    

(( تيروريسموس ))

_ الفصل الحادي عشر _

فنهض العم ليقترب ويقف بجواره وعندما رآه تعرف عليه فورًا واقترب من أذن تميم هامسًا بصوت دقيق :
_ ده عمرو أخو زهرة !

ثبت تميم نظره على عمرو هذا بريبة من قدومه له ، ثم نظر إلى العم وأماء له برزانة طالبًا منه الرحيل الآن فأماء له بالموافقة وغادر ، أبعد تميم جسده الذي يسد الباب وتمتم بخشونة :
_ اتفضل

دخل عمرو متفحصًا المنزل بنظراته وتارة ينظر إلى تميم الذي يقف يثبات ونظرة مميتة تنجلي من عيناه السوداء ويضع قبضتي يديه في جيبي بنطاله ، ثم يعود ويتفحص المنزل من جديد مغمغمًا بهدوء حذر :
_ قبل كل حاجة طبعًا ، شكرًا على اللي عملته مع زهرة إمبارح !

التفت عمرو بجسده له ليطالع نظرات عيناه التي تطلق شرارات حمراء ، فقد ايقن أنه لم يأتي لهنا لكي يشكره ، وأكثر ما يبغضه هو المماطلة في الحديث فحك ذقنه الشبه نامية وتمتم بصلابة :
_ العفو على إيه ! ، بس معتقدش إن ده سبب جيتك ليا صح

تبسم عمرو بإعجاب لذكائه وقال بنبرة مازالت هادئة ولكن آمرة :
_ صح ، أنا جيت وعايزك تعتبرني زهرة وتفهمني كل حاجة وهجاوبك متقلقش ، وأولهم تعرفها من فين هي وأمي

ضحك تميم بخفة وقال باستهزاء :
_ وأنا المفروض أجاوبك وأقولك يعني !

_ بظبط المفروض تعمل كدا ، لمصلحتك طبعًا !

هنا تعالت ضحكته الرجولية عند آخر جملة قالها ، فليس معنى أنه أخيها سيسمح له بمحادثته بهذه الطريقة ، نعم فهو عندما يتحدث معها يسمح لها بأن تقول وتفعل ما تشاء دون أن يفقد زمام انفعالاته ؛ وهذا لإنها مختلفة عن جميع جنس النساء بالنسبة له بل عن البشر أكمله ! ، كما رأته فهو مع الكل حاد الطباع ومتوحش ولكن معها يصبح رجل آخر ، فحتى هو لا يعرف متى وكيف تمكنت منه تلك الساحرة اللعينة وجعلته هكذا .
اقترب ووقف أمامه متمتمًا بأعين مشتعلة ونبرة شرسة ومتوحشة :
_ عمرو مش كدا ؟ ، طيب بص ياعمرو أختك أنا لو كنت عايز أذيها كنت أذيتها من أول مرة شوفتها فيها ، ومش هي بس لا ده أنا كنت صفيت عيلتكم كلها ومخلتش فيها حد ، باختصار لإن ولا إنت ولا أتخن واحد في عيلتكم قدي ، ولو جاي تقولي متقربش منها تاني أنا أساسًا مش فاضيلها عشان أقعد أجري وراها وأشغل دماغي بيها ، يعني أطمن وقولها عشان تطمن إني لو شفتها بتموت قدامي في الشارع مش هقرب منها وهعمل نفسي مش شايفها ، بس قصاد ده مش عايز أشوفك تاني في بيتي أو في أي مكان لغاية ما أغور من هنا  لا إنت ولا أي حد من طرفكم ، وبذات هي

ضرب عمرو بيده على ذراعه بخفة متمتمًا بأعين متقدة وساخرة :
_ اتمنى إنك تعمل بكلامك ده وتكون قده لإني لو لمحتك قريب منها تاني هاخد روحك بإيدي

رمقه تميم شرزًا وهو يراه يغادر ويغلق الباب خلفه ، كان يضغط على قبضتي يديه بقوة ، وعينان تخرج إنذارات تحذر من القادم ، وظهرت عروق رقبته وهو يجز على أسنانه بأغتياظ ، فقد تحول وجهه إلى جمرة نيران ملتهبة ستحرق كل من يقترب منها ، كان البركان يعد العد التنازلي من ثلاثة لكي ينفجر وها هو انفجر حيث ركل بقدمه الطاولة المتوسطة فسقطت على الأرض ومعها سقط كل ما هو فوقها ليصدروا ضجيجًا قوي ، ولم يكتفى لإطفاء حريقه الضخم الذي يقضي على الأخضر واليابس بداخله ، فأمسك بزجاجة ماء الزجاجية وألقاها على الحائط بعنف لتتفتت إلى قطع صغيرة وتتناثر أجزائها على الأرض ، ولكن شعر بألم شديد يغزو جرحه من فرط عصبيته فأغمض عيناه لاعنًا كل شيء ثم جلس على الأريكة واضعًا رأسه بين كفيه ، فقد آثار أخيها عواصفه بتهديده المباشر له وقدومه له إلى المنزل وتحذيره من عدم اقترابه من شقيقته مجددًا وكأنه شابًا منحطًا يفعل الأفعايل بالفتيات ، ولكنه التمس له العذر في النهاية عندما تخيل نفسه بموضعه وكان هذا قد حدث مع شقيقته هو فقد كان ليفعل أكثر من هذا ، فحمَّل نفسه المسئولية كاملة وأنه هو من أوصل الأمور لهذه الدرجة ، هو المخطأ ! ، وسيكون رجل في كلمته وسيفعل كما قال له ، سيتجاهلها تمامًا ، ولكن هيهات فإن حاول تجاهلها في الواقع ونجح في هذا ، كيف سينجح من منعها عن زيارتها له في أحلامه ؟! .

رواية تيروريسموس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن