part 3

1K 16 0
                                    

فكري...

بماذا ..؟!

بي ! ماه؟ قلت لك بعناد وأنا سيئة.. حقاً !.. هذه مشكلة.. لأنني لا أحب الفتيات السيئات... ضربتك بالوسادة وصمت وأعصابي تغلي من تجاهلك ................ المعتادا...

عبدالعزززززز

ممكن أن ألعب معهم؟ رفعت رأسك نحوي وعيناك تشعان غضباً.. همست لك بخوف: أنت تقامر ...... أنا سيئ......

مازلت أذكر اليوم الذي تشاجرنا فيه بسبب الدراسة.. كنت أعرف بأنني سأنهي دراستي في غضون عام وأشهر وسأعود أخيراً إلى الوطن.. الوطن الذي لو لم أغادره لما حدث كل هذا.. أتكون أنت عقابي على مغادرة وطن أحبني!.. قد تكون يا عزيز.. قد تكون.

كنت أعرف بأن طريق عودتك طويل طويل للغاية.. تشاجرنا يومها، قلت لك بأنك ستحرم من البعثة لأن سير دراستك سيء  وأمورك ليست على ما يرام قلت لي جمانة، اسمعي !.. بصراحة أنا لن أعود!.. أفكر بالاستقرار هنا..

صرخت فيك : ماذا عني.. وأنا..؟! هززت كتفيك ببساطة، فلتبقي يا جمانة!.. فلتبقي معي إن أردت... ما الذي يحدث لك يا عزيز..؟!.. أحبكِ، وأريدك لكنك لا تتفهمين. تتذرع دوماً بأنني لا أتفهم. ولم أفهم يوماً كيف يكون (التفهم) برأيك ... لست أدري كيف يكون يا عزيز.. ولا أظن بأنني

سأفهم...

تأخرت تلك الليلة كثيراً يا عزيز فأيقظتني باتي فجراً منبهة : جمانة صديقك لم يعد بعد.. كدت أن أصيحَ بها : ليس صديقي يا باتي، ليس صديقي...... تسكن معهم منذ خمس سنوات يا عزيز، ولم يفهموا بعد معنى ما بيننا لأننا معاً ولسنا معاً.. كان هاتفك مغلقاً ليلتها كعادتك في

نهاية كل أسبوع.. قدت سيارتي إلى منزلك وأنا أبكي.. لم أكن

أفهم لماذا تفعل بي جلست انتظرك وكلي مهانة قال لي روبرت لا تقلقي جمانة!... عزيز يحبك ..... صدقيني جمانة كنت مثل عزيز في هذا..

شبابي.. فلتسألي باتي.. كنت أصرخ في أعماقي، اصمت یا بوب اصمت.. جنت مترنحاً، تجر قدميك كثقلي سجين.. صاح فيك بوب معاتباً عزيز.. تأخرت كثيراً.. قلقنا عليك..

لم تردّ، نظرت نحوي بانطفاء اقتربت مني وجلست على الأرض أمامي واضعاً رأسك على ركبتي جمانة أريد أن أنام أين كنت ؟ أنا منهك.. أريد أن أنام.. عبد العزيز ..... صحت وأنت تبكي.. أحبك.. أرجوك ...... حملتك أنا ويوب إلى فراشك نمت وأنت تمسك بيدي.. كانت عيناك تدمعان وأنت نائم جلست بجوارك حتى بزغ النورة كنت أبحث في ملامحك عن شخص أكرهه لكنني لم أجد سوى رجل أحبه وأكره له.. أكرهه كثيراً..!... حبي

لقد كان لقاؤنا الأول في الثالث والعشرين من سبتمبر، في عيدنا الوطني.. دخلت المقهى الذي أصبح فيما بعد ملتقانا الدائم.. كنت تقرأ وحيداً في أحد الأركان جلست إلى الطاولة المقابلة لك.. واضعة (شماغ) حول رقبتي كـ شال جذبك على ما يبدو) الشماع فأطلت النظر إلي أشرت بيدك إلى عنقك وسألتني بالإنجليزية وبصوت عال أتفتقدين وطناً يقمعك؟ أجبتك بالعربية، أيفتقدك وطن تخجل منه..؟ ابتسمت : أنت سريعة البديهة!..

قلت لك بلامبالاة وأنت جاحد. تجاهلتني : كيف عرفت أنني عربي؟.. سألتك بالإنجليزية... أشرت إلى الكتاب العربي الذي كنت تقرأه.. بدون أن أنطق.. لم أخبرك بأن ملامحك عربية للغاية..

قلت لي بعد صمت اسمي عبد العزيز، كالموحد.

وأنا جمانة.. سألتني باستفزاز كجنية؟ تجاهلتك وتشاغلت بتفتيش حقيبتي، فسألتني: لماذا تضعين شماعاً، هل أنت مسترجلة ؟...

رفعت رأسي نحوك مندهشة : نعم..؟!...

هل أنت مسترجلة ؟ Lesbian l .. ؟ سألتك وهل أبدو لك كمسترجلة ؟ قلت ببراءة: لا، لكنك قد تكونين ولهذا أسأل... كنت مستفزاً لي في لقائنا الأول يا عزيز، كيف ورطت نفسي مع رجل يستفزني منذ اللحظات الأولى!.. كان حوارنا تافهاً للغاية... ومع إيماني بأنه من الممكن أن تؤدي أتفه المقدمات إلى أخطر النتائج كما كان يؤمن مصطفى محمود الذي أؤمن به كثيراً إلا أنني أنسقت خلف المقدمة التافهة كالمسحورة فلماذا نسيت ما تعلمته منه ..؟! ..

أتدري يا عزيز ..... دائماً ما كنت مؤمنة بأن لا خير في رجل يكره وطنه.. فلماذا آمنت بخيرك ..؟!.. لماذا تجاهلت كل ما كنت أؤمن به ليلتها ..؟!.. لماذا يا عزيز..؟!..

حينما قررت السفر إلى الرياض وقضاء الصيف مع عائلتي قبل عامين.. حجزت لي مشكوراً، لكنك أبيت أن تطير معي لترى أهلك.. رجوتك كثيراً أن تسافر معي لكنك رفضت غضبت كثيراً.. لذا لم أودعك وركبت الطائرة وأنا أقاوم دموعي.. لتفاجئني بالمقعد
                                                                        ١٨

احببتك اكثر مما ينبغي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن