💙الفصل الرابع💙

95.8K 1.6K 147
                                    


بعد ان اوصلها الي بنايتها عاد الي بيته وهو يشعر بالتخبط
صعد بتمهل فوق الدرج و كان جبلا فوق كتفه و حينما وصل امام شقه امه وجد حاله يكمل الي الاعلي وهو يحمد الله ان الجميع مشغول في ترتيب المكان بعد مغادره الضيوف فلم يراه احد
وقف امام برج الحمام الذي يعشقه كثيرا ينظر اليه ليطمان علي حماماته الغاليه ثم سحب مقعدا بلاستيكي و جلس عليه يدخن سجائره بشراهه و هو يقول لحاله : مالك يا حسن ايه الي جرالك ...انت عمرك ما حسيت باللغبطه دي جواك ...طول عمرك عاقل و.......ظل يحادث نفسه لبعض الوقت ثم وجد حاله يخرج هاتفه و يتصل بها ...اغمض عينه بعدما شعر باللهفه تملأ صوتها فقال سريعا : انا جايلك دلوقت انزليلي في مدخل البيت .....و فقط اغلق هاتفه و قفذ سريعا من مقعده ثم هرول الي الاسفل و كان رياحا عاتيه هي من تحرك جسده دون اراده منه
دلف الي البنايه و اغلق بابها ورائه تزامنا مع هبوطها من فوق الدرج و هي تهرول ناحيته و تقول بقلق : مالك يا حسن فيك حاجه.....انهت اخر كلمه وهي تقف امامه تناظره بقلبا وجل ....تفحصت عيناه تلك البيجامه المهلكه التي ترتديها و التي كانت عباره عن بنطال ضيق يصل الي الركبه و الجزء العلوي عباره عن بدي ضيق بحمالات رفيعه و لكنها تضع فوقه وشاحا اما شعرها المموج حول وجهها كان له قصه اخري
ظلت صامته تنتظر ان يتحدث و لكنه فاجأها حينما سحبها معه ليتواري بها في مكانا مظلم حتي لا يراه احد
و قبل ان تفيق من صدمتها الاولي صدمها باخري اقوي حينما الصقها بالحائط و حشرها بينه و بين جسده ثم اسند جبينه فوق خاصتها و قال بتثاقل وهو ينظر داخل عيناها اللامعه بعشقه : انتي عايزه توصلي لايه يا ندي
لم تخجل و لم تكذب بل انتهزت الفرصه و قامت بمحاوطت وجهه بيدها و قالت بحروف تقطر عشقا : عايزه اوصل لقلبك يا حسن ...تعبت و انا بتمناك و احلم بيك لوحدي ...نفسي تحس بيا يا باشاااا
قرب فمه من ثغرها حد التلامس و قال بانفاس مضطربه : و انتي مش حاسه انك قلب الباشا يا ندي .....و فقط ....التهم ثغرها بقبله ....ناعمه......شغوفه .. 
متطلبه .....يصف من خلالها ما يشعر به و لا يستطع البوح لها ....و ما كان منها الا ان تحاوط عنقه بزراعيها و يدها تعبث داخل شعره الناعم الغزير مما جعله يرفعها بزراع واحده و الاخري يقرب بها راسها حتي يعمق قبلته اكثر ........
انتفض بزعر حينما سمع رنين هاتفه يصدح داخل جيبه و اخذ ينظر حوله بتيه ليكتشف انه مازال يجلس مكانه و ما كان هذا الا حلما زاره في غفوته القصيره
جذب شعره بغضب و قال : يخربيت امك يا حسن انت اتهبلت علي كبر

اما جميلتنا فكانت تجلس فوق سحابه ورديه تسبح بها فوق سماء عشقه المستحيل و علي وجهها ابتسامه حالمه و هي تعيد ما حدث معها اليوم للمره التي لا تعرف عددها ...و بماذا يفيد العدد اذا كانت عيون حبيبها المتلهفه عليها هي ما تمر امامها .....القت بجسدها فوق الفراش وهي تقول بشقاوه حزينه : انا عارفه انك مش ليا بس انا مش هتجنن لوحدي لااازم اهبلك معايا هههههه

اشرق صباحا جديدا يحمل الكثير من المفاجات الغير ساره اطلاقا للجميع .....امممممم او هكذا نظن
استيقظ وجيه بقلب منقبض و لا يعرف سببا لذلك و لكنه قام من مرقده باكرا عن موعده المعتاد و حينما نظر الي الساعه المعلقه فوق الحائط ووجد ان الوقت ما زال باكرا لم يرد ايقاظ زوجته و تسحب علي مهل الي الخارج بعد ان اخذ ثيابه معه
ارتداها و صلي ركعتان الضحي ثم توجه الي باب المنزل خارجا منه ليهبط الي الاسفل متمنيا ان يوسع هواء الصباح العليل ضيق صدره الذي يشعر به
بينما كان يمر من امام معرض الباشا وجده مفتوح ...زوي بين حاجبيه باستغراب و قال : مين الي فاتح المعرض دلوقت ده الساعه لسه سته الصبح
لم يفكر مرتان حين دلف ليطمان علي المكان و لكنه وقف مستغربا حينما وجد حسن يتمدد فوق الاريكه داخل مكتبه و يمسك بيده سيجاره يدخنها بشرود
وجيه : حسن مالك يا بني فيك حاجه انا دخلت لما لقيت المعرض مفتوح و مفيش حد من العمال فيه خوفت ليكون حرامي
ابتسم له بمجامله و قال وهو يعتدل : و مين الي امه داعيه عليه عشان يفكر يسرق حسن الباشا يا عم وجيه
ابتسم له وجيه بهم و قال : عندك حق انا الي دماغي مش  فايق لسه
نظر له باهتمام و قال : مالك يا عم وجيه شكلك مدايق و نازل بدري ليه انت وراك مشوار
رد عليه باختناق بعد ان جلس علي احد المقاعد : لا موارييش حاجه بس صحيت مخنوق قولت انزل اشم شويه هوا يمكن صدري يفك حاسس قلبي مقبوض
حسن : صلي عالنبي كده و روق و احكيلي مالك انت اتشاكلت مع اخوك لما جالك من يومين و قابلته بره الحاره
وجيه : ايوه شديت انا وهو
حسن : ليه كده
وجيه : عايزين يخلصو من حكايه التار الي بقالها اكتر من عشرين سنه انت عارف لما حصل الي حصل انا خدت بناتي و مراتي و هجيت و سبتلهم البلد بالي فيها حتي ارضي الي ورثتها اخواتي اشتروها مني بنص التمن لما لاقوني استقريت هنا و مش ناوي ارجع تاني
حسن : طب و ايه الي طلعها في دماغهم بعد العمر ده كله و بعدين لو عايزين يحلو الموضوع ما يحلوه بعيد عنك انت في ايدك ايه تعملو
نظر له بحزن و قال : هو كان عمال يلف و يدور فالكلام و فالاخر قالي هنشوف الحكايه هترسي علي ايه و هبلغك عشان ترجع بلدك و بكفياك غربه
حسن : بس افتكر انهم ميقدروش يغصبوك علي الرجوع انت حياتك كلها بقت هنا و كمان اهل بيتك مش هيعرفو يعيشو هناك .....مر عليهم الوقت سريعا و هم يتباحثان معا و بينما كان يدلف عليهم بيبو صدح هاتف وجيه برقم اخيه فانقبض قلبه اكثر و قال : خير يا رب بيتصل ليه من بدري كده
حسن : رد عليه و شوفه عايز ايه
فتح وجيه الخط و قال : صباح الخير يا حماد خير يارب
حماد : احنا لجينا حل لجل ما نوجفو بحور الدم الي عم تاكل فولادنا يا ولد ابوي
وجيه : طب الحمد لله ربنا معاكم
حماد : طب مش تسال هنعملو ايه لاول
وجيه بقلق : ايه
حماد : اتفجنا ان عواد يتجوز بتك
انتفض وجيه بغضب بعد ان سمع ذلك الحديث من اخيه و قال : انت اتجننت يا حماد عايزني اضحي ببنتي و اجوزها لواحد قد ابوها عشان خاطركم انا مليش فالحكايه دي خلصوها بمعرفتكم
صرخ به حماد بقوه : كنك اجينت ايااااك هتعلي صوتك علي خوك الكبير جاعدتك فمصر نستك عوايدنا ....خلاصه الجول انت خابر زين ان بناتنا كلياتها متجوزه مفاضلش غير بتك و هي الي عليها العين كماني اني جريت فتحتها هتصغر خوك يا وجيه جدام البلد
وجيه بجنون :: يعني ابيع بنتي و ادفنها بالحياه عشان خاطر ناس عمرهم ما شفوها و اذاي تقرا فتحتها من غير ما تقولي ....صمت لحظه و قال دون تفكير : انا بتي مخطوبه لواحد هنا فالحاره و مش عندنا الفاتحه كتب كتاب بردو
حماد بغضب : لاااااااه الكلام ده حدانه فالصعيد مش حدي المصراويه انا جايلك يوم الجمعه اخدك انت و بتك و اااااني هتصرف مع العيل الي بتجول عليه ديه .....و فقط اغلق الهاتف دون ان ينتظر رد اخيه ليقينه انه لن يكسر له كلمه
وقف وجيه مبهوتا وولم يستطع النطق ....نظر حسن و بيبو لبعضهما و قد فهما ما حدث ....دلف علهم كرم و الحسين و حينما وجدو الكل متجهم سال الاخير بقلق : في ايه يا جماعه مالكم شكلكو بيقول ان فيه مصيبه
وقف حسن و اتجه ناحيه باب مكتبه و قال بصوت عالي : ولاااااا احمو
حضر ذلك الشاب الذي يعمل لديه و قال : امرك يا باشا
حسن اطلع انت و العمال بره المعرض و اقفل الباب الصاج علينا مش عايز حد يدخل غير لما اندهلك سااااامع
استغرب الشاب كثيرا و لكنه لم يقوي علي الاعتراض ...تحرك من امامه وهو يقول : من عنيه يا معلم حاضر ....و فقط خرج هو و باقي العاملين ثم قام باغلاق الباب الخارجي للمكان

💙قلب الباشا💙حيث تعيش القصص. اكتشف الآن