الحلقة الثلاثون (٣)

6.2K 169 17
                                    


صلوا على خير الأنام ♥️

-أنا إزاي مأخدتش بالي من حاجه زي دي! يارب استر يارب.

قال أخر جملة لنفسه وهو يعدو عله يلحق بسديل، وبمجرد أن وقف خلفها سمع صوت والدة جاسر تقول بزهو:
-دي رضوى خطيبة جاسر.

ثم دوى صوت والدتة قائلة بابتسامة وهي تشير نحو السيدة الخمسينية جوارها:
-وتبقى بنت أختي يا سديل.

جحظت عينيه بصدمة، رمق رضوى بحدة ثم قبض على يد سديل وجذبها من أمامهم قائلًا بتلعثم:
-سديل عاوزك بسرعه... بعد إذنكم يا جماعه.

سحبها من يدها حتى حافة السفينه، وقف قبالتها...

لم يكن على طبيعته بل كان متوترًا للغاية، دار حول نفسه ثم وقف قبالتها مسح أرنبة أنفه بسبابته وأخذ يحك رقبته بارتباك، وأخيرًا تنهد بعمق وضغط شفتيه معًا لبرهة قبل أن يقول بتلعثم:
-سديل... أ... أ... أنا عايز أعترفلك بحاجه... عارف إنه مش وقت مناسب خالص بس...أ... لازم تعرفي وأتمنى تسامحيني يا... يا... يا ديلا.

قال الإسم الأخير ثم أغلق جفونه خوفًا من أثر وقع الإسم على طبلة أذنها، قال بندم وبنبرة خافتة:
-أنا آسف والله عارف إني غلطان... بس...

فرك جفونه بأنامله كم تمنى أن يختفي الآن! لعن رضوى في سريرة نفسه أن تبًا لك رضوى لوضعي في مثل هذا الموقف وفي هذا اليوم تحديدًا، حاول تجميع كلماته لا يدري كيف يبدأ هذا الحديث الذي يصفه بالماضي الأسود! فتح جفونه وأخذ يرتب كلماته على طرف لسانه فقالت:
-مسمحاك.
قالتها بابتسامة لم يرها لكن تجلى أثرها بنبرة صوتها، تمنى لو يزيح نقابها الآن ليرى ملامحها! أردفت سديل بهدوء:
-هون على نفسك يا أحمد أنا عارفه كل حاجه... رضوى قالتلي قبل كتب كتابنا وشرحتلي كل حاجه و.. وكلنا بنغلط والحمد لله إنك اعترفت بغلطك وصلحته.

قطب جبينه قائلًا بصدمه:
-يعني إيه رضوى حكتلك؟!!

لم تعقب ونظرت أمامها عاقدة ذراعيها أمام صدرها فأردف بذهول:
-معقوله يعني رضوى قالتلك! و... وقالتلك إن أنا إلي كنت بكلمك لما كنت بناديكِ بـ... ديلا؟!

أومأت سديل رأسها بالإيجاب، ثم قالت بتبرم:
-قالتلي كل حاجه وأنا مردتش اقولك.. بس مقالتليش إنها اتخطبت! معقوله تخبي عليا... دا أنا بقولها كل حاجه!
ابتهجت ملامحه وأخذ يهز رأسه يمينة ويسرة ويغربل كلامها برأسه، قال بنبرة فرحة:
-مش مهم يا سديل مش مهم.

أردف أحمد بابتسامة عريضة مبتهجه:
-المهم دلوقتي انك عارفه ومسمحاني... و... والله يا ديلا ما كنت بنام كنت خايف أوي من رد فعلك.

قبض أحمد على يدها وعلى حين غرة ضمها إليه وهمس في أذنها:
-شيلتِ حمل كبير أوي من على قلبي يا ديلا.

ازدادت خفقات قلبها حتى شعر هو بها، دفعته بخفه والتفتت يمنةً ويسرةً بخجل وهي تُعدل من ملابسها، قالت بارتباك:
-إ... إيه إلي عملته ده!!!

رواية وسام الفؤاد لـ آيه شاكر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن