الفصل الخامس

176 10 1
                                    

(( تيروريسموس ))

_ الفصل الخامس _

اتاه صوت رجولي حاد يقول بلهجة قوية :
_ اللي بتدور عليها موجود في الوادي الجديد بمركز الخارجة بقرية ( ... )

هم بأن يجيب عليه بصوت مرعب ومندهش ولكن انقطع الخط فورًا ولم يدعه يقول أي شيء وكأنه مكلف بأخباره بمكانه فقط لا أكثر !! ، فأنزل الهاتف من على أذنيه في ذهول مما سمعه للتو ، وأصابته الشكوك في أن يكون هذا فخ نُصب له أو لهم بالأصح ، ولكنه ظل واقفًا لدقائق بصدمة يتذكر كلماته ويفكر بالأمر في عقلانية بدون تسرع .

على الجانب الآخر قد نهضت مريم مع زوجها لينفردوا بمكان لهم بمفردهم بعيدًا عن الباقية ، وجلس هو على أريكة صغيرة في مكان ما بعيد عن أعينهم نوعًا ما ، بينما هي فظلت واقفة تنظر لها بصمت امتزج بالحياء ، فرفع هو نظره لها وانتصب في جلسته هامسًا وهو يشير إلى جواره :
_ ماتقعدي يابنتي مالك متصنمة كدا !!

اخفضت نظرها أرضًا في استحياء وهمست بتوتر :
_ روح على آخر الكنبة طيب

نظر إلى المكان المتبقي لها وهو كان يشير لها بالجلوس عليه فوجده أنه مناسب لحجمها فتمتم مستنكرًا :
_ هو ده مش هيكفيكي ولا إيه ؟!!

_ لا مش هيفكيني يلا روح على الآخر

فهم أخيرًا ماذا تقصد ، فذلك المكان يسيعها ولكنها ستكون مقتربة وملتصقة به ، فابتسم لها بمكر وأفسح لها بنظرات شيطانية كما طلبت ، فرمقته هي بتردد من نظرته ثم جلست على مضض ، وهي تختلس إليه النظرات في خجل بسيط ، فتصنع هو انشغاله بأي شيء حتى يلهيها عنه وعندما نظرت إلى ما ينظر له شعرت به فورًا يخطف المسافة التي بينهم بقفزة واحدة ليلتصق بها وتعود المسافة كما كان يريدها من البداية ! ، فباغتته بنظرة نارية منها وهمست بتحذير :
_ ارجع مكانك ياشريف !

تجاهل ما قالته تمامًا وتمتم ببرود :
_ قوليلي صح قالك إيه تميم إمبارح بعد ما كلمته ؟

شعرت وكأن حبات العرق ستبدأ بالظهور على جبينها من قربه ، وعندما ذكَّرها بأخيها التفتت خلفها بسرعة تتأكد من عدم وجوده أو رؤيته لهم وقالت بارتباك واضح :
_ شريف بقولك أبعد قبل ما تميم يشوفنا

ابتسم لها ببرود مماثل لبرودها الذي كانت تستخدمه معه دومًا وتجعله يستشيط غيظًا منها ، وكأن الفرصة سنحت له ليأخذ ثأره منها ويذيقها من نفس الكأس ، اتسعت ابتسامته الخبيثة وهو يقول ببساطة :
_ طاب ما يشوفنا يعني اللي خلاني احضنك قدامه بعد كتب الكتاب مش هقعد جمبك دلوقتي

_ أديك قولت حضنتني قدامه ، لكن دلوقتي احنا مش قدامه !

لوى فمه بضيق بسيط والتفت خلفه يصيح مناديًا عليه فوضعت هي يدها على فمه بزعر قائلة :
_ بتعمل إيه ؟!

أبعد يدها عن فمه وهو يقول بانزعاج واضح :
_ بنادي عليه عشان ياجي يشوفنا ونبقى قدامه ، ولو حابة كمان نخليه يقعد وسطينا ، حلو كدا !!

رواية تيروريسموس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن