٤ : لَوحَة الإيمان.

3 2 0
                                    


" أنا فَقط لا أعي.. إن عشتُ دون حُبكِ، فمَن سأكون؟
أي دربٍ سأسلُك؟
عمّ ستَكتُبُ أنامِلي وتَمتلئ سطورُ مخيّلتي؟

كيف ستُجاورني الموسيقى و تُنسيني من أكون فأتذكّركِ ماري؟
أو حينَ أرى مطلع الصُّبح في يوم جديد بماذا سيَنجو فِكري؟

ماذا لَو أبكيتُ قطراتِ الغسقِ بوحدَتي،
وَصرختُ حتى تفجَّرت الكلماتُ من حُنجرتي، كيف سأرمش وَلا يتناثرُ حبُّك المتكدِّس في الهواء مِن أهدابي؟"

كانَ جون يدخّن ويكلّمني،
بينما كنتُ أقرأ كتابًا ما عندَ كنبتنا المعتادة..

التَمستُ واقعيّةَ حديثهِ في عَقلي لكني لا ألتمس إمكانيَّته، فدون حُبهِ لي بماذا أمسي أنا دون الألم؟
دون استِحضار طيفهِ يلحَقُ بي كل العمر؛ في مخيِّلتي وَأحلامي، كيف سأنجو منّي وَمن الفراغ؟

وَإن أضحَت أفكاري طائعةً لأمري وَتجنَّبتُ التَّشبع بكَ يا غَريبي، ماذا كنت لأفعل بكل هذا التعلّقِ في قلبي؟

"أم ربّما.. راقَت لك فكرةُ الوقوعِ في الحبِّ فقط لا أكثَر يا جون؟ "

"ما هذا الكلام يا ماري؟ بالطبع لا"

..

سنَدت رأسها عند تجويف مابينَ رقبَتي وَكتفي بعدَ استِطرادي لكلامها،
تلكَ اللّيلة، انكمشَت أساريرُ وَجهِها بتعبٍ،
فرُحتُ أبادلُها البُكاءَ وَالقُبلَ،
أريدُ أن نَشعُر فقَط يا إلهي.. ماري..

رحتُ أتلوّى وإيّاها بينَ نَحيبِ البيانو وأوتارِه، أحاوِطُ وجهَها بكفّيَّ وَأسنُد جبهَتينا ضدّ بعضها عندَ الغسَقِ.

أخذَت أحاديثُنا بنا إلى هاويةِ العُريِ فنستَترُ بها،
لكنّنا أبَينا لنستتِرَ ببَعضنا البَعض.

وأخذَ العجزُ يسيلُ من بينِ بَناني لتَستقرَّ عندَ أطرافِ أنامِلها، أحاوطُ المعنيّة بخاصّتي حتّى أينَعت الدّواخلُ دفئًا فشارَكتني وَجنتيها الحرارَة وَالحُمرة.. يا للصّدى مِن قلبِها النّاطقِ!

" مَن يَرعى ظلَّكِ، وَيلملِمُ نظراتَكِ الفارغَة كجُرحٍ ثمَّ يكدّسُها في قلبِه لفَرط حبه لكِ غَيري ماري؟ كيفَ لا أكونُ مختلفًا ها؟

أََنامَ أحدهُم بخوفٍ من أن تَكوني وَهمًا أصابَه فيَصحو ليَجدكِ حقيقيّةً بعيدةً غَيري؟! أََم موجودةً لكنّه لا يَستطيعُ لمسكِ فيكتئبُ طَوال نهارهِ مِثلي؟

مِن بَين كلِّ كلماتكِ المؤلمَة جَميلَتي، مِن بينِ كل أفعالِك، نظراتك، أنا وَجدتُك.. لماذا تقولينَ بأنّي لستُ مختلفًا؟

غُربَةٌ في نَفسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن