الحلقة الثامنه

5.4K 169 17
                                    

الحلقة الثامنة
#رواية_وسام_الفؤاد

دققت هبه النظر للفتاة التي ترقد بجواره وهتفت بدهشة:
-دي وسام!

تملل فؤاد في نومه، ووضعت والدته يدها حول خصرها ورفعت إحدى حاجبيها لأعلى تنتظر انتباهه.

تأفف فؤاد قائلًا بنزق:
-يوووه طفي النور ده!

فتح فؤاد عينيه ببطئ أثر الضوء، وما أن انتبه من نومه طالع تلك التي ترقد جواره بدهشة سرعان ما أدرك ما حدث بالأمس، وحين رفع رأسه قليلًا ورأى والدته التي تقف قبالته وجوارها هبه المصدومة، صك وجهه، يا الله! كيف ينسى إغلاق باب غرفته من الداخل؟!

-يا صلاة النبي!
قالها فؤاد بعدما اعتدل جالسًا وهو يبتسم ببلاهة ويبدل نظره بينهما، وهو يقول:
-صباح الخير يا جماعه.

عقبت والدته بسخرية:
-صباحيه مباركه يا عريس.

تنحنح فؤاد وهز وسام لتستيقظ قائلًا بارتباك:
-قومي عشان نهارنا أبيض إن شاء الله.

لم تفتح وسام جفونها وهتفت بنعاس:
-عايزه أنام.

هزها مجددًا وهو يقول:
-قومي يا وسام خالتك هتفطرنا ضـ رب النهارده.

دنت والدته منهما وقالت بتهكم:
-يا حلاوتكوا يا جمالكوا خليتوا للحلوين إيه!

ابتلع فؤاد ريقه باضطراب وتظاهر بالضيق قائلًا:
-اي يا جماعه حد يصحي حد كده! مش ممكن بجد.... لا مش ممكن!

وأخيرًا انتبهت وسام من نومها، مطت ذراعيها وقدميها وفتحت جفونها ببطئ ليقع بصرها على فؤاد الجالس جوارها فانتفضت وشهقت بصدمة بينما ابتسم وهو يشير لوالدته الواقفه أمامهما قائلًا:
-هتتصدمي أكتر لما تبصي قدامك.

رفعت وسام رأسها وبدلت نظرها بين خالتها وهبه وفؤاد ثم عادت تتدثر بالغطاء حتى وجهها، ضحك فؤاد ونظر لوالدته وهبه قائلًا:
-يعيني دي اتصدمت!

انفـ ـجرت هبه بالضحك وصكت والدة فؤاد فخذيها بيدها وغادرت الغرفة وهي تردد بحسرة:
-يا خسارة تربيتي فيكم....

نظر فؤاد لهبه التي مازالت واقفه وقال بارتباك:
-دا أكيد حلم صح؟!

هزت هبه رأسها بالنفي وهي تضحك....
_____________________________________
إنه يوم الجمعة الذي يتسم بالهدوء والسكينة كانت البيت يعبق بتلاوة عطرة لآيات سورة الكهف، بصوت الشيخ المنشاوي القادر على إختراق أسوار القلوب وإذابة حصون الحزن واليأس وإضاءة ديچور غرف الفؤاد المعتمة...

كان الجو غائمًا، والرياح الذاريات تهز غصون الأشجار وتحرك ثوب فرح الواسع وهي تدنو من بيت جدها برفقة زوجها.

وفي ڤرندة البيت جلست وهيبه التي غطى الحزن خلجات وجهها كانت منكسة الرأس وتضع يدها على خدها بحسرة وأسى وترتدي ملابس سوداء، فمن يراها يعتقد أنها تنعى أحد أقربائها المقربين.

رواية وسام الفؤاد لـ آيه شاكر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن