أفَقتُ عندَ رعدٍ قويّ وَضجيج داوٍ،
رأسي يدور بصداعٍ ألمّ به فالتَفتّ وَكان جون واقفًا عند باب الخروج وَلكن.." ماري أنا قَتلتها"
هلعتُ لأنزل ببصري من ملمحه المذعور إلى ملابسه المخضّبة بالدماء، يدَيه، وجهه، طبعاتِ حذاءه على الأرض.
أخذ يردّد جملة "ماري أنا قتلتُها" لأكثر من عشرة دقائق وَاللاوعي ما فتئَ يتملّك أطرافي.
"هل قتلتَ أمّك جون؟"
" أنا.. لَم اقصد.. هي دمّرت كلّ شيء.. هي جعلت ليلي تتَخلّص من روحها.. أنا لَم أرِد ذلك لكن اليأسُ.. اليأس سيستمرّ بتواجدِها.. حتّى آخر الزّمن، لَم تعُد مضادات الاكتآب تُجدي نَفعًا فتكون ليلي وَالسماء أوّل الباكين عليّ.. كلّ شيء يرفُضني.. حتى أنتِ"
لَم أجِب فتوجّه نحوي لكنّي تسمّرت بفزع للمظهر المواجِه، لكنّه لم يلمِسني حتى، لَم يؤذِني،
هو فَقط أسندَ رأسه في حضني يبكي بجزعٍ." ماري.. هي كانت تتصرّف بطبيعيّة رغمَ جنونها،
لكِن أنا مَن يقَعُ ضحيّةً لعَواقِبِ التّفكيرِ،
أنتِ لا تفهمين هي كانَت لتعيش هناك بحريّةٍ رُغمَ تقيِّدها وَأنا مَن يُسجَنُ ها هنا بينَ طيّاتِ أفعالِها،
كانَت تتبَعني بعنفها حتّى في الأحلام يا ماري هي لَم تدَع ليلي ترقد بسلام!أبَعدَ كلِّ تلكَ المُعاناةِ وَالسنينِ التي لَم أذُق فيها طَعمَ النّومَ أو حتّى الطُمأنينَة هي أخذَت تعتَذِر؟
فقط حينما رأت السلاح في يدي، هي لَم تعتذر لما اقترفتهُ بنا بَل لأنّنا كشفنا حيلتَها وَفضحناها أمام نفسها.. يا للسخريَةِ!! "تَحدّثَ وَحيدي ثمّ اتّخذَ الصَّمت ملجأً للشرودِ بعدَها،
فعَلقتُ بينَ ثنايا أحرُفِه، وَرحتُ أتعثّرُ بفِكري لبُؤسِ منطوقِه، وَمن ثَمَّ أتهالكُ بينَ كلّ حرفٍ وَحرفٍ.هوَ عادَ يخبّئ رَأسهُ في حجري، مُستسلِمًا أمامَ تلكَ الأفكارِ،
عالِمًا بأنَّ الكلامَ لَن يغيرَ شيئًا مِن قَدرِه المكتوبِ،
بأنّ التحدُّثَ عن جنونِ والِدته لَن يشفع لجريمتِه.. أو حتّى لخاصّتها.صَددتُ وَجهي عنهُ أخبّئُ بذلِك عِياني الدّامعةَ،
مُتسائلةً داخِلي : هي تحسَبُ النّاسَ بالأعذارِ توقظُهم؟
أتحسَبُ العُذرَ يُنجي بعدَما حُرِقوا؟أَعني.. لا بأسَ بالمُعاناةِ مَعًا، أنا هُنا مِن أجلِك جون.. دائمًا فَعَلت،
لكن صوتُ نَحيبِكَ المُتَعالي،
حديثُكَ لنفسِك بأنَّك مُخطئ وَبأنّ كُل ما يحولُ بِنا ذَنبك،
بأنّكَ أفسدتَ كُل شيءٍ،
وَأنّك وحيدُ وَماتُحيطُك سِوى كآبَتك، كُلّ ذاكَ كان هونًا ما جارِحًا لقَلبي مُذ أنّ عَدم اكتِراثي لوُجودي الفعليّ قد تفاقَم،
لكنَّني سأنتَظِر وَألبِث حَتى نَجهَلَ ماحَولَنا..
![](https://img.wattpad.com/cover/349564167-288-k492300.jpg)
أنت تقرأ
غُربَةٌ في نَفسي
Fanfiction"الغَريب" .. انتَظرتك في حينِ البُعد، عِندَ أعتاب قَلبي لتَدخُلَه، فأدخُلهُ معَك غيرَ لاويَةٍ على شيء، أشاطِركَ روحي وَدواخِلي، لتغدوَ منّي وَفيّ، كي لا تَموتَ فيني دون أن أعلَم. ملاحظَة: بعضُ المَكاتيب مُقتبسَة وعُدّل عليها بقَلمي.